الخدمات الصحية في الشمال بحاجة لخطة حكومية شاملة
تاريخ النشر: 15/07/15 | 11:32على خلفية الفجوات الواسعة بين الشمال والمركز في موازنات وخدمات الصحة، اجتمع اليوم الثلاثاء في بلدية كرميئيل، رؤساء ومندوبو اكثر من 20 سلطة محلية عربية ويهودية في الشمال، إضافةً الى مدراء ومندوبي غالبية المستشفيات الفاعلة في شمال البلاد، حيث يعقد هذا الاجتماع، وهو الاول من نوعه، بمبادرة المنتدى المدني لتطوير الصحة في الجليل، ويهدف الى اتخاذ خطوات نضالية وعملية لتحصيل موازنات وخدمات صحية اضافية في الشمال بناء على احتياجات السكان، وذلك في ظل النقص الحاد في الموارد البشرية، الاجهزة ومراكز الطوارئ.
افتتح اللقاء السيد عدي إلدار، رئيس بلدية كرميئيل بالاشارة الى المعطى الاهم وهو الفارق في معدل العمر بين سكان الشمال نسبة الى المعدل القطري، اذ ان معدل الحياة هو أحد المؤشرات الهامة للوضع الصحي وجودة الجهاز الصحي، وأكد الى ضرورة المطالبة بخطة شاملة ممولة ومحددة بالوقت للوصول الى المساواة بالحد الادنى، اذ من غير المعقول ان صحة الناس في الشمال اقل اهمية من المركز.
وشارك في اللقاء من السلطات المحلية العربية كل من رئيس بلدية شفاعمرو السيد عبد عنبتاوي والسيد وهيب حبيش رئيس مجلس يركا المحلي، رئيس مجلس الرامة المحلي السيد شوقي لطيف، رئيس مجلس دير الاسد السيد احمد دباح، رئيس مجلس البعنة السيد عباس تيتي, لرئيس مجلس مجد الكروم السيد سليم صليببي، رئيس مجلس نحف السيد عمر اسماعيل، والسيد محمد ابو ضعوف عن قرى الجليل التي اعترف بها مؤخراً والتابعة لمجلس اقليمي مسغاف، وحضر د. شكري عواودة نائب رئيس بلدية نتسيرت عيليت.
واكد السيد امين عنبتاوي في كلمته على ضرورة مشاركة رؤساء السلطات في هذا النضال، واستهجن عدم وجود اقسام للصحة متطورة في السلطات المحلية اذ ان اقسام النظافة في القرى العربية تسمى خطأ اقسام صحة. ومن جهته شدد السيد وهيب حبيش على ضائقة الجمهور بسبب عدم وجود اتفاقيات بين صندوق المرضى العام (كلاليت) بشكل خاص مع المستشفيات القريبة، الامر الذي يسبب معاناة وسفر للمرضى رغم وجود خدمات قريبة. تعتبر هذه النقطة من اهم النقاط التي وصل اليها تقرير مراقب الدولة الاخير اذ يتضح تضخم هذه المشكلة لاهداف مادية واقتصادية لدى صناديق المرضى، هذه النقطة اثارت جدلاً بين الرؤساء على خلفية تعالي اصوات تطالب بمقاطعة صندوق المرضى العام (كلاليت)، كجسم احتكاري لغالبية المؤمنين في الشمال.
هذا وتكشف في اللقاء تشعب القضايا وتعدد مصادرها، حين وصل الحوار الى مديري المستشفيات، حيث اشار د. سلمان زرقا مدير مستشفى “زيف” في صفد، الى ضعف المستشفيات الصغيرة في الاطراف، وعدم قدرتها على مفاوضة صناديق المرضى الاحتكارية، بالذات صندوق المرضى العام ” كلاليت”، ” قوة مستشفى صفد ليست كقوة مستشفى بيلنسون”، ومن هنا حسب رأيه يجب تغيير قوانين اللعبة.
من جانب اخر يرى د. بشارة بشارات مدير مستشفى الناصرة، ان الصحة لا تعني مستشفيات فقط، ويجب تخصيص الميزانيات والموارد للوقاية والتوعية، وعلى صعيد اخر تحدث عن الميزانيات الاضافية التي تمنح لصناديق المرضى لتغطية العلاج في المناطق الجغرافية البعيدة، والتي لا تصل الى هدفها ولا يعرف طريقة صرفها. وتقدر هذه الميزانيات وفق تقرير مراقب الدولة السابق بما لا يقل عن 200 مليون شيكل سنوياً.
السيدة هداس …. من المنتدى المدني للصحة في الجليل، تحدثت حول ازمة العلاج التأهيلي ما بعد الاصابة بمرض او حادث، فوفق الوضع الحالي، المرضى من الشمال يضطرون للسفر وتلقي العلاج لاشهر طويلة وبتكلفة مادية ونفسية عالية تشمل تركهم لعملهم واهمال لعائلاتهم وتحملهم لاعباء المتابعة في منطقة تل ابيب، النتيجة الحتمية هي ان القادرون فقط يربحون صحتهم من جديد ويحظون بإعادة التأهيل، فيما يتنازل الفقراء عن التأهيل والشفاء التام، وهذا تمييز خطير ومرفوض.
وتشير المعطيات الى ان عدد اسرة العلاج التأهيلي في منطقة تل ابيب وحدها تزيد ب 55 مرة عن منطقة الجليل، فيما هناك حاجة لافتتاح ما لايقل عن ثلاثة مراكز علاج تأهيلي جديدة، اضافة لمركز للاطفال وتفعيل القسم خاص في مستشفى الجليل في نهريا ليكون مركزاً للعلاج التأهيلي اليومي أيضاً.
حسب معطيات وتقارير وزارة الصحة، الفجوات الواسعة بين الشمال والمركز واضحة وكبيرة بكل المعايير، حيث يصل عدد الاطباء لكل الف نسمة في الشمال ال 2.2 مقابل 4.7 في المركز و 3.5 في المعدل العام. أما نسبة الممرضين/ات العاطلين عن العمل فهي ضعف النسبة في مناطق اخرى، ومن حيث عدد الاسرة لكل الف نسمة، فهي في الشمال 1.58 مقابل 2.3 في منطقة المركز. حول هذه النقطة شدد د. تسفي شيلغ نائب مدير مستشفى الجليل- نهريا، اذ ان وجود كلية لدراسة الطب في الشمال لا تضمن بقاء الاطباء في المنطقة، وهناك حاجة كبيرة لايجاد حوافز واسباب لابقاء القوى البشرية المهنية في الشمال واجتذاب القوى المهنية المتميزة من مناطق أخرى.
اضافة الى هذه النقاط ، ناقش الاجتماع قضية النقص في غرف الطوارئ الاولية ونشرها في مناطق مختلفة، علما ان الاشكالية الاساسية لهذه الخدمات وخدمات اخرى هو اشتراط تمويلها بموازنات المواؤمة من السلطة المحلية حيث يتم الزام السلطات المحلية بجزء من هذه الموازنات وغالباً ما تفشل السلطات بتوفيرها.
هذ وتقرر في الاجتماع متابعة النقاط والاقتراحات التالية:
– المبادرة لعقد اجتماع للمنتدى المدني للصحة في الجليل مع مديري المستشفيات جميعها.
– متابعة نشر توصيات لجنة “غروطو” لتوسيع الخدمات الصحية في الشمال، وعقد مؤتمر صحفي خاص يوم اعلان توصياتها.
– متابعة التوصية ببناء اقسام لمعالجة ملف الصحة في السلطات المحلية .
– فحص وتغيير طريقة ومعادلة التمويل الصحي بين الحكومة وصناديق المرضى.
– المبادرة لعقد جلسة مع نائب وزير الصحة .
– التشديد على التوعية والصحة الجماهيرية ودورها في الوقاية ومنع الامراض.
يذكر ان المنتدى المدني لتطوير الصحة في الجليل، مكون من مهنيين وخبراء من مختلف المجالات والمؤسسات الصحية والاجتماعية، اقيم عام 2014 بمبادرة خريجي برنامج قيادات للتغيير الصحي في الشمال، وكل من جمعية الجليل، جمعية حقوق المواطن، منظمة شتيل، “الكا” معهد القيادة والحكم في الجوينت، ويعمل المنتدى على تطوير الخدمات والمستوى الصحي في الشمال من خلال التغيير الاجتماعي وتغيير السياسات.