من هم الشعراء ؟
تاريخ النشر: 09/04/13 | 6:34يخطئ من يظن ان صفة واحدة تجمع الشعراء سوى كتابة الشعر، فكما يختلف اصحاب المهن المختلفة عن بعضهم البعض هكذا ايضاً يختلف الشعراء فيما بينهم، كل شاعر له صفات انسانية ايجابية أو سلبية خاصة به، قد يملك شاعر آخر بعضاً منها وقد لا يملك. واذا كانت شخصية الشاعر قوية وكان له مركز اجتماعي مميز كانت كلماته اقرب الى الناس وكانت شهرته اوسع كما كان حال السفير السوري نزار قباني وعضو اللجنة التنفيذية محمود درويش رحمهما الله.
ما وصل الينا من تاريخ الادب العربي يشير الى اختلافات واضحة في سلوكيات الشعراء فليس الزاهد كالماجن وليس القانع كالطامع وليس جميعهم شجاعاً وكريماً ومغيراً وعاشقاً متيماً ومتشائما ومتفائلاً ومتطيراً وما الى ذلك من صفات، فكل شاعر امتاز بسلوكيات خاصة، ولكن الذي وصل الينا هو شعر حقيقي يحافظ على اساسيات الشعر وجمالياته بغض النظر عن سلوكيات واخلاقيات الشعراء.
اليوم وفي بلادنا العربية حيث لا سائل ولا مسئول عن الشعراء واشباه الشعراء وما يكتبون، يختلط القمح بالزؤان، وقلما تجد القارئ الفطن الذي يميز بين الصالح وبين الطالح مما ينشر في المواقع الالكترونية والفيسبوكية واحيانا في بعض الصحف الورقية التي تفتقد المحرر الادبي، تجد كل من خط خاطرة او كتب تعبيراً يعتبر نفسه شاعراً كبيراً،ناسياً ان على الشاعر ان يكون متمكناً من قواعد اللغة وعارفاً لتاريخ الانسانية وحالماً بالتغيير والاصلاح، ومعالجاً للمعضلات التي تواجه مجتمعه ،ولكن هيهات أن يعرف كل واحد حجمه الحقيقي .وفي الحقيقة يظل الشاعر عملة صعبة ويظل الشعراء نادرين والايام القادمة تأخذ على عاتقها دوماً مهمة الغربلة.
كتب في هذا السياق:أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الارض
اخي كاظم ! كل كلمة في مقالتك تساوي وزنها ذهبا . ما تتفضل به هو عين الصواب . فليس كل من طرق موضوعا مثيرا على شكل قصيدة اعتبر نفسه شاعرا . فللقصيدة كلمتها وللقصيدة وزنها وللقصيدة موسيقاها وللقصيدة صرفها ونحوها وللقصيدة رونقها وحسها الذي يخترق جدار القلب ليصل الى سويدائه . وهذا كله أو قل أقله لا تملكه فئة ممن يجربون أنفسهم في هذا الباب .