أجواء عيد الفطر بالقدس..ما بين التاجر والمواطن
تاريخ النشر: 18/07/15 | 13:59شهدت شوارع وأسواق البلدة القديمة ومدينة القدس في الأيام الأخيرة من شهر رمضان إقبالا كبيرا وحركة شرائية من قبل المواطنين، إستعدادا لاستقبال عيد الفطر السعيد، حيث اختلفت أجواء عيد الفطر هذا العام عن العام الماضي، بسبب تزامن الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة واستشهاد الفتى محمد أبو خضير، مع شهر رمضان وعيد الفطر.
ورغم الأوضاع الإقتصادية والمعيشية الصعبة في كافة أرجاء البلاد، إلا أن المقدسيين يصرون على مواصلة حياتهم الاجتماعية وخاصة الأعياد منها، بأجواء من التفاؤل والسرور.
وأكد عدد من تجار القدس أنهم لم يغتنموا فرصة حلول العيد لرفع الأسعار، وهذا الارتفاع مرتبط بالأسواق العالمية، حتى أنهم يعانوا من ارتفاع الأسعار، وأن هناك تباين في الأسعار داخل الأسواق حسب مكان السوق وجودة البضائع.
وقد إنتشرت في شوارع المدينة الأجواء الاحتفالية بقدوم العيد، من خلال تعليق البالونات والبسطات المليئة بالألعاب والسكاكر والمكسرات.
تجار القدس
لا يختلف حال التاجر المقدسي عن المواطن في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، ولمعرفة المزيد عن التجار ومعاناتهم التقينا البائع رأفت السمان صاحب محمص السمان، فقال: ” لقد ارتفعت الأسعار عن العام الماضي بسبب ارتفاع الأسعار عالميا، حيث ارتفع سعر المكسرات بنسبة 30 % عن العام الماضي وأصبح الناس يشترون الاحتياجات الأساسية فقط”.
وأضاف: “هناك تصور لدى المواطنين دائما أن التاجر يغتنم الفرصة لدى حلول العيد لرفع الأسعار، ولكننا على أرض الواقع لم نرفع السعر بالعكس نراعي ظروف المواطن ونبيعه بأسعار تتماشى مع إمكانياته دون النظر للربح”.
وأشار إلى أن الإقبال على شراء المكسرات والحلويات قليل بسبب الوضع الإقتصادي الصعب للمواطنين.
أما على صعيد محلات بيع الملابس ففي شارعي صلاح الدين والسلطان سليمان، بعض مؤسسات الملابس التي تبيع بأسعار مخفضة تتناسب مع كافة فئات المجتمع، والتقينا مع محمود حب رمان بائع ملابس في محل الشريعة والحياة فقال: “نحن نبيع بأسعار تناسب كافة فئات المجتمع فأسعار ملابس النساء في المؤسسة تتراوح ما بين 30 و50 شيكل فقط”.
وأضاف: ” أما بالنسبة لإقبال الناس هذا العام افضل من الذي قبله، لأن شهر رمضان وعيد الفطر الماضي تزامن مع حرب غزة واستشهاد الطفل محمد أبو خضير” .
وتابع: “تعاون التجار مع المواطنين من خلال خفض أسعار البضائع يشجعهم على عدم التوجه للأسواق الإسرائيلية للشراء منها، وبالفعل هذا العام قلت الحركة الشرائية من هذه الأسواق”.
المواطن والأسعار
وارتباطا مع أسعار التجار للبضائع المختلفة، هناك مواطنين يشترون من المحلات التجارية بالقدس، حيث التقينا مع المواطن أبو محمد برفقة إبنه الوحيد باب العمود فقال: ” لم أشتر كافة احتياجات العيد، لكني غير متفائل لأني وجدت أسعار الملابس غالية”.
فيما عبرت أم عمر من طولكرم عن سعادتها الكبيرة لوجودها بيوم الوقفة في مدينة القدس، وتمنت قضاء أجواء العيد في مدينة القدس.
ولفتت أنه رغم تفاوت الأسعار بين الضفة الغربية والقدس إلا أنها تفضل الشراء من مدينة القدس لدعم تجارها.
وأكدت المواطنة إم جاسم من بيت لحم أن العيد ليس بإرتداء الملابس الجديدة وإنما بالشعور بالتقوى والإيمان وخاصة بعد شهر من العبادات والطاعة، ودعت التجار والمجتمع الفلسطيني إلى التكافل مع بعضه البعض وخاصة في أجواء العيد.
أما المواطنة إم محمد من شعفاط فاشتكت من ارتفاع الأسعار في الأسواق ، وسوء الوضع الإقتصادي، قائلة: “يضطر الوالدين عند حلول العيد إلى شراء الملابس الجديدة لأطفالهم، رغم الأوضاع السيئة وشح الامكانيات”.
وأضافت: “زوجي عامل بسيط ودخله قليل، وقد إضطررت خلال شهر رمضان للعمل في مهنة التنظيف من أجل شراء إحتياجات أطفالي في العيد، فلدي 6 أولاد ومعاش زوجي لا يكفي لكافة مستلزمات العيد”.
كما يقول المواطن صالح : “الأسعار نار وأنا مسؤول عن توفير كافة إحتياجات أطفالي من أجل العيد، وقد إضطررت للإستدانة من أجل توفير الملابس والأحذية لأطفالي الأربعة، هذا عدا عن مستلزمات العيد الأخرى منها الحلويات واللحمة والفواكه والمكسرات والسكاكر”.
واضاف: “تشهد الأسواق حاليا إرتفاع كبير في أسعار الحلويات واللحوم والفواكه والمكسرات، لذلك إضطررت لصنع حلويات المعمول في المنزل، لأن تكلفتها أقل بكثير من الحلويات الجاهزة، ولإضافة البهجة والسرور للمنزل لمشاركة أفراد الأسرة في صنعه”.
ولفت الى أن العائلات الفلسطينية بالقدس والضفة الغربية وقطاع غزة تمر بظروف صعبة جدا بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية وقلة الأشغال، ويعاني المواطن من تراكم النفقات والاحتياجات، فنفقات شهر رمضان تبعها نفقات العيد ومن ثم سيتبعها نفقات العام الدراسي الجديد.
منى القواسمي – كيوبرس
احلى مدينة القدس واحلى مدينه مقدس