رمضان، بوابة القدس للفلسطينيين

تاريخ النشر: 11/07/15 | 13:23

القدس المدينة القريبة البعيدة، كانت وما تزال وجهة المشتاقين من كل مكان، حيث استقبلت المدينة بصدرها الرحب في شهر رمضان أعدادًا هائلة من محبيها من مختلفة أنحاء البلاد، فكانت لكل واحد منهم رواية مع حجارتها العتيقة، سطروا تجاربهم بين أزقتها، واستودعوها الله في دعواتهم في ساحات المسجد الأقصى في صلاة تراويح.

وتبقى تجربة زيارة مدينة القدس لمن أبعد عنها قسرًا تجربة تحفر في الذاكرة، كالزائرة نور العمري (35 عام) من قرية أبو فلاح، التي جاءت مع أطفالها الثلاثة إلى المسجد الأقصى بشوق بعد 13 عامًا من الغياب، تدمع عيناها لدى رؤيتها قبة الصخرة، تقول: “شعوري لا يوصف لدى دخولي مدينة القدس، فكأنما التقيت بشخص عزيز بعد طول غياب، ففي القلب حنين كبير لهذه المدينة، وقد حرصت على مجيء أولادي معي في هذه الزيارة لأجل ترسيخ حب المسجد الأقصى في قلوبهم، بعد أن تكونت لديهم صورة خاطئة عن مدينة القدس من ما يشاهدونه على التلفاز من سيطرة للاحتلال عليها، فكان من واجبي نزع الصورة المغلوطة لديهم واستبدالها بما هو أكبر في مدينة القدس، وربطهم بمعالمها ومسجدها وكل ما فيها، حتى يكون دافعًا لهم لحمايتها”.

وعلقت نور على اجراءات المجيء إلى القدس، ومعاناتهم في اجتياز الحواجز العسكرية، “تبقى هناك حسرة في القلب لكل ما نمر به من أجل الوصول إلى مدينة القدس، والذي هو حق طبيعي لأي شخص خارجها، والحصول على تصريح فقط في شهر رمضان هو شكل من أشكال الذل من قبل الاحتلال، والمحاولة كافية وواجبة على كل شخص خارج القدس من أجل الوصول إليها”.

أما نور يعقوب (18 عام) من مخيم قلنديا، فتروي تجربتها في المرور من حاجز قلنديا العسكري مع صديقاتها دون تصريح، الأمر الذي منعها من دخول مدينة القدس واضطرها للتوجه إلى حاجز الزيتونة والمحاولة من هناك، “بعد عدة محاولات في المرور عبر المسالك المختلفة على حاجز الزيتونة استطعت المرور بحمد الله، وها أنا اليوم أدخل القدس بعد 5 سنوات من فراقها، وشعرت بسعادة كبيرة لدى وصولي هنا، فحتى هواء هذه المدينة يبعث الراحة للنفس”.

وتبيّن نور يعقوب أن وجهتها كانت المسجد الأقصى تحديدًا، حيث أرادت اغتنام فرصة تواجدها في مدينة القدس داخل باحاته، والتعرف عليه بما فيه من معالم، وبينت أن ما يدفعها الى الزيارة للمسجد الأقصى هي مكانته الدينية العميقة في قلوب المسلمين.

ملاك الوحيدي (23 عام) من رام الله طالبة الطب في جامعة القدس تربطها علاقة وثيقة مع المدينة المقدسة، فتتردد على القدس باستمرار من خلال تصاريح التدريب في المستشفيات المقدسية بحكم دراستها، وفي شهر رمضان أيضا مع عائلتها كلما سنحت لهم الفرصة في الحصول على تصريح، وتقول: “أحرص مع العائلة على المجيء إلى مدينة القدس في رمضان حتى في أيام الجمع التي تكون فيها الطرق أصعب من غيرها من الأيام مع أن التصريح ساري طوال شهر رمضان، فنأتي للصلاة والتعبد، ولنعيش الأجواء الرمضانية في مدينة القدس والتعرف عليها في ظل ما تعانية من طمس لهويتها وتهويدها من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وهو واجب وطني وديني على كل مسلم زيارة القدس والتعرف عليها وعلى معالمها ودعمها، ومن المحزن أن نرى الكثير من الناس غير قادرين على المجيء إلى القدس إلا بتصاريح محدودة، مما يحد من معرفتهم بها، ويقلل من دافعيتهم للعمل لأجلها، وهذا أحد أساليب تهويدها”.

1

2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة