أشرار الخلائق

هلْ انبئكمْ بأشرارِ الأنامِ

منْ تخلى عنْ شيَمِ الكرامِ

واشترى الهوى بطيبِ نفسٍ

وحاكَ السوءَ لصرعِ السلامِ

وطابتْ نفسُهُ بإفسادِ خُلُقٍ

فالنَّفسُ تغرقُ في يمِّ الظلامِ

بائعٌ دينه بأمجادٍ تزولُ

مخالفُ الفعلَ لطيبِ الكلامِ

تراهُ بين الورى حرًا أصيلًا

وعندَ الشيطانِ استاذ الحرامِ

بين الخلائق احسانٌ وبِرٌّ

وفي محراب الشر أثواب الإمامِ

يأمرُ بالسّوء وينهى عن الخيرِ

وعند الدّجى تصويبُ السهامِ

فهل مثل هذا يستحقُ رفعةً

ورقيَّ الشأنِ وإعلاءَ المقامِ!