جنين الصمود وأهلها في القلب !
تاريخ النشر: 03/04/13 | 13:41مرّ أحد عشر عاماً على " معركة جنين " أو " جنينغراد " كما ستبقى منخرطة في ذاكرتنا الوطنية، ذاك التوغل العسكري الإسرائيلي لمخيم جنين بأبشع صوره وأشكاله، في مواجهة دموية بدأت في مثل هذا اليوم من عام 2002 واستمرت نحو عشرة أيام ، راح ضحيتها العشرات من الفلسطينيين وكما أشارت منظمات حقوق الإنسان ومنظمات دولية أخرى أن القوات الإسرائيلية أثناء إدارة عملياتها في مخيم اللاجئين قامت بارتكاب أعمال القتل العشوائي، واستخدام الدروع البشرية، والاستخدام الغاشم للقوة، وعمليات الاعتقال التعسفي والتعذيب، ومنع العلاج الطبي والمساعدة الطبية للجرحى والمصابين.
وإذ نستذكر هذه الصفحة القاتمة من تاريخ الشعب الفلسطيني من جهة فإننا أيضاً ننحني أمام الصمود الذي أبداه ابناء المخيم رغم الثمن الباهظ الذي دفعوه من جهة أخرى، وكنا في الحركة العربية للتغيير قد دخلنا المخيم أثناء الاجتياح مما كلفنا رفع حصانتنا البرلمانية، ورأينا مشاهد لا بد أن يُحاسب عليها التاريخ كل من ارتكب هذه الجريمة البشرية، تخليداً لذكرى شهدائها. وقد تشرفت آنذاك بتقديم العلاج لعدد من المصابين الابطال.
فتحية إباء لهذا الشعب، ووسام شرف على صدر هذا المخيم ، ونهضة لا بد منها من قلب التراب والرماد والدمار والدم ، كما نرى النهضة والصمود في مدينة جنين اليوم التي تقدم للعالم مثالاً يحتذى به في بناء الذات من جديد، جنين التي أصبحت محطّ لقاء أبناء ال48 مع أهل جنين وموقع تواصل فلسطيني – فلسطيني يجمع أبناء الشعب الواحد ، أبناؤنا يدرسون في جامعتها المميزة التي أصبحت صرحاً أكاديمياً يُفتخر به ، نقضي مناسباتنا وأعيادنا في منتجعاتها التي تستقبلنا بدفء وترحاب، نواكب نهضتها الاقتصادية ومرافقها التي تطورت لتتحدى الهدم، كما شاطرنا أهلها ألمهم على شهداء عمرة الوداع الذين قضوا في الحادث المأساوي لنواسيهم بهذا المصاب الجلل. فهذه هي جنين الصمود .. وأهلها في القلب.
وهكذا سيبقى مخيم جنين سطراً هاماً من سطور تاريخ القضية الفلسطينية يؤكد أنها قضية عادلة يتحمل مسؤوليتها كل العالم بمؤسساته ودوله وأنظمته.