طرطشات
تاريخ النشر: 24/07/15 | 9:03. التدخين والتأمين الصحي
قد لا يجد القاريء علاقة مباشرة بين التدخين والتأمين الصحي، فالتدخين ضار بالصحة وسبب رئيسي لأمراض القلب والشرايين والسرطان، بينما يشكل التأمين الصحي مظلة حماية للأﹸسرة عند المرض ويحميها من الإفقار; العلاقة الحقيقية بين التدخين والتأمين الصحي أن كلاهما يكلف 5% من متوسط دخل الأﹸسرة الفلسطينية، فلو دفعت كل أﹸسرة 5% من دخلها لصندوق تأمين صحي وطني شامل لأمكن توفير حماية صحية كاملة للأﹸسر الفلسطينية دون نقص في الادوية ودون عجز في ميزانيات الصحة بينما لو إكتفينا بإنفاق 5% من متوسط دخل الأﹸسرة الفلسطينية كما هو حاصل الأن على التدخين فستزداد حالات الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والشرايين وسيتفاقم العجز في ميزانية وزارة الصحة وسيستمر نقص الأدوية في العيادات والمراكز الطبية.
. من كلفهم
ما من أحد منا كان قد اعلن انه طلب من الاوروبيين أن يتفاوضوا مع الاحتلال نيابة عن القيادة والشعب الفلسطيني، حتى تخرج علينا الصحافة الاسرائيلية بخبر مفاده أن إسرائيل ردت بالإيجاب على طلب أوروبي بفتح مفاوضات معها حول الوضع في الضفة، مبدية استعدادها للتفاوض بشأن تطوير الوضع الاقتصادي في مناطق الضفة فقط، رافضة الاستجابة لرغبة الاوروبيين بان تتضمن المفاوضات ملف البناء في المستوطنات والخطوات التي من شانها تهديد حل الدولتين.
. “لا” كبيرة ولكن
رغم أن الشعب اليوناني قد إنتصر لكرامته الوطنية من خلال الإستفتاء على إجراءات التقشف التي يصر عليها الاوروبيون حيث قال “لا” كبيرة رافضا” كل أنواع التجويع والاذلال.. إلا أن اليونان ستبقى مضطرة لإتخاذ إجراءات إقتصادية مؤلمة للمواطنين حتى تتمكن من تصحيح أخطاء تراكمت منذ عشرات السنين نتيجة سوء وفساد الإدارة وتنافس الأحزاب على الحكم، مهملين برامج التنمية الاقتصادية وأنظمة الرقابة على الأداء، فهل تتعظ أنظمة وحكومات أخرى في دول تعاني من أوضاع مشابهة للأوضاع التي أوصلت اليونان إلى حافة الإفلاس؟.
. من حقهم ان يفرحوا
الإيرانيون سعداء إحتفلوا بعيد الفطر وبالاتفاق النووي بمظاهر فرح عارمة صاحبت نشر أخبار الاتفاق النووي بين بلادهم والدول الكبرى في فينا، ظريف ، وزير خارجية ايران المبتسم دائما” كان فارس الاتفاق وحامل الامل برفع العقوبات الدولية التي تخنق الاقتصاد الايراني، المواطن الايراني لم يعد معنيا” بحصول بلاده على سلاح نووي لكنه معني جدا” برفع العقوبات الدولية الذي ستسمح بازدهار الاقتصاد الايراني وتحسن حياة المواطن اليومية.
. دمائنا على ارصفة الشوارع
من يتحمل مسؤولية كثرة حوادث الطرق وإرتفاع عدد الاصابات الناتجة عنها، ومن يتحمل مسؤولية أعمال العنف والقتل الناتج عن الشجارات العائلية التي ارتفعت وتيرتها خلال الايام الماضية، هل هو الاحتلال الذي يسيطر إداريا” وأمنيا” على جزء كبير من أراضي السلطة؟ هل هو تقصير رجال السير والشرطة والأمن؟ أم هل نتحامل على البلديات التي لا تضع إشارات إرشادية كافية للسواقين وللمواطنين، أم نحمل وزارة التربية والتعليم مسؤولية عدم تعليم أبنائنا على ضرورة إحترام قواعد السير والمرور في المدارس وعن محاسن الأخلاق؟ هناك أزمة اخلاق حقيقية تحتاج لدراسة عميقة ومعالجة جادة وإلا فان دمائنا وأرواحنا ستبقى رخيصة ومرهونة برعونة سائق أو بسلوكٍ مريض لمواطن منفعل.
بقلم الدكتور فتحي ابوﹸمغلي