الاحتلال يتربّص بالأقصى ويستهدف المصلين فيه

استأنفت قوات الاحتلال في المسجد الأقصى على مدار يوميين متتاليين سياساتها وانتهاكاتها التعسفية بحق المسجد والمصلين فيه، وذلك من خلال إتاحة المجال أمام المستوطنين لاقتحام المسجد بأعداد كبيرة بلغت يوم أمس الأربعاء 108 مستوطنا و85 آخرون اقتحموا اليوم الخميس، فضلا عن الاعتقالات والاعتداءات التي قامت بها بحق المصلين العزّل والمبعدين المرابطين في محيطه.

وفي هذه الأثناء ساد المسجد الأقصى حالة من التوتر الحذر عقب اقتحامات المستوطنين التي تصدى لها المصلون بالتكبير والتهليل والشعارات المناصرة للأقصى، ما دفع الاحتلال الى رفع درجة التأهب وتشديد حمايته للمستوطنين خشية تطور الأوضاع.

وعلى الصعيد الميداني في الأقصى، نبّه مراقبون الى لجوء الاحتلال الى فتح مسار جديد للمستوطنين مغاير للذي كان قد فتحه في السابق، حيث تعمّد تمريرهم من بين المصلين والمرابطين في ساحاته في خطوة قالوا انها تهدف الى استفزاز مشاعر الغضب لديهم والتي يعبّرون عنها من خلال التكبير.

وفي محيط المسجد الأقصى جدّد الاحتلال سياسة احتجاز بطاقات الهوية لجميع الداخلين الى المسجد حيث اشترط يوم أمس استلامها من مركز التحقيق ” القشلة”، في خطوة تعكس نيّة قوات الاحتلال لاستدراج المصلين خاصة النساء منهم للتحقيق معهن على خلفية الأحداث في الأقصى وبالتالي اعتقالهن في حال أراد الاحتلال ذلك.

وفي مشهد قديم جديد استهدفت قوات الاحتلال اليوم الصحفيين أثناء تأدية عملهم، حيث عرقلت يوم أمس عمل مراسل كيوبرس الزميل عبد العفو زغيّر وأوقفته لفترة وجيزة قبل أن تطلق سراحه دون قيد او شرط، كما اعتدت اليوم بوحشية على صحفية مقدسية وطاردتها في البلدة القديمة.

ولم يسلم المبعدون عن المسجد الأقصى من قمع الاحتلال، حيث اعتقلت عناصره واعتدت صباحا على شخصين هم أكرم دعنا من القدس المحتلة وخير شيمي (أبو بكر) من الجليل، واقتادتهما الى مركز القشلة فيما أفرجت عن شيمي في وقت لاحق.

ورأى مراقبون بأن الاحتلال يحاول من خلال انتهاكاته وملاحقته للمصلين، تهيئة المناخ العام في الأقصى لجملة من الاقتحامات التي دعت اليها منظمات الهيكل المزعوم يوم الأحد القادم، إحياء لما تسمى “ذكرى خراب الهيكل” المزعوم، وهي الذكرى التي غالبا ما ترافقها أجواء مشحونة بالغضب والتوتر، ويفرض خلالها الاحتلال حصارا على حركة دخول المسلمين للمسجد الأقصى.