من وصايا النبي: فلينظر أحدكم من يخالل
تاريخ النشر: 21/07/15 | 8:09الصديق له تأثير على صديقه كبير .. فهم يتبادلون الخصال فيما بينهم سواء كانت خصال طيبة أو سيئة، لذا جاء التوجيه النبوي الكريم بأن نتحرى الدقة فيمن ناصحبهم ونلازمهم، فقال الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم: “المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل”.
فالصديق الصالح هو الذي يرشدك إلى طاعة الله تعالى، لأن المتقون هم من تكون أحوالهم كلها طاعة لله، فيجتمعون على طاعته ويتفرقون على طاعته سبحانه وتعالى، فيشدد بعضهم بعضًا إلى طريق الصلاح والفلاح في الدنيا والآخرة، ويحذرون بعضهم من طريق الفساد والفجور، وما يضرهم في أمور دينهم ودنياهم لأنهم تصحابوا في محبة الله تعالى سبحانه وتعالى، فإذا حصل من أحدهم معصية ينهاه أخوه ويزجره لأنه يحب له الخير.
لهذا قال الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم: “المؤمنُ مِرءَاةُ أخيه المؤمن”.. فالصديق الصدوق هو من ينصح صديقه حتى يصلح حاله.
وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم “المرء على دين خليله” يدل على أن حتى سمعة الصديق قد تلتصق بصاحبه وإن لم يكن مثله، فإذا صاحب أهل الصلاح حسبه الناس معهم، فيكون في ذلك دافعًا له ليصلح من نفسه، وإن كان من أهل الدنيا والفساد حسب على صاحبه وقد تلصق به صفات خبيثه وإن لم تكن فيه.
ودل على ذلك أيضًا ما روي عن نبي الله سليمان بن داود عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام حيث قال: “لا تحكموا على أحد بشيء حتى تنظروا من يخادن”. وكذلك قال بعض الصالحين: “من أراد الترقِّي فليصاحب الأخيار”.
ولكي تدوم الصداقة على الإيمان وتستمر فعلى الأصدقاء أن يتواصوا بالحق ويتناصحوا فيما بينهم بغير فضيحة، لذلك يقول الله عز وجل: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}.
ويقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “أحب ما أهدى إليَّ أصحابي عيوبي”.