الرئيس فاقد للشرعية والثمن تدفعه الرعية..!
تاريخ النشر: 09/04/13 | 23:50من أولويات المرحلة القادمة بالنسبة لإدارة بلدية أم الفحم، ومن دونها لا يمكن إدارة مؤسسة بحجم بلدية ام الفحم ،إن لم يتم توضيح وتعميم وتأكيد مفهوم ومبدأ التعامل والاحترام المتبادل بين المواطن والبلدية كقانون وشرط أساس للنهوض بمدينتنا خاصة في ظل الظروف العصيبة التي تشهدها مدينة أم الفحم وسوء الإدارة والتقدير وفي ظل أزمة سياسية وفراغ كبير لم يشهده هذا البلد منذ عقود ومع وجود رئيس بلدية وبدون شرعية .!
صحيح أن الأزمات التي تشهدها مدينة ام الفحم قد تشهدها وتتعرض لها أي مدينة أو بلد في هذه الدولة وهذا طبيعي جدا، لكن يبقى السؤال كيف يتم التعامل مع هذه الأزمات واجتثاثها من الجذور قبل أن تصبح واقعا وقدرا محتوما .؟
لمعالجة هذا الواقع المتأزم مطلوب أمرين :
الأول :تغيير على مستوى الراعي .
الثاني :تغيير على مستوى الرعية .
وأنا لا أتردد أن أضرب مثلا أو أقول أنه يجب علينا أن نتعلم درسا ، نحن المواطنين العرب في هذه البلاد من أصحاب الهوية الإسرائيلية في أسلوب حياتهم وتعاملهم مع بعضهم البعض، ومع مؤسساتهم الرسمية تحديدا كمواطنين وسكان مع اختلاف انتماءاتهم الدينية وانقساماتهم السياسية، وحتى تنوع لغاتهم وثقافاتهم ونهج حياتهم التي ورثوها من البلدان التي قدموا منها، الثقافة الشرقية والعقلية الغربية، الشمالية والجنوبية (روسيا –أثيوبيا- الدول العربية- الغربية..)، ومع أن هذا التنوع الثقافي متشعب ومتناقض ومعقد، إلا أنهم يتعاملون مع المؤسسة الرسمية بنفس الأسلوب والمنهج وحسب القانون وباحترام، وبغض النظر إن كانت المؤسسة هي الشرطة أو البلدية أو أي مكتب وزاري أو خدماتي آخر..هناك إجماع لدى كل الأجناس والأطياف في المجتمع الإسرائيلي على أن القانون يحكم الجميع والقانون فوق الجميع والمؤسسة الرسمية فوق الجميع أيضا، الامر الذي نفتقده حتى اللحظة في مجتمعاتنا العربية ومن دونه لا يمكن التقدم والالتحاق بالأمم قيد أنملة ..والفضل يعود عندهم الى المؤسسة الرسمية نفسها والتي تفرض نفسها على الجميع ولا تسمح أن يقودها أحد أو يسيطر عليها، بل هي التي تقود وتسيطر على الجميع، وهذا ما أقصده على مستوى الراعي والقيادة والإدارة .
أما بالنسبة لمفهوم التعامل مع البلدية فنسلط عليه الضوء من خلال موضوع تنظيم البناء في الوسط اليهودي وليس العربي –فلا تجد من يخالف القانون مثلا في هذا المجال في الوسط اليهودي لأنه من أصل اثيوبي أو شرقي أو غربي على اعتبار أن …، ولا تجد من ينتهك حرمة معينة ولا يدفع الضرائب والمستحقات لأنه من أصول روسية أو فارسية على اعتبار أن …، وإنما على العكس تماما فتجد المهاجرين الجدد يتأقلمون مع قوانين الدولة وليس العكس ..اي ليست الدولة أو المؤسسة هي التي تتأقلم مع الخلل …وهذا على مستوى الرعية، وهنا بيت القصيد! وباعتقادي كان هذا هو السبب الرئيسي والعائق أمام تقدم مجتمعاتنا وبلدياتنا العربية بحيث أن كل فرد يتصرف على أنه يعيش لوحده في البلد كما لو أنه في الفضاء ويستطيع أن يفعل ما يشاء من دون رقيب ولا مسئول .
ومن هنا أطالب المجتمع العربي عامة وأهل بلدي خاصة أن يتعاملوا هم أيضا مع المؤسسة الرسمية المحلية- البلدية بنفس العقلية التي يتعامل بها العالم المتحضر مع مؤسساتهم الرسمية وهذا كفيل بحل أغلب المشاكل المحلية وليس كلها ..وبالمقابل ومن وجهة نظري هناك دور مركزي وأساسي جدا لإدارة البلدية بتطبيق وتهيئة الأجواء وبسط سيطرتها على الأرض. فمن المفروض أن تتصرف السلطة المحلية مع المواطنين بنفس المنطق وبغض النظر من يكون وليس حسب اسمه وفصيلته أو قوته المادية أو انتمائه السياسي ….الأمر الذي يضعف السلطة بعيون الآخرين ويفقدها هيبتها .. وكي يتحقق كل ذلك يجب التعامل بهذا المنطق على مدار الخمس سنوات كنهج وأسلوب إدارة ومن خلال كل الأطر وليس كهبة وطفرة في بداية العهد كما جرت العادة ثم التراجع والتراخي مع المواطنين قبل الانتخابات أو العكس تماما كما هو حال الرئيس الحالي لبلدية أم الفحم، ونحن في نهاية العهد وقُبيل الانتخابات ..، خاصة وأن أنصار الرئيس الحالي يعتقدون أن حظوظهم ضئيلة وقد لا يتم انتخابهم لولاية أخرى فينتقمون من المواطنين قبل أن يغادروا كرسي الرئاسة بالحجوزات والمخالفات والتنكيل ..! ليس هكذا تدار البلديات …نقطة سطر جديد .