الشيخ رائد صلاح بحوار حول الملفات الساخنة

تاريخ النشر: 17/07/15 | 17:14

أكد الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني أن شعار “الأقصى في خطر” لا يمكن له أن يتغير الا اذا زال الاحتلال الإسرائيلي عنه وأصبح المسجد الأقصى في أمن وعزة وكرامة. وقال الشيخ صلاح في حوار شامل حول الملفات الساخنة في المنطقة أنه يعترض على كلمة هدوء التي يزعم الاحتلال حفاظه عليه في المسجد الأقصى في شهر رمضان، منوها الى الاحتلال الاسرائيلي يتحدث من خلال قياداته عن طمعه المكشوف بالتعجيل بفرض التقسيم الزماني أو المكاني على المسجد الأقصى المبارك، وبدأوا يطالبون بشكل علني بفتح جميع أبوابه للمجتمع الإسرائيلي كي يؤدي طقوسه الدينية فيه. وأضاف أنه من الواضح أن هذه المطالب هي مرحلية في حسابات الاحتلال الإسرائيلي، وأن طمعهم البعيد يوهمهم أنهم قد ينجحون ببناء هيكل خرافي على أنقاض المسجد الأقصى المبارك. وفي سؤاله عن أعداء المسجد الأقصى قال إن المسجد الأقصى المبارك هو قيمة محددة المدلول لا يمكن التلاعب بها. “مساحته محددة، حقه محدد، وأصحاب هذا الحق محددون، ولا يملك الاحتلال الإسرائيلي ومجتمعه أي حق في ذرة تراب منه. لذلك، من يقف عند هذه الرؤية الواضحة ويحافظ عليها، يكون من أنصاره. وكل من يحاول أن يؤازر الاحتلال الإسرائيلي عن قصد أو غير قصد، أو أن يتلاعب بهذا الفهم السليم؛ يضع نفسه في خانة أعداء المسجد الأقصى المبارك”.
واعتبر الشيخ رائد صلاح أن أخطر مخطط احتلال يحيط بالمسجد الأقصى حاليا هو محاولة الاحتلال تحويل وجوده في نظر العالم، كأنه وجود شرعي في القدس والمسجد الأقصى. وأضاف: “يحاول الاحتلال الإسرائيلي أن يصل الى مرحلة، يظن واهما، أنه سينجح بها في ابتزاز موافقة، صريحة كانت أو سكوتة، على سيادته الباطلة أصلا في القدس والمسجد الأقصى. وفي نظري فإن كل ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي الأن، هو من أجل الوصول الى هذا الطمع الخطير الذي يحلم به، ولن يتحقق إن شاء الله”. وعن طبيعة الدور الذي تقوم به الحركة الإسلامية في المسجد الأقصى قال إن الحركة إسلامية لا تبحث عن أي دور في المسجد الأقصى، وإنما يقتصر نشاطها على مساندة الجهود في نصرة المسجد الأقصى تحت رعاية وإشراف هيئة الأوقاف الإسلامية في القدس، وهو ليس بديلا عن أي عنوان سيادي خاصة على صعيد الجهود الأردنية والفلسطينية. وأضاف: “سنبقى سندا لهذه العناوين بالوقوف في وجه أطماع الاحتلال الإسرائيلي والتعجيل بزواله عن المسجد الأقصى. هذا دورنا في خطه العام، وكل نشاطاتنا التي نقوم بها بداية من تسيير الحافلات ووصولا الى إقامة موائد رمضان فيه، تصب في هذه الرؤية العامة”. وقال الشيخ صلاح إن الانقلاب الذي قام به السيسي ومن أسماهم ببلطجيته على الشرعية المصرية وشعبها ورئيسها الشرعي، أعطى انطباعا للقيادة الإسرائيلية أنهم أصبحوا حزام أمان للمشروع الصهيوني وأداة طيّعة لأوامره. “كما أن السلوك الدموي للسيسي وزبانيته وانتهاكهم لحرمة الشعب المصري ومقدساته، شجع الاحتلال الإسرائيلي بالتمادي أكثر في عدوانه على المسجد الأقصى المبارك، وتجرأ على ضرب النساء في المسجد الأقصى وتمزيق ثياب البعض منهن، بعد أن وقعت جرائم السيسي على حرائر مصر في ميدان رابعة والنهضة وفي كل ميادين مصر”. وبينما يصف الموقف العربي تجاه القدس والمسجد الأقصى بأنه يتسم بالتقصير، يرى الشيخ رائد صلاح أن الأحداث تتجه نحو توحيد جهود الأمة الاسلامية حول قضيتها، في عودة الى مشهد تكرر في تاريخ القدس والأقصى. وتأكيدا على ذلك، يضيف الشيخ: “القدس والمسجد الأقصى المباركين سيبقيان رافعة توحيد للأمة المسلمة والعالم العربي والشعب الفلسطيني، كما كان ذلك في مواجهة التحديات في القرون الماضية”. وأشار الشيخ في حواره الى أن الخلافة القادمة على منهاج النبوة ليست رأياً للحركة الإسلامية أو مشروعا خاصا تدعو له، بل هي من مبشرات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل مسلم، مادام مسلما، فإنه تلقائيا يكون من أنصار هذا الموقف. وقد ورد ذلك في الحديث النبوي الذي يقول: “ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، تملأ الارض قسطا وعدلا بعد أن ملئت ظلما وجورا”. واعتبر أن المشروع الصهيوني هو مشروع عقائدي، كما هي رؤيته واستراتيجيته، لكن قد تختلف وسائل ما يسمى التكتيك في هذا المشروع بين القوى المختلفة. “ما يؤكد على ذلك خطاب المشروع الصهيوني وسلوكياته، ويكفي أن أذكر بأن من استراتيجيات هذا المشروع، هي المقولة المعروفة التي اجتمعت عليها قيادة المشروع الصهيوني في بداية تكوينه: “لا قيمة لإسرائيل بدون القدس، ولا قيمة للقدس بدون الهيكل”. وأكد الشيخ صلاح أن الذي سيعود الى الحكم في مصر هو المشروع الإسلامي وشرعية الشعب المصري، وقال إنه قد يكون ذلك من خلال دور الاخوان المسلمين، أو من خلال دور يمثل وحدة لكل القيادة الشرعية التي أفرزها الربيع العربي في مصر بعد الثورة على مبارك. وعن موعد صلاته القادمة في المسجد الأقصى في ظل منعه من دخول القدس لنحو ثماني سنوات قال: “أنا قلتها ليس من باب المجاملة، وما زلت أؤكد ما أقول: أتمسك بحقي في دخول المسجد الأقصى المبارك متى أشاء دون إذن من الاحتلال الإسرائيلي. ولذلك بالنسبة لي، متى إن شاء الله تعالى سيكون قرار في الحركة الإسلامية أن أدخل المسجد الأقصى، سأدخله بلا تردد، حتى لو كان ذلك اليوم أو غدا أو بعد غد”.

unnamed

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة