قراءة أولى للمجموعة الشعرية "طيَرانُ الحِدْأَة"
تاريخ النشر: 28/03/13 | 2:20انتهيت للتو من قراءة المجموعة الشعرية "طيَرانُ الحِدْأَة" للشاعر العراقي سعدي يوسف والصادر عن دار راية للنشر حيفا. المجموعة تحتوي على ما يقارب الخمسين قصيدة قصيرة وترجمة لثلاث قصائد سحاقية لأدريان ريتش.
قصائد المجموعة تعطي انطباعا واضحا حول المنفى والغربة التي يعيشها الشاعر منذ سنين طويلة، والصعوبة التي يواجهها في التأقلم مع المنفى والغربة بالرغم، من استعداده ومحاولته لذلك، عقليا على الاقل. حتى عندما لا يقوم بالمقارنة، بين ما يراه ويعايشه، مع العراق، فأنت تشعر في غالبية القصائد بشبح العراق في الخلفية.
القصائد تصف اوضاعا وأماكن عديدة في اوروبا وفي العالم العربي، توضح ان الشاعر لم يفلح بأقامة علاقة انتماء بينه وبينها وتبقى نظرته اليها نظرة السائح الموشك على الرحيل.
في عدد ليس بقليل من القصائد، يعبر الشاعر عن فقدان الامل بعودة العراق الى ما يريد له الشاعر ان يكون، واحدا متحدا، لا طائفي، مستقلا بلا تبعية لأي طرف كان.
والمجموعة جديرة جدا بالقراءة وقد اخترت منها قصيدة
"ليليّةٌ في ليلٍ عاصفٍ"
أصخرةٌ في مهبِّ الريحِ، أنتَ؟
إذاً
لأيِّ معنىً تهُبُّ الريحُ؟
ربَّتما أرادت الريحُ أن تنأى … وتهدأَ
أنتَ، اللحظةَ، الصمدُ
والريحُ تعرفُ أن الصخرةَ احتفلتْ بِعُسْرِها
فكأنّ الريحَ تُخْتَضَدُ ….
تقولُ:
وحدَكَ
لا أهلٌ
ولا بلدُ،
وليس من تُغْمِضُ العينينِ إنْ دنتِ المنيّةُ.
أنت الواحدُ الأحدُ …
فاهدأْ
وَكُنْ مثلَ ما أنتَ:
الطريقُ إلى بغدادَ أَعْقَدُ ممّا كنتَ تعتقدُ.
فاهدأْ
ودعْ طائرَ الليلِ الشحيحَ يَقُلْ شيئاً،
ودعْ ريحَ هذا الليلِ تتّئدُ …..