استشهاد ابو حمدية جريمة اخرى بحق الحركة الأسيرة الفلسطينية
تاريخ النشر: 02/04/13 | 11:44فجعت الحركة الأسيرة الفلسطينية باستشهاد الاسير الفلسطيني ميسرة ابو حمدية ، ابن مدينة خليل الرحمن ، البالغ من العمر 64 عاماً ، بعد معاناة وصراع مرير مع مرض السرطان ، الذي نتج واستفحل في جسده جرّاء سياسة الاهمال المتعمد ، التي تتبعها مصلحة السجون بحق الاسرى الفلسطينيين ، وبذلك ينضم ابو حمادة الى قائمة شهداء فلسطين الاحرار والمناضلين ، الذين قضوا في المعتقلات الاحتلالية ويبلغ عددهم 207 شهداء. وهي جريمة جديدة تضاف الى سجل وسلسلة الجرائم ،التي ارتكبتها حكومات الاحتلال والاستيطان الاسرائيلية،ومصلحة سجونها، بحق السجناء والاسرى والمناضلين الفلسطينيين .
ومن المفارقات ان يستشهد ابو حمدية في وقت يستعد فيه شعبنا احياء يوم الأسير الفلسطيني ، الذي اقره المجلس الوطني الفلسطيني، في السابع عشر من ابريل باعتباره يوم وفاء وتقدير للأسرى والمعتقلين السياسيين والاداريين القلبعين وراء الاغلال والقضبان الحديدية في زنازين ومعتقلات الاحتلال ، ويوم وفاء لشهداء الحركة الاسيرة ، الذين سقطوا دفاعاً عن حرية واستقلال شعبهم . ولذلك فأن ذكرى يوم الأسير لهذا العام ستكون ممزوجة بمشاعر الحزن والألم والغضب والغليان الشعبي استكاراً وتنديداً بهذه الجريمة ، التي يتحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عنها ، الذي رفض اطلاق سراح ابو حمدية استجابة لصرخات شعبنا وقياداته ومؤسسات حقوق الانسان .
وفي الحقيقة والواقع، ان سلطات الاحتلال والمؤسسة الصهيونية الحاكمة لم يتركا اسرة فلسطينية واحدة دون ان تعتقل احد افرادها وابنائها ، والسجون الاحتلالية ملأى بالسجناء والمعتقلين القدامى والجدد ، من مختلف الفصائل الفلسطينية والاطياف السياسية والقوى الوطنية الفلسطينية وقيادات ورموز المقاومة من الضفة الغربية وقطاع غزة وداخل الخط الأخضر ، وجميع هؤلاء السجناء يعانون آلام التعذيب والتنكيل وظروف الأسر السيئة وانتهاك حقوقهم الانسانية وعدم تنفيذ مطالبهم ،والكثير منهم يعانون امراضاً مزمنة تهدد حياتهم .
وباستشهاد ابو حمدية يدق ناقوس خطر جديد ، ويفتح ملف الأسرى المرضى على مصراعيه بكل ما يتطلب ذلك من تضافر جهود وعمل كل المؤسسات والمنظمات الحقوقية الفلسطينية والانسانية والدولية لوقف الانتهاكات الاحتلالية بحق اسرى فلسطين ، وضرورة تشكيل لجنة لتقصي الحقائق في ظروف وفاة ابو حمدية نتيجة الاهمال والتقصير الطبي ، ومن قبله الأسير عرفات جرادات ، الذي توفي في سجن مجيدو جرّاء التعذيب الجسدي .
وازاء ذلك ، هنالك اهمية وضرورة عاجلة للتحرك الفلسطيني على جميع المستويات الشعبية والدولية لطرح قضايا الاسرى المرضى والمضربين عن الطعام ، وفي مقدمتهم سامر العيساوي ، الذي يحتضر على سرير المستشفى ، ولاجل نصرة جميع المعتقلين الفلسطينيين، والوقوف الى جانبهم، ومتابعة اوضاعهم واحوالهم ، والسعي الى تحسين شروط وظروف اعتقالهم ووقف معاناتهم ، والعمل على تحريرهم واطلاق سراحهم ، ومواجهة سياسة الاهمال الطبي والتنكيل التعسفي والتعذيب الجسدي والنفسي والعزل الانفرادي في الزنازين الحالكة المظلمة ، المخالفة للقانون الدولي والانساني .
ان المطلوب الآن هو وضع وبلورة استراتيجية فلسطينية وطنية جديدة للدفاع عن الاسرى والسجناء الفلسطينيين ، وتعزيز صمودهم . وهذا الامر يستدعي انهاء الانقسام المدمر واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية باعتبارها شرطاً اساسياً وعاملاً رئيسياً في مواجهة واجهاض مخططات الاحتلال الاستيطانية والتوسعية وسياساته العدوانية ، والانتصار للقضية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني ، وحماية ثوابت شعبنا وحقوقه العادلة ، وحقوق سجناء الثورة والحركة الوطنية الفلسطينية .