انه اعتداء على حرية الصحافة والعمل الاعلامي ..!
تاريخ النشر: 31/03/13 | 8:45بادئ ذي بدء اود توضيح بعض الامور بخصوص موقفي ووجهة نظري مما يحدث قي سورية ، ودور قناة "الجزيرة" التخريبي المشبوه في تدمير الوطن السوري ، واثارة الفوضى والفتن وتأجيج الصراع الطائفي والمذهبي فيه .
فبرأيي المتواضع، ان سورية تتعرض لمؤامرة استعمارية كونية دنئية وخطيرة ، لكونها حاملة لمشروع قومي عروبي تقدمي ، ومتحالفة مع حركات وقوى المقاومة اللبنانية والفلسطينية والعربية ما يجعلها في دائرة الاستهداف للمشروع الامبريالي التصفوي الرامي والهادف الى تجزئة وتقسيم الاوطان والبلدان العربية .
وان المجازر الوحشية وانهر الدماء التي سالت من ابناء الشعب السوري على ارض الشام هي بفعل عصابات الاجرام السلفية الوهابية وقوى العمالة والظلام التكفيرية ، التي قتلت البوطي وارتكبت المجزرة الرهيبة داخل مسجد الايمان ، التي راحت خلالها العشرات من الناس الاتقياء الزل كانوا يستمعون لاحد الدروس الدينية .
وهذه العصابات المأجورة ممولة من المال القطري وأمراء السلاطين ومشايخ النفط والبترودولار ، ومدعومة عسكرياً وسياسياً من قبل التحالف الامريكي الاوروبي الاستعماري والغربي الاجنبي . اما قناة "الجزيرة" فهي اداة طيعة بيد الاستخبارات الامريكية الصهيونية ، وتؤدي دوراً اعلامياً تخريبياً مشبوها ، وهي تشوه طابع الحراك الشعبي والمدني والوطني الديمقراطي ، وتبرز طابع مضاد له ، لا يكاد يكون موجوداً بالفعل على ارض الواقع .
وهي كذلك تواظب على التهييج الانفعالي والمذهبي والتحريضي الطائفي، وتلجأ الى بث الاكاذيب والتلفيق في تصوير ونقل الحدث .
وان مدها بالمال النقطي القطري جعلها قادرة على شراء الذمم والمواقف وتدجين الكثير من المثقفين والمفكرين والمحللين السياسيين العرب، وفي طليعتهم ومقدمتهم المفكر الفلسطيني المعروف د. عزمي بشارة ، الذي عز علينا سقوطه في هذا المستنقع الوبائي، الذي يلوث حياتنا وفضائنا السياسي والفكري.
ورغم موقفي هذا من توجهات قناة "الجزيرة" ومواقفها الاعلامية ودورها المشبوه، الا انني ارى في الاعتداء السافر، الذي تعرض له بالامس طاقم الجزيرة، والاعلامي الياس كرام خلال تغطيتهم لمسيرة الوفاء التقليدية لشهداء يوم الارض الخالد في مدينة سخنين الجليلية، من قبل مجموعة هامشية من الرعاع، بسبب موقف هذه القناة الفضائية من احداث سورية، واعتبره اعتداءً سافراً وغير اخلاقي يندى له الجبين، ويتجاوز كل الخطوط الحمراء.
فهو اعتداء همجي من الدرجة الاولى على حرية العمل الصحفي والاعلامي، سواء اختلفنا او اتفقنا مع مواقف "الجزيرة"، ويتنافى ايضاً مع حرية الرأي، والرأي الآخر، وحق الاختلاف، ويتعارض مع تعددية المواقف السياسية والفكرية.
انه اعتداء يمس اولاً وقبل كل شيء كرامة وقدسية واحترام يوم الارض، وما يجسده من قيم ومعان وحدوية ومواقف ورؤى فكرية وعقيدية ايديولوجية مختلفة، ووجهات نظر متباينة ومتعددة . ومن المفترض ان هذا اليوم يوحدنا ويعمق تلاحمنا في وجه السياسة القمعية الاسرائيلية ، بدلاً من ان يفرقنا ويعمق فئويتنا وحزبيتنا.
اننا ننظر بعين الخطورة لهذا الاعتداء على صحفي يقوم بدوره الاعلامي ويغطي الاحداث والتفاعلات السياسية وينقل ببث مباشر وقائع المناسبات الوطنية، واعمال الاحتجاج والرفض الفلسطيني لسياسات المصادرة ونهب الاراضي وهدم البيوت العربي ومشاريع الاقتلاع والترحيل من الوطن، خاصة ان مجتمعنا وشعبنا الفلسطيني عانى من الكبت والقمع والارهاب واخراس الكلمة وتشويه الموقف السياسي وتزييف الوعي والارادة الوطنية الشعبية.
وهو شعب احوج ما يكون لمتسع من مساحة حرية التعبير والفكر والرأي، وحرية الصحافة، وتعددية الايديولوجيات والتوجهات السياسية، وهي حريات طالمنا نادينا بها،وسعينا اليها ،وناضلنا في سبيلها ،وطالبنا بها من مضطهدينا وقامعينا وساليبي حقوقنا .
اخيراً ، ليتوقف هذا العنف ضد كل العاملين في مجال الصحافة والاعلام ، فلهم الحق حضور كل مناسبة ، وتغطية كل حدث .
وتباً لكل يد تعتدي على اي صحفي مهما كانت توجهاته وافكاره، وتقمع كل صوت مختلف ومناهض لمواقفنا الوطنية والسياسية.
ولنكن شعب حضاري يحترم الكلمة ووجهة النظر الأخرى، ولماذا لا نعمل ونهتدي بما قاله الكاتب والفيلسوف الفرنسي فولتير :" قد اختلف معك في الرأي ، ولكني على استعداد ان اموت دفاعاً عن رأيك".