فتاوى العيد

تاريخ النشر: 16/07/15 | 17:24

هل تسقط صلاة الجمعة عمن صلى العيد ؟

إذا اجتمع العيد والجمعة في يوم واحد فإنه يرخص لمن صلى العيد أن يتخلف عن صلاة الجمعة وهذا مذهب الحنابلة ولكن صلاة الظهر لا تسقط عنه بالاتفاق والأحوط خروجاً من الخلاف في المسألة أن يصلي الشخص الجمعة ولو أدى صلاة العيد احتياطاً للعبادة ولأن الخروج من الخلاف مستحب ، وهده الرخصة لا تشمل الإمام فإنه يجب على الإمام الحضور بالاتفاق .
جاء في كشاف القناع ، للبهوتي (ج2ـص40 ): ” وَإِذَا وَقَعَ عِيدٌ يَوْمَ جُمُعَةٍ فَصَلَّوْا الْعِيدَ وَالظُّهْرَ جَازَ ذَلِكَ وَسَقَطَتْ الْجُمُعَةُ عَمَّنْ حَضَرَ الْعِيدَ مَعَ الْإِمَامِ لِأَنَّهُ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – «صَلَّى الْعِيدَ وَقَالَ مَنْ شَاءَ أَنْ يُجَمِّعَ فَلْيُجَمِّعْ» رَوَاهُ أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، وَحِينَئِذٍ فَتَسْقُطُ الْجُمُعَةُ إسْقَاطَ حُضُورٍ لَا إسْقَاطَ وُجُوبٍ فَيَكُونُ حُكْمُهُ كَمَرِيضٍ وَنَحْوِهِ مِمَّنْ لَهُ عُذْرٌ أَوْ شُغْلٌ يُبِيحُ تَرْكَ الْجُمُعَةِ، وَلَا يَسْقُطُ عَنْهُ وُجُوبُهَا فَيَكُونُ كَمُسَافِرٍ وَعَبْدٍ لِأَنَّ الْإِسْقَاطَ لِلتَّخْفِيفِ فَتَنْعَقِدُ بِهِ الْجُمُعَةُ وَيَصِحُّ أَنْ يَؤُمَّ فِيهَا وَالْأَفْضَلُ: حُضُورُهُ خُرُوجًا مِنْ الْخِلَافِ إلَّا الْإِمَامَ فَلَا يَسْقُطُ عَنْهُ حُضُورُ الْجُمُعَةِ لِمَا رَوَى أَبُو دَاوُد وَابْنُ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ قَالَ «اجْتَمَعَ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا عِيدَانِ، فَمَنْ شَاءَ أَجْزَأَهُ مِنْ الْجُمُعَةِ وَإِنَّا مُجَمِّعُونَ» وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ ” .

مبتدعات ومحظورات العيد:
لا شك أن خير الهدي هدي محمّد صلّى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها ، وفي اتباع السنة خير عظيم وفي التنكب عنها شر مستطير
وإنّ من المحدثات التي يجب أن تتضافر جهود الدعاة والخطباء بإنكارها ما يلي :
أ. بدعة تجديد فتح بيت للعزاء في أول عيد يمر على أهل المتوفى بعد وفاة ميتهم لما فيه من تجديد للأحزان والأشجان .
ذلك أنّ اظهار الفرح والسّرور يوم العيد من السّنة فكيف نحوله إلى يوم حزن وبكاء ونواح وأشجان ، ونشغل الناس عما هم فيه من بهجة وفرح وصلة أرحام بأمر يعكر عليهم صفو حياتهم .
أضف إلى ذلك إنّ هذا الأمر سيفضي إلى كثرة بيوت العزاء يوم العيد وعندها سيسود المجتمع حالة من الكآبة والحزن بدلاً من الفرح والإبتهاج وبذلك نكون قد وأدنا المقصد الشرعي من العيد .
لذا ينبغي مقاطعة مثل هذه الظاهرة وتقديم التهاني يوم العيد بدلاً من التعازي .
كما ونتوجه إلى أهلنا الذين فقدوا عزيزاً أن لا يجعلوا من أيام العيد أيام حزن وتضييق ونكد على عيالهم من عدم تقديم الحلوى وصنع الكعك ولبس الجديد وغير ذلك من مظاهر الفرح بل عليهم أن يوسعوا على أهلهم في هذا اليوم تطبيقاً للسنة المطهرة . فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده ( وأيام التشريق – أيام العيد – أيام أكل وشرب ) . ) أخرجه أحمد (3/460) وإسناده صحيح ( .
ب. مصافحة القريبات غير المحارم كزوجة الأخ والعم والخال وبنات العم وبنات الخال وبنات الخالات وبنات العمات ونحو ذلك من النساء الأجنبيات :
وذلك لأنّ مصافحة المرأة الأجنبية ( وهي التي يمكن الزواج بها في الحال أو المآل أي بعد زوال السبب المانع كالمحرمات على سبيل التأقيت كأخت الزوجة وزوجة العم والخال والأخ ) حرام باتفاق أهل العلم ومن أدلتهم :
1. ما أخرجه الطبراني بإسناد صحيح عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم : ( لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له ).
2. أخرج الشيخان في صحيحيهما عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: ( لا والله ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط غير أنه يبايعهن بالكلام ) . (أخرجه البخاري ومسلم) .
وفي جامع الترمذي وسنن ابن ماجة وموطأ الإمام مالك ومسند الامام أحمد عنه صلى الله عليه وسلم : ( إني لا أصافح النساء إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة ). قال الترمذي : حديث حسن صحيح.
ثم إنه إذا كان النظر إلى الأجنبية حرام أليس اللمس والمصافحة أولى بالحرمة لأن اللمس أبلغ في الفتنة .
ج.استعمال الألعاب النّارية والمفرقعات :
لقد انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الألعاب النارية والمفرقعات وهي عادة سيئة فيها إيذاء للنفس والنّاس فضلاً عمّا في ذلك من إضاعة وتبذير المال بغير وجه شرعيّ وبغير منفعة وفائدة ، وقد قال الله تعالى: { إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين }. [ الإسراء: 27 (.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله كره لكم ثلاثاً؛ قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال ). [ رواه البخاري ومسلم (.
إنّ هذه المفرقعات تلحق الأذى بأجساد الناس وممتلكاتهم، فكم من طفل قطعت أصابعه واحترق جسمه؟ وكم من بيت احترق؟ وكم من سيارة احترقت جراء استعمال هذه المفرقعات؟
إضافة لما في ذلك من الإزعاج والترويع للناس ، وهذا كلّه محرّم شرعاً لذا نحذّر الباعة من بيع مثل هذه المفرقعات كما ونحذّر من شرائها واقتنائها وعلى الأهل أن يمنعوا أطفالهم من ذلك .

والله تعالى أعلم
المجلس الإسلامي للإفتاء
1436\2015 م

0

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة