نفذ الكلام
تاريخ النشر: 30/07/15 | 8:21فوق أتونِ الخِصَامِ،
فارَ في الأفواهِ قاموسُ الكلام.
وهَمَى فوقَ لسان المُستحيل،
سِرُّ بُهتانِ السلام.
لا دِراية للقطار في المحطة،
ينتظر تأشيرة السير إلى فكِّ الخِيَام،
الحروفُ غَصَّ نَطقُها وانزَوَت،
تنعَى النقاط الزائغات في الزحام.
واستوَتْ في الأبجديةَّ بامتعاضٍ،
تلعنُ الراعِي وبِشرَ الانسجام.
من سنينٍ وهي تُجْرَشُ،
ويُعاد صَقلُها،
لا ذوق يُشفي الجرح لكن،
مُرَّة الطعم مذاق الانهزام.
صَفَّدوا الأقصى بتأويل جِذورِهِ،
عَمَّدُوهُ بابتهالاتِ الحاخام.
صخرةٌ ناحتْ على سِربِ حمامٍ،
كان يَهدِل ُكلَّ فجرٍٍ،
فوقَ اعمدةِ الرُخام.
أخْمَدُوا نوراً أطَلّ من ظلامِ المُستحيل.
ليِستحيل الحُلمُ بالحُلمِ المُلطّخِ،
والمُكَهرَب بالخصام.
لم يعُد برٌ يُقايَضُ بالسَلامِ.
ولم يَعُد سلمٌ ليَرسُم بسمةَ الأيتام.
لم يَعُد حرفٌ يُجَازِفُ بالخطابِ،
والِّلسان كبَّلوهُ باللِّجَام.
لا سلامٌ في رُبى وطنٍ،
يُمزِّقهُ ويُدميهِ الحزام.
لم يَعُد للنطقِ معنَى، لا طلاقَة
حينَ يَنشَلُّ اللسِان.
عَسْعَسَ الليلُ وسرمدَ،
واكتوَى الوطن بداءِ السرطان.
يَنهشُ اللّحمَ،
ويرمي لفلسطين العظام.
أخفقَ الحقُّ وراحَ،
يدفنُ الرأسَ حياءً بالرمال.
قسّموهُ في نزاعٍ مستَمِيتٍ،
بين فتحٍ وحماسٍ،
حتى أضحى لُقمةً صائغةً
بين انيابِ المحال.
يحصدون الحقل يُبقون سنابله
امتِعَاضَا للغراب.
تشبعُ الغربانُ من غلّاتهِ
ثم ترمي كل رواد الخلاف غُرباءً،
في صَحارِي التيهِ تَحلُمُ بالوئَام.
احمد طه