من القدس الى القدس:في جوف الأرض تغييب المعالم الإسلامية
تاريخ النشر: 14/07/15 | 13:01تم الترتيب لهذه الزيارة والتنسيق لها مسبقاً مع قسم العلاقات العامة في مكتب ما يسمى بـ “صندوق إرث المبكى” لزيارة صحفية ميدانية لما يسمى بـ “مشروع من القدس الى القدس”، إستكمالا لخبر نشر في ” كيوبرس” حول الموضوع معتمداً على مصادر صحفية عبرية، دون وجود صور أو شروح تحدد بدقة الموقع.
في هذا التقرير الذي يعرض صورا تكشف لأول مرة، نتطرق الى تفصيلات أدق مما نشر سابقا، في موقع جوف الأرض الذي يبعد نحو 50 مترا من الجهة الغربية للمسجد الأقصى، وعبر سرداب طويل، يدخل اليه من تفرع أقصى غرب ساحة البراق، عبارة عن طريق مقنطرة ذات ملامح عمرانية إسلامية بحتة، وهي القناطر التي تحمل طريق باب السلسلة الموصل الى المسجد الأقصى، وعبر باب صغير آخر ودرج حجري قديم، ندخل الى مبنى صغير مقبب ما زال العمل في بعض جوانبه مستمرا، ونصبت فيه لوحات ذكية “ايباد” تحدد وتوجه الزائرين لدخول قاعة “من القدس الى القدس”.
وليس بعيدا من هناك، تدخل عبر باب ودرج آخر الى قاعة واسعة ذات معالم إسلامية بحتة كذلك، تم ترميمها وتجهيزها لتكون مقر لمشروع “من القدس الى القدس”، حيث وضع فيها عشرات الحواسيب على طاولات مصفوفة وكراسي للجلوس، يتقدمها شاشة كبيرة وحاسوب فرعي يستعمله المرشد. هذه القاعة هي في الأصل جزء من مبنى وقف حمام العين تم الاستيلاء عليه من قبل الاحتلال الإسرائيلي وأجريت فيه حفريات منذ عام 2002، وتستمر الى هذه اللحظات بأعماق متفاوتة تصل الى نحو 15 متر.
وكنت دخلت سابقا أجزاء من مواقع الحفريات عام 2004، ثم في العام 2007، وكشفنا حينها عن مراحل منها حتى انقطعت إمكانية زيارة الموقع، سوى في أطراف المدخل من الخارج. وقد تسنى لنا قبل يومين الدخول الى الموقع، وقد دهشنا عندما تكشف لنا حجم الحفريات التي تواصلت لمدة تجازوت العشر سنوات، وهي حفريات واسعة وعميقة ومتفرعة وتجهيزات لاستقبال جمهور الزائرين، وبهذه الطريقة يتمّ الاستيلاء على مباني الوقف وتغييب المعالم الإسلامية العريقة، ونسب تاريخ إنشائها الى فترة الهيكل الأول والثاني المزعومين.
في قاعة “من القدس الى القدس” يجلس الزائرون كل على حاسوبه، وعبر برنامج أفلام وقصص مصورة، يختار كل واحد على حدة مسار رحلته بناء على الرواية التوراتية/التلمودية، ابتداء من الوجود اليهودي في القدس قبل آلاف السنين – بحسب زعمهم – ومرورا بمراحل التشتت في كل أنحاء العالم، ثم طريق العودة الى القدس مرة أخرى. وبين المقطع والمقطع يتدخل “القاص” في الفيلم ليشارك بشكل جمعي القصص الفردية، وينتقل معهم من مرحلة الى مرحلة عبر نحو 80 فيلما فرعياً، للفيلم الرئيسي الجامع، باعتماد الرواية التلمودية التي ترتبط بالهيكل الأول والثاني المزعومين.