متعة القراءة/ المطالعة
تاريخ النشر: 02/04/13 | 23:43للقراءة حقّ الصدارة:
رغم تعدد مصادر المعرفة وتنوّعها، ورغم أنّ الكتاب لم يعد المصدر الوحيد لاستقاء المعلومات أو لجلب المتعة،إلا أنّ الدور الأساسيّ ُفي اكتساب المعرفة وفي بلورة شخصية الإنسان يظلّ للكلمة المكتوبة.
قد يشارك الحاسوب والشبكة العنكبوتيّة أو المذياعأ والمرناة (التلفزيون) أو أشرطة الفيديو أو الأقراص المدمجة في عملية التنشئة وفي بناء شخصية الأفراد ،ولكن يبقى للكلمة المقروءة سحرها وجاذبيتها.
ولو قارنّا، على سبيل المثال، بين المرناة وبين القراءة، لوجدنا بينهما الكثير من الاختلاف رغم وجود الكثير من التشابه.
فالمرناة ومشاهدته قد تدفع الإنسان إلى الكسل والاتكاليّة وعدم بذل الجُهد للوصول إلى الفائدة أو المتعة.. فيكفي الإنسان أن يستلقي على أريكة، ويضغط على جهاز التحكّم من بُعد لينتقل من محطّة إلى أخرى ومن برنامج إلى آخر..
أما في القراءة فالإنسان يحتاج إلى بذل الجهد وإلى التأمّل، وإلى التعمّق والتأنّي، ليس برَ أغوارَ المقروء ويتفاعل مع ما يقرأ..
والمرناة يجسّد ويجسّم الشخصيّات والأشياء، فيحدّ من قدرة الفرد على التخيّل والإبداع والابتكار.. بينما في القراءة يكون القارئُ شريكًا فعّالا في "خلق" الشخصيات وتخيّل الأحداث والأجواء وملء الفجوات.
والمرناة يُعطي المشاهد تفسيرَ هو فهمه للأمور والأحداث. بينما في القراءة نجد القارئ حرًّا في تصوراته وتخيّلاته وفهمه وإبداعه.
لكل ذلك، تحقّق القراءة متعةً خاصّة لا تتوفر في المرناة، ولا في غيره من وسائل الاتصال الحديثة.
ففي القراءة الأُلفة، والحميميّة والدفء والمشاركة الفعّالة والإبداع.
لا بديل للقراءة/المطالعة
رغم ما ألمسه من إقبال وتهافت على مشاهدة التلفزيون بقنواته وفضائياته، ورغم التوجّه المتزايد إلى استخدام الحاسوب والإبحار في مواقع الانترنت، إلا أنّني أعتقد أن لا بديل عن القراءة والمطالعة.
ويجب أن نتذكر أن هناك عدة أطراف أو وسطاء يسهمون في غرس عادة المطالعة وتذويتها لدى الأبناء :
– البيئة المنزلية – الوالدان وأفراد الأسرة.
– الحضانات والروضات والمدارس في مراحلها المختلفة.
– وسائل الإعلام/الاتصال المختلفة:
– الصحافة والمجلات
– الإذاعة والتلفزيون
– السينما والمسرح
– شبكة المعلومات (الإنترنت).
– المجتمع بمؤسساته وبتأثير "الثقافة" السائدة فيه.
ويلاحظ أن المجتمع العربي، بصورة عامّة، يعاني من ظاهرة العزوف عن المطالعة، فالقراءة كعادة وكهواية يمارسها المواطن العربي شبه مفقودة.
وهناك الكثير من الاقتراحات والتوصيات حول كيفيّة تشجيع القراءة وتحبيبها لتصبح عادة متجذّرة لدى الجميع.
وبهذا السياق أشير إلى ما ورد في كتاب الكاتب الفرنسيّ دانئيل بيناك بعنوان "على شاكلة الرواية" – (כמו רומן– דניאל פינק, הוצאת שוקן, 1997)؛ فقد تحدّث المؤلف بإسهاب عن دور الأهل في تحبيب القراءة في مرحلة الطفولة المبكرة، حيث دعا الأهل، وخاصّة الأمّ، إلى البدء بقراءة القصص للصغير وروايتها منذ العام الثاني/الثالث من عمره، وناشد الحضانات ثم المدارس أن تواصل هذه الفعاليّة المشوّقة والمحفّزة على القراءة.
ويؤكّد دانئيل بيناك على عنصر التحبيب والتشويق والابتعاد عن أساليب الإلزام والإكراه وتكليف القرّاء بحلّ مهامّ وواجبات حول المقروء لنكسبهم عادة المطالعة وتذويتها.
وقد لخّص دانئيل بيناك توصياته بعشر نصائح أطلق عليها "وثيقة حقوق القارئ"، وفي اعتقاده أنّنا إذا راعينا هذه "الحقوق"، فسنحقّق الغاية المرجوّة، وستنشأ أجيال تعشق المطالعة وتمارسها.
وفيما يلي، وبإيجاز، هذه "الحقوق" كما وردت في الكتاب المذكور:
وثيقة حقوق القارئ
1. الحقُّ في عدم القراءة.
2. الحق في تجاوز صفحات من الكتاب.
3. الحق في عدم إنهاء الكتاب.
4. الحق في تكرار قراءة الكتاب.
5. الحق في قراءة كل شيء.
6. الحق في عشق القراءة.
7. حقُّ القراءة في كل مكان!
8. الحق في تصفح الكتاب فقط.
9. حق القراءة بصوت مسموع.
10. حق الصمت/ السكوت في أعقاب قراءة الكتاب.
لقد سها عن أستاذنا أن المرناة لفظ مؤنث، فكتب في المقالة ثلاث مرات وكأن المرناة اسم مذكر. وجل من لا يسهو