وفي موتي .. حياةٌ تشتاقُها
تاريخ النشر: 06/04/13 | 0:16إنتهى الأمرُ وصدَرَت مُسوَّدَةُ القرارْ..
ورُفِعَتْ جَلسَةُ مَحكَمةِ العِشقِ الفاحِشْ ..
والحُكمُ يا سيّدي
قاسٍ ..
كيفَ لي أن أعشَقَها معَ القُبلاتِ الشاّقة ْ ..
وفوقَ كلِّ ذا ..حنينٌ دائِمْ..
وتعذيبٌ بسوطِ لَمَساتِها المُشتَعِلِ ..
مِن جَهَنّمْ ..
وسعيرُ عينَيها النّاريّتينِ
تكوي عَبَراتيَ المُتبخّرةِ على قُطبي رُموشٍ تناثرتْ
من خلفِ الثّقبِ الأفجرْ ..
الذيّ أحدثَتْهُ في فلَكِ كونيَ الدّائِرْ ..
فبَعثَرتْ كلَّ كواكِبي
ورَمَتْ لي كلَّ ما في الشمّسِ من لهبْ
وأغصَبَتني أن أركُنَهُ في قلبٍ هشّ ..
لا يكادُ يُطيقُ شُعلَةَ عودٍ من حريقِ شفتَيْها ..
من يقتَصُّ لي بذي أمرٍ..لِذي جائرْ ..
وكيفَ أستـَأنِفُ .. فأخّفِفَ من عذابٍ
كـَطعنَةٍ في جُثمانِ طِفلْ..
كُلّما هّمَتْ يدايَ تـَسحبانِها ..
قـَتَلَتْهُ ألفيْ قَتْلَةٍ وكّمَ عذابْ ..
وكيفَ أستأنِفُ .. وبيَديها كُلُّ الموازينِ
ودفتَرُ الصلاحيّاتِ التّي لا تنتهي ..
وكيفَ ..
ولها قلبٌ يتبعُني .. الى دُنيايَ ..وآخِرتي ..
الى غُربتي .. موطِني ..
الى بّرِ صحرائي ..يُرادِفُني حرُّ قُبلاتِها ..
الى بحرِ موطني .. وماءِ حيفا ..
الى الهلاكْ ..
حتى إن أتى حتفي .. تقدِّمُ الأقدارَ
وتُشارُكني في عذابَينِ .. وتتودّد اليه بقَبضِها ..
ولا أدري كيفَ تسحُرُهُ ..
ذاكَ الملاكْ ..
وكيفما رُحتُ ..أروحُ في جحيمٍ آخرْ ..
فكُلّما أردتُ أن أنسى ..قالوا كَفرتْ ..
وقـَصاصي ..
أن أموتَ في كُلِّ نبضَةٍ تدُقُ لها ..
وكلّما أردتُ أن أخونَ ..
قالوا تلكَ خيانةُ روحٍ وقلبٍ وإنسانيّةْ ..
وضميرٌ ميّتْ ..
وإعداماتُها خَمسُ ضّماتٍ قاتلةْ..
وحبلُ المِشنَقَةِ بشريٌّ حادّ
والشّانِقُ ..أنثى ألًمي
إعدامٌ حولَ عُنُقي .. لآخرِ رَمَقْ ..
حتىّ اذا ما فارقتُ الحياةْ
ومثلهُنّ خمسٌ ..
وأنا ميّتٌ ..وفي روحي حياةْ..
وكُلّما ظنَنتُ أن أبكي .. لم يُعّذبني أحدْ !
إلّا أنّ دُموعاً من سُفودٍ حديديٍّ مشوّيّ..
ينخُرُ في ضُلوعي النيّـِئةْ ..
حِرتُ كيفَ أنطِقُكِ !..
مُعذّبتي .. دَيمومَتي ..
أراكِ ترقُصينَ على لحنِ سيمفونيّةِ قتلي !
وخشبةُ المسرَحِ الجاثيةِ لي
وتُشعِلينَ المواقدَ والأنينَ ..
والحَطَبْ
وإنيّ لأتلذّذُ في العذابِ لأجلِكِ ..
أبداً ..سرْمَداً ..
وإن كُنتُ موقِناً أنيّ خسِرتُ قضيّتي
ولئن أحببتُكِ ..وقدْ أحببتُكِ ..
وليسَ يقوى كِبريائي
وإنْ جُمعتْ ألِفي
في قولِ " أنيسَتي "
..وطُرحَتْ يائي
بأنْ تنطِقَها لكِ ..
علناً ..
بأنيّ أُريدُكِ لي وحدي
حبيبةً
وليسَ في حبيّ أمرٌ عَجَبْ ..
ولتَفهميها كلَّ فهْمٍ ..
فما بعدَ هذا العذابِ.. عذابٌ ..
وإنْ عِشتُ ..
لأحيا ..
فإنيّ أهوى العذابَ في سبيلِ حبيبتي ..
فزيدي .. في الحِرابِ قدْرَما شئتِ ..
لأموتَ شهيداً للهوى
وإنيّ لأجلكِ ألقي بنفسي والنّوى ..
وانيّ لأجاوِرُ في العذابِ أبا لهبْ ..
شتان شتان بين من يكتب قصيدة ويبكي على حبيبة، ويكرر كلمة”القبلات” في القصيدة ، وبين من يكتب الشعر من أجل الأمة، من أجل الوطن ، من أجل الدفاع عن حمى الإسلام . نصيحتي لك يا يحيى أن تحيا بكلمات لا تموت ، استغل موهبتك بالخير ودعك من أبي لهب واطمع أن تجاور في النعيم رسولنا عليه الصلاة والسلام . لك تحيتي