صادق إبنتك تجدها
تاريخ النشر: 15/07/15 | 16:22كثير من الآباء يشتكون اليوم من أن بناتهم بمجرد وصولوهن لسن المراهقة أو لسن أقل من ذلك قليلاً، يتحدثن بالتليفون أو الفيس أو بالشات مع فتيان بلغة الحب والإعجاب وتبادل الغراميات مما يزعج الآباء كثيرا تربوياً. وكم من مدارس أمسكت برسائل حب وإعجاب متبادلة ما بين البنات والأولاد بل وبين التلاميذ الصغار والتلميذات وهم ما زالوا في سن الزهور كما يقال، وغالبا ما يكون عذر الفتيات أو البنات الصغار في تبريرها لما فعلت هو أنه لطيف وحنون معها أو أنه يمدح جمالها وطريقة لبسها وأناقتها وشخصيتها. لا تعجب أيها الأب عندما أقول لك إن السبب الرئيس في تطلع ابنتك لسماع الكلام الحلو من خارج البيت هي أنها لا تسمعه منك أنت داخل البيت، فكثير منا اليوم مشغول حتى عن رؤية أولاده ساعة كاملة يوميا ناهيك عن الاهتمام بخصوصياتهم والسؤال عن أصدقائهم ومدح شخصياتهم وخاصة البنات. البنت يا عزيزي الأب تحتاج من يوم أن تبلغ سن الرابعة نعم سن الرابعة تحتاج إلى حضنك وحنانك وكلماتك المادحة الرقراقة تحتاج منك الإعجاب بمظهرها ببلبسها بتسريحة شعرها. الحنان والاحتواء يجنب الفتاة الوقوع في الأخطاء، ويجعل علاقتها بوالدها علاقة ثقة تخبره بكل شيء ولا تحس بالأمان إلا وهي صريحة معه.
كلماتي بهذا المقال موجهة لكل أب رزقه الله بنتا أو أكثر، امدح ابنتك واطري عليها وكن صديقا لها. أقصد هنا أن تمدحها وتسمعها أحلى الكلام إن رأيتها يوما تلبس ثوبا جميلا مثلا أبدي لها إعجابك بكل كلمات الإطراء وأظهر لها الفرحة بجمالها ما المانع لو قلت لها مثل تلك الكلمات:” أنت أجمل بنت بالدنيا”ما شاء الله على جمال أمورتي سبحان من صور” ….شو هااللباقة والرقي حبيبة بابا. إن مثل تلك الكلمات تفعل مفعول السحر بنفسية البنت خاصة لو سمعتها منك أنت أيها الأب وليس من الأم. إنني جربت تلك النصائح مع ابنتي الصغيرة بنفسي فوالله ما وجدت من تطبيقها إلا كل خير كنت ولا زلت صديقا لابنتي لذا أحسها سعيدة منطلقة حرة بلا أخطاء لأن الله عوضها بحب وإعجاب أبيها الذي يمزح معها أحيانا ويقوللها : ” شكلي لن أزوجك أبدا لأني مش هلاقي حد يستحق هذا الجمال” وبالطبع أنا أمزح معها وأشعرها بمدى حبي لها ومدحي لجمالها “.. وربما تكون البنت متوسطة أو عادية هذا لا يهم المهم أن كلماتك أيها الأب ستسعدها وتحميها وتؤنسها فلا تحرمها من وقتك وكلماتك وحنانك لأنها سترده لك بعد حين عندما تكبر وتكون ابنتك وحبيبتك وأمك الصغيرة.أليس كذلك؟
أشرف العسال