شرَ البليّة ما يُضحك!! انتِ يا سيدي بتعرفش عربي!!
تاريخ النشر: 06/04/13 | 23:24انت يا سيدي بتعرفش عربي (أي لغة عربية) جملة قالها لي طفل لم يتجاوز السابعة من عمره وهو على ما أعتقد في الصف الثاني الابتدائي… ضحكت ملئ شدقي عندما سمعتها من فمه الطفولي البريء على باب أن شرّ البليّة ما يُضحك، والبليّة التي أتحدّث عنها ليست بالجديدة لا بالنسبة لي ولا بالنسبة لكم، وأنا شخصياً عالجتها وتطرقت إليها في أكثر من مقال وفي أكثر من موقع، عندما كتبت: "لغتنا العربية المحكيّة في خطر، عضّوا عليها بالنواجذ" أي أن المشكل القائم وقديم وآخذ في الاستفحال، ولكن الجديد في الأمر أن بطل هذه الحالة هو الطفل البريْ الذي ذكرته في مطلع مقالي…
وأنا في طريقي إلى بيتنا وكنتُ على قاب قوسين أو أدنى من بوابته استوقفني طفلي هذا، هذا الملاك، وقال لي: كيف حالك يا سيدي؟ الحمد لله وشكراً على سؤالك أجبته! "بدّك مساعدة يا سيدي؟ لا، شكراً جزيلاً لقد وصلت إلى بيتنا، قلت له مبتسماً ومُربتاً له على كتفه… وأنا أرّبت له لاحظت قَصّةُ شعر رأسه الطازجة والتي أثارت استغرابي بشكلها الذي لم أعهد بمثلها من قبل، عندها توجهتُ إليه سائلاّ: ما قَصّةُ الشعر هذه التي تزّين رأسك، ما اسمها؟!"
اسمها «مسجرت» (מסגרת) أجابني.
ولكن ما اسمها بالعربية، لأن «مسجرت» كلمة عبرية؟
فقال محتدّاً: قلت لك «مسجرت» (מסגרת)، شو أنت يا سيدي بتعرفش عربي؟!! وأضاف: مَ انتِ يا سيدي أستاذ!!
ولكن من سمّاها (أي قَصّةُ الشعر) «مسجرت» (מסגרת)؟
الحلاق اليّ حلقلي، شو… الحلاق بعرف عربي أكثر منك؟!!!
ضحكت ملئ شدقي كما أسلفت، طبعاً ألماً وحسرةً محاولاً إقناعه أن (מסגרת) كلمة عبرية وليست عربية، ولكن عبثاً، فالحلاق في نظره أعرف مني وأين أنا من حلاقه… والخلاصة أن هذه ليست قطرة أول الغيث بل إنها قطرات الغيث المنهمر وما يصحب هذا الغيث من سيول وفيضانات، ولغتنا العربية المحكية آخذه بالتدهور والانحدار والاضمحلال، ويا خوفي من الزوال لا سمح الله.
أحيّيك أستاذ حسني على غيرتك على لغتنا العربيّة المحكية، وأنا خوفي على لغتنا العربية الفصيحة/الفصحى!