الأردن ينتفض لإصابة “بيلسان” برصاصة العيد
تاريخ النشر: 29/07/15 | 11:07رصاصة طائشة اخترقت جدار الدماغ، طولها بضع سنتيمترات، عرابها آثم مجهول الهوية، تبددت بهجت الطفلة ‘بيلسان’ بالعيد، لتطرحها أسيرة غرفة الانعاش، منذ اليوم الثالث له، صامدة أمام اصابتها كزهر البيلسان الأبيض، في يوم يبتهج فيه الأطفال فرحين وأسرهم بالعيد، إلا أن الحال مختلف تماما عند عائلتها المكونة من أم وأب وطفلة بعمر بذور الريحان، يقول ‘خالد السنجلاوي’ والد الطفلة بيلسان التي أصيبت برصاص بالرأس.
وترقد بيلسان، الطفلة ذات الثلاثة والعشرين شهراً على سريرالشفاء المأمول في مدينة الحسين الطبية، بملامح مشرقة وبراءة الأطفال رغماً عن غيبوبتها، تناظرها لتنستنطق فيها تفاصيل ربيع الحياة وبراعمه المتفتّحة في عينيها وخديها الغارقتين بالأحلام والأمل، كقطرات النّدى فوق الورود الجميلة في صباح ندي، ولسان حالها يقول: يا من حاول غدري برصاصة غدره، لم يكن بأستطاعتكَ قتلي، فمازلتُ أتنفس الهواء وأستنشق عطر الورد والياسمين.
يروي والدها لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، التفاصيل الأولى لإصابة صغيرته برصاصة اخترقت الجمجمة، لتتسلل قطرياً إلى مركز الدماغ، ويقول ‘كنا في نزهة العيد في آخر أيامه، في مدينة اربد، فبعد أن قمنا بواجبات العيد من زيارات وصلة رحم، أصبح لزاما على كل أب وأم إخراج أطفالهم في نزهة لتكتمل بهجة العيد لديهم’.
ويضيف ‘أثناء تناول بيلسان طعام العشاء في إحدى المتنزهات العامة، صرخة فجأة!، مثيرة استغرابي ووالدتها، تفقدنا أنحاء جسدها، لنكتشف ان هنالك دماء تجري كالنهر في أعلى الرأس، وقمنا بنقلها إلى المستشفى بعد ذلك، ليتبين انها رصاصة نارية أصابتها في الدماغ، لينقلها المختصون على الفور من مستشفى الأمير راشد العسكري في اربد إلى مدينة الحسين الطبية في عمان’. بحسرة يراقب الأب ألم ابنته وعيني أمها الغارقتين بالدموع، يتابع قائلاً: بعد أن وصلت طفلتي لمدينة الحسين الطبية، تم إرجاء عمليتها لصباح اليوم التالي لعدم وجود طبيب الأعصاب المسؤول عن إجراء هذا النوع من العمليات، فبقيت ابنتي تحت تأثير المخدر إلى أن وصل الطبيب وبدأ بالعملية التي استغرقت ثلاثة أرباع الساعة، فاستخرج تلك الرصاصة الطائشة من دماغها، لتبقى تحت تأثير المخدر حتى اليوم’، ووصف الأطباء حالة بيلسان ‘بالحرجة!’.
يختتم والد الطفلة حديثه قائلاً ‘هذا اجرام .. اجرام .. اجرام؛ هذا قتل وزهق لروح بريئة! الله وحده بعلم شو قلبنا بتوجع ع فلذة كبدنا’.
أما أمها فما زالت دموعها تنهمر منذ اليوم الأول لإصابتها، ولسان حالها يقول: بأي ذنب بددتم فرحة طفلة لتقع ضحية الطيش والهمجيه!.
‘بيلسان الزهر’ لم تكن هي الأولى، ولا الأخيرة، فبعدها بأيام أصيب شاب بعيار ناري في كتفه، وأمام منزله، اثر اطلاق عيارات نارية بأحد الاعراس في بلدة سول بلواء المزار الجنوبي، وذلك اثناء اطلاق العيارات النارية بأحد الافراح، وقبلها بأيام قليلة أدت مشاجرة بين مجموعة أشخاص في مخيم الحسين، إلى اصابة طفلة تبلغ من العمر خمسة أعوام أثناء تسوقها مع ذويها، وكل ذلك في تموز الحالي.
وفي سبيل القضاء على هذه الظاهرة، أطلقت إذاعة الأمن العام ‘أمن اف ام’، مبادرة للحد من استخدام الأسلحة النارية في الأفراح والمناسبات العامة، أعلنت عنها أمس الأحد في البرنامج الصباحي المفتوح مع الرائد علي حياصات، أسمتها ‘لا تقتلني بفرحتك’ ويحمل ذات الوسم على مواقع التواصل الإجتماعي، فقد تفاعل العديد من مؤسسات ووجهاء وشيوخ وأبناء المجتمع الأردني مع هذه المبادرة، وتبنى مواطنون كثر إيجاد ميثاق شرف خلص بكل فئة من تلك الفئة للقضاء على هذه العادة التي أصبحت تشكل تهديدا لحياة الكثير من المواطنين، بحسب مدير إذاعة الأمن العام ‘أمن اف ام’ المقدم معن الخصاونة.
وقال الخصاونة: ‘ان الحد من ظاهرة إطلاق العيارات النارية غير المبرر في المناسبات خصوصاً في الأفراح وبعد إعلان نتائج الثانوية العامة، هو مسؤولية مشتركة تقع عاتق مختلف الجهات الرسمية والأهلية والمؤسسات الأكاديمية والدينية.
وأشار إلى أن هذه المبادرة تأتي ضمن جهود مديرية الأمن العام في زيادة الوعي الأمني ورفع الحس المسؤول لدى المواطنين، لتعزيز الجهود المبذولة في مكافحة الجريمة بشكل عام ومكافحة ظاهرة إطلاق العيارات النارية على وجه الخصوص.
ودعا المقدم الخصاونة إلى التركيز من خلال منابر الإعلام ودور العبادة والمؤسسات التعليمية ووجهاء المجتمع المحلي، على الجوانب التوعوية للأفراد، وتعديل سلوكيات الأشخاص مطلقي العيارات النارية.
الله يشافيك يا رب يا بيسو الله يشافيك