شخصيات اسلامية تستنكر الهجمة الاسرائيلية على المسجد الأقصى
تاريخ النشر: 26/07/15 | 20:43إستنكرت شخصيات اسلامية من القدس والداخل الفلسطيني هجمة الاحتلال الاسرائيلي التي افتعلها اليوم في ما يسمى بذكرى خراب هيكل، مؤكدين على أن المسجد الأقصى بكامل مساحته للمسلمين وحدهم، دون حق لأي أحد أخر فيه.
وأدانوا إستخدام قوات الاحتلال العنف في ردع المصلين وقالوا أنه دليل ضعف وليس قوة، وطالبوا بضرورة لجم الاحتلال الاسرائيلي الذي قامت أذرع أمنه بإقتحام المسجد القبلي وتدنيسه بأحذيتهم للمرة الثانية طيلة سنوات الاحتلال، إضافة الى قمع المصلين بقنابل الغاز والصوت وإصابة عدد منهم.
كما وجهوا الاتهام للحكومة الاسرائيلية بأنها أعطت المئات الضوء الأخضر لاقتحام قطعان المستوطنين المسجد الأقصى تحت حماية أذرعها الأمنية، في حين منعت المصلين المسلمين من الوصول إليه وقامت بإيقاف حافلات مسيرة البيارق أثناء قدومها للقدس لمناصرة المسجد الأقصى.
الدكتور سليمان اغبارية
ووصف الدكتور سليمان إغبارية رئيس دائرة القدس والأقصى ما جرى اليوم في المسجد الأقصى بالهجمة الإرهابية المستمرة من قبل الاحتلال على المسجد الأقصى”.
وقال: “الهجوم الشرس على المسجد الأقصى يعتبر إنذارا لكل أبناء شعبنا الفلسطيني في القدس والداخل، لذلك علينا أن نتوحد جميعا للدفاع عن القدس والمسجد الأقصى”.
وأضاف: “نشيد بأهلنا وإخوتنا وأخواتنا والأيادي المتوضئة التي جاءت اليوم للدفاع عن المسجد الأقصى من الداخل والقدس، كما نبارك الأيادي التي أتت اليوم للدفاع عن القدس والمسجد الأقصى، والحناجر التي صرخت دفاعا عنه، فهم ينوبون بوقفتهم عن الأمتين الاسلامية والعربية، في الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى”.
وأوضح اغبارية أن الاحتلال الاسرائيلي قام اليوم بمنع حافلات مسيرة البيارق من الوصول للمسجد الأقصى وتوقيفها في شارع رقم 6، وإنزال الركاب من الحافلات وإرجاعهم لبيوتهم وقراهم تحت الحراسة المشددة.
وقال: “من الواضح أن هذه الهجمة مخطط لها، فعقلية الاحتلال هي عقلية السيطرة، ونؤكد أن المسجد الأقصى بكل ذرة من ترابه فوق الأرض وتحته هو ملك للمسلمين ولا يوجد لهم أي ملك بذرة تراب واحدة. هذه الهجمة لن تثنينا عن الدفاع عن المسجد الأقصى ونتحدى أن يقتحم أي مستوطن أو يهودي المسجد الأقصى بدون قوة السلاح من شرطة الاحتلال الاسرائيلية والقوات الخاصة وعناصر المخابرات”.
واعتبر ذكرى خراب الهيكل بالخرافة المرفوضة، قائلا إن المسجد الأقصى للمسلمين وسيبقى لهم، وأن الخرافات لن تغير شيء من الواقع ولن تثني أحد عن التواجد، ودعا إلى تكثيف تواجد المصلين طيلة أيام الأسبوع بالمسجد الأقصى.
الشيخ عبد العظيم سلهب
وأكد رئيس مجلس الأوقاف الشيخ عبد العظيم سلهب أن إقتحام أذرع أمن الاحتلال الاسرائيلية للمسجد القبلي والاعتداء على المصلين داخل مسجدهم غير مبرر.
وأوضح أن كافة الشرائع والأعراف الدولية تمنع قوات الاحتلال من الاعتداءات التي تستهدف المسجد الأقصى، واليوم منع فيه المسلمين من الوصول للمسجد الأقصى المبارك من أماكن بعيدة وعلى بواباته، وأذرع الأمن الاسرائيلية إقتحمت المسجد القبلي للمرة الثانية طيلة سنوات الاحتلال.
وقال: “قبل عام إقتحموا المسجد القبلي بأحذيتهم ودنسوه واعتدوا على المصلين داخل المسجد وأطلقوا نحوهم قنابل الصوت والغاز المحرمة دوليا”.
وطالب المجتمع الدولي بأن يأخذ على عاتقه لجم سلطات الاحتلال عن تماديها في الاعتداء على المسجد الأقصى المبارك واستهداف المسلمين في أقدس مقدساتهم.
ولفت الشيخ سلهب أن أبناء شعبنا الفلسطيني مطالبون أن يهبوا لحماية المسجد الأقصى، لأن المخاطر تتناوبه وتنادي بالمساس بالمسجد والاعتداء على قدسيته وهدمه، كذلك أمتنا العربية والاسلامية مطالبة وعليها واجب العمل على إنقاذ المسجد الأقصى المبارك وحماية المصلين والمرابطين والمرابطات بالقدس والمتجذرين في الأقصى، وهذا واجب يحتمه عليهم دينهم وعقيدتهم لأن المسجد الأقصى جزء من عقيدتنا وثالث مسجد تشد إليها الرحال وقبلتنا الأولى.
وعن دور الأوقاف حيال المسجد الأقصى قال سلهب: “اليوم الأوقاف معتدى عليها وضربت، وتم ضرب الحراس وجرح موظفيها، هذه سلطة غاشمة لا ترعى للإنسان أي حقوق. الأوقاف الاسلامية أستبيحت هيبتها وواجب الأوقاف الاسلامية حماية المسجد الأقصى وإدارته والمواظبة على صلاة المسلمين بالمسجد”.
وأضاف: “اعتدي على الأوقاف من قبل سلطة احتلال إسرائيلية غاشمة لا تقيم وزنا للأعراف الدولية أو المعاهدات، فالأقصى تحت الرعاية الهاشمية والمؤسسة الإسرائيلية تعدت كل الخطوط الحمراء وعلى الجميع أن يعي المخاطر التي تتهدد المسجد الأقصى”.
وعلق على إقتحام المستوطنين لباحات الأقصى في ما يسمى “ذكرى خراب هيكل” قائلا: “نحن لا نعترف لا بهيكل ولا بأي شيء لليهود في هذه البلاد، فالمسجد الأقصى هو مسجد إسلامي مساحته 144 دونما، وكل ما أحاطه من الأسوار الخارجية للمسجد وحائط البراق جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى، والطرق المؤدية إليه جزء لا يتجزأ من الأقصى.”
الشيخ رائد فتحي
من جهته أشار الشيخ رائد فتحي أن الاحتلال يحاول دائما ربط الروايات التلمودية والتوراتية بالمسجد الأقصى المبارك، وأن يربط ما يسمى بدمار الهيكل الأول والثاني بالمسجد وزيارته.
وقال: “لذلك مسألة مرابطة المرابطين واعتكافهم كان أمر لا بد منه، ومن هنا كان اعتكاف الكثير من الشباب في المسجد الأقصى المبارك، لكن الاحتلال لم يرع ذمة أو قداسة داخل باحات المسجد واستخدم الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية وكسر ودمر في المسجد القبلي، ومنع الكثير من الشباب ممن هم أقل من 50 عاما دخوله. إلا أن الشباب كانوا بالمرصاد، ورسالتهم للاحتلال تقول أنه ما دام الاحتلال قائما فالرباط والثبات قائمين، ولن نستريح أبدا حتى يكنس الاحتلال عن هذا المسجد إلى مزابل التاريخ”.
وأضاف: “يحاول الاحتلال القول أنه صاحب الكلمة الأولى والسيادة في المسجد الأقصى، لكن صاحب السيادة والكلمة العليا في المسجد هم أهل القدس وبيت المقدس وأهل المسجد الأقصى المبارك، ولا يمكن أبدا أن يساوم على القدس والمسجد الأقصى المبارك. أظن أن الاحتلال وصل لقناعة مفادها أن “المقدسيين أسود” يرابطون على ثرى القدس وأسوار المسجد الأقصى، ولا يمكن أسرلة الشعب المقدسي ولا إرغام الشعب الفلسطيني عامة والمقدسي خاصة برواية إسرائيلية توراتية، بل بالعكس كل جيل يأتي هو أكثر يقظة من الذي سبقه”.
وأكد أن إستخدام العنف يدل على ضعف الاحتلال وضعف وسائله الكثيرة التي حاول من خلالها فرض سياساته وسياسة الأمر الواقع، بمعنى أن الاحتلال يلفظ أنفاسه الأخيرة، فكيانات الاحتلال تحاول فرض ثقافتها وحضارتها، لكن هذا الاحتلال كما يبدو لا يملك لا ثقافة ولا حضارة ولا عمقا تاريخيا، لذلك هو يستخدم القوة بديلا عن هذه الأمور التي من شأنها أن تؤثر بالمحتل، أما الشعب الفلسطيني يعلم أن له عمقا تاريخيا وامتدادا لهذا المسجد، ولا يمكن أبدا لهذا المحتل أن يؤثر فيه حتى لجأ إلى القوة والعنف.
الشيخ يوسف الباز
ووصف الشيخ يوسف الباز إمام مسجد اللد أن ما حدث اليوم هو استمرار لحملة السعار الاسرائيلية بقيادة الاحتلال في عدوانه منذ عام 1967 حتى اليوم على المسجد الأقصى المبارك.
وقال: “الاحتلال الاسرائيلي يريد أن يفرغ المسجد الأقصى المبارك من أهله الحقيقيين المسلمين لكي يدخل إليه قطعان المستوطنين في طريق معروف ومخطط ومعد سلفا من قبل الاحتلال، ليصل في النهاية إلى هدم المسجد الأقصى وبناء هيكل مزعوم مكانه”.
وأضاف: “المرابطون في المسجد الأقصى المبارك كعادتهم تصدوا لهذا المخطط اللئيم، وسيبقون هكذا في وجه السعار المحموم يتصدون لكل من تسول له نفسه أن يدنس المسجد الأقصى المبارك. ونحن على يقين وثقة مطلقة أنه سيأتي يوم سيزول فيه الاحتلال الاسرائيلي عن المسجد الأقصى، وسيأتي إليه المسلمون من كل بقاع الأرض، دون أن يرى محتل إسرائيلي في ساحات المسجد المبارك”.
وأكد الشيخ الباز أن كل أبناء شعبنا الفلسطيني في الداخل أو القدس أو الضفة الغربية أو قطاع غزة موحدين في الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك: “فهو عقيدة وآية في كتاب الله وليس لفئة الفلسطينيين بل مسجد لكافة لمسلمين، لذلك لم يكن غريبا أبدا أن تتوحد الجهود الاسلامية والعربية في سبيل الذود عنه، وسنستمر في هذه الوحدة المباركة الطيبة سواء في الداخل الفلسطيني أو القدس الشريف أو الضفة الغربية أو قطاع غزة ما دام الأمر يتعلق بالمسجد الأقصى”.