حَدَّثَني جَدّي
تاريخ النشر: 01/04/13 | 2:00حَدَّثَني جَدّي ذاتَ زَمَنٍ مَضى وَلَنْ يَعود
كانَ يَوْمَها يعيشُ حالَةَ خَوْفٍ
أنْ تَخونَني الذّاكِرة ذاتَ يَوْمٍ سَيأتي
فَأنْسى حقيقة ما جَرى ولا أعي احتِمالاتِ ما سيَجْري .
قالَ :
يا ابْنَ وَلَدي الأغلى مِنَ الْوَلَدِ
" ظَهْرَةُ العيد " كانت ذات زَمَن رَحَل البارِحَةَ
واحِدَةً مِنْ أجْمَل حواكيرِ وَعْراتِ بَلْداتنا
الْمُطِلَّة على أكثر من مَدى فاتِنِ الْبَحْرِ والجَبَل
مُلَوَّنَ الشَّجَرِ ، الصَّخْرِ ، الزَّهْرِ ، الْعُشْبِ وَكَمْشاتِ تُراب ،
يَوْمَها ، قالَ جَدّي ، داهَمَتنا على حينِ غَفْوَةٍ
ريحٌ شديدَةُ العَسْفِ والْعَصْفِ وَمُخاتِلَةُ الْهبوب ،
فأفْقَدَتْنا أجْمَلَ ما كان في وعرنا .
****
مِنْ يَوْمِها وما أزال أتطَلَّعُ في شَوْقِ طِفْلٍ
طالَما عاشَ حُلمًا :
أنْ يَشْتَدَّ عودي وَوَعْيي
فأروحَ مُنْفَلِتَ الْقَدَمَيْن ، مُتَوَثِّبَ الْعَقْلِ ونَبِهَ البَصيرَة
أسْكُنُ " ظَهْرَةَ العيد " كَ " صَنْدَحاوِيٍّ " عاشِقٍ
أصْغي كُلَّ طَلَّةِ فَجرِ لِزَقْزَقاتِ طُيورٍ غَرِدَة
تَرَدِّدُ في شَدْوٍ :
أللهُ ما أرْوَعَها " ظَهْرَةَ العيد " ،
كانت جُزْءًا مِنْ وَطَنٍ وستبقى .
رائع أن يورثنا الأجدادُ عشقَ الوطن وترابه الطاهر!
أخي إبراهيم مالك – يُعجبني هذا الانتماء وهذا الإبداع في حبّ الوطن والذكريات العذبة!
أخي ابو مالك
جميل قولك هذا جميل، جميل. وقوي هو ربطك ما بين المثلث والجليل.
وعميق هذا الامتداد، بمحبة الارض وشعور الانتماء اليها، من جد لحفيد، من جيل لجيل.
قد توافقني بأن الوعي الانساني والشعور، هما ما يكسبان هذه او تلك من بقع الدنيا، اسمها وخاصيتها، وهذا الوعي وهذا الشعور، هما الضمان لبقاء ظهرة العيد والصندحاوي، كما هما، جزءان من كل، كله في وعينا، وكأن الريح لم تعصف به.
صديقي.. فكرة عميقة تطاردك بالاسئلة، وتبقى أقوى من النسيان، ونورث لللأحفاد ما ورثناه عن الأجداد أرضا ولغة.. فالأرض تورث كاللغة.