كنــــــز أبو موسى
تاريخ النشر: 30/03/13 | 23:44وأبو موسى هذا هو مفلح الطبعوني الشاعر والأديب المثقف، وقد أطلعني هذا الأسبوع على أوراق "مخطوطة" كان حصل عليها قبل أكثر من ربع قرن. هي أوراق صفراء… بعضها بخط يد صاحبها المجهول، وبعضها مطبوع طباعة ستانسل. في الورقة الأولى قصيدة بعنوان "إليها". يقول فيها كاتبها:
أتاني الحب لا أدري ———– من اليُمنى أم اليسرى
فاذكى الحب يا ليلى————– بقلبي والحشا جمرا
عذاب البُعد أضناني—————-فلا أقوى له صبرا
فهذا الخفق في قلبي————–وهذي الدمعة الحرّى
وهو، كما يرى القارىء، شعر جيد لشاعر مطبوع. ولكن من هو هذا الشاعر؟! أحسست في البداية ان هذا الشعر معروف ومألوف لي، وانني قرأته في السابق، فاستعنت بالانترنت لعلي أجده وأجد صاحبه، لكنني ـ للأسف – لم أعثر على شيء.
وكان أبو موسى قد احتفظ بهذه المخطوطة في مكتبته العامرة ونسيها، أقصد نسي المخطوطة طبعًا. واثناء ترتيب مكتبته قبل اسبوعين عثر عليها وقرر اصدارها تحت عنوان "بدون اسم". أحدهم ممن رأوا المخطوطة اقترح على أبو موسى ان يطبع المجموعة باسمه، خصوصًا وان صاحبها مجهول، لكن ابو موسى استسخف الاقتراح وقال: ما هذا، ألهذا الحد يصل الغباء بالناس… كيف لي ان آخذ نتاج غيري، وان كان مجهولاً، وأنسبه الى نفسي؟!
وأبو موسى بالمناسبة من الناس الذين يبحثون عن سعادة البسطاء.. يكتفي بأقل القليل، ولا يبحث عن جاه ولا عن وجاهة، ولا عن مال… يشعر بالسعادة والمتعة بحبّة البندورة، وشربة الماء، وزر الفلافل. وتغمره السعادة اذا هو زار شارع العراقيين في حيفا، ووجد في سوق الخرداوات كتابًا بشيكل أو اسطوانة كلاسيكية بثلاثة شواقل. وهو يتذكر تلك الأيام التي كان يزور فيها هذا السوق عندما اشترى تلك المخطوطة التي تضم قصائد شعرية جيدة، وهو يرى أنها تستحق أن ترى النور، حتى لا تبقى مجهولة مثل صاحبها.