مؤسسة القدس للتنمية: أبناء القدس لاجئون بمدينتهم
تاريخ النشر: 10/04/13 | 7:51في أعقاب حملة هدم البيوت التي تقودها بلدية الاحتلال في القدس أصدرت " مؤسسة القدس للتنمية" بيانا استنكرت فيه سياسات الاحتلال في القدس التي باتت تهدد بشكل مباشر حياة المواطن المقدسي وتسلب منه أبسط حق في الحياة إلا وهو حق المسكن ، وجاء في البيان ما يلي :
"لم يعد اللجوء بالنسبة لأبناء القدس كما هو معروف بالرحيل إلى بلد آخر …اللاجئون بالقدس هم ضحايا عمليات هدم البيوت المتعمدة من قبل بلدية الاحتلال فيها , والتي تمارس من خلال مخططات أيديولوجية الهدف منها ترحيل المقدسيين والتغيّر الديمغرافي للمدينة . إن الخطاب السياسي للأحزاب اليمينية الإسرائيلية والحكومة يعكس مدى الحملة الشرسة ضد أبناء القدس وممتلكاتهم , والتي يعلنها العديد من الشخصيات الإسرائيلية ان القدس هي العاصمة الأبدية لليهود ويجب أن لا يتجاوز عدد الفلسطينيين فيها 3 % كي تتحقق أحلامهم التوسعية بجعل القدس خالية من الفلسطينيين .
وقد زادت وتيرة هدم البيوت في مناطق القدس في الآونة الأخيرة بشكل كبير ومتهوّر غير مكترثين بالإدانات الفلسطينية والدولية , تحت حجة البناء بدون ترخيص ، حيث ان الترخيص للبناء هو أصلا غير متوفر إلا بشكل محدود للمقدسيين الذين يعانون أزمة في السكن مما يجعل العديد منهم الخروج من المدينة إلى مناطق تقع خارج الجدار .
إن هدم إسرائيل لأكثر من 1322 منزلا بالقدس منذ عام 67 حسب بحث قامت به "مؤسسة مقدسي" عام 1910 يوضّح أن إسرائيل تسابق الزمن لخلق واقع ديمغرافي وجغرافي وسياسي جديد بالقدس , بالإضافة إلى أكثر من 20 ألف أمر هدم تحت التنفيذ .
إن إسرائيل عمدت منذ السنوات الأولى للاحتلال ٬ إلى تنفيذ سياسات هدم وتشريد ممنهجة ضد المقدسيين ٬ بغرض الحدّ من الوجود الفلسطيني في القدس ٬ وفرض سيطرتها على المدينة وطمس هويتها العربية والإسلامية ٬ وخلق حقائق سيكون معها مستحيلا تقسيم القدس الشرقية والغربية بين العرب واليهود ٬ بدءاً بهدم حي المغاربة الذي كان يأوي 135 مسكنا ومدرسة ومنشآت تاريخية ٬ ومرورا بتهجير 134 عائلة يزيد عدد أفرادها على 700 فرد خارج البلدة القديمة ٬ إلى ترحيل الراغبين من المواطنين المقدسيين إلى الضفة الشرقية للحاق بذويهم الذين يعملون أو يقيمون بالأردن أو بالدول العربية .
إن هذا الواقع المرير جعل من أبناء القدس الذين تهدم بيوتهم لاجئين في مدينتهم , الأمر الذي اضطر معظم أولئك الذين هدمت بلدية الاحتلال بيوتهم ومنشآتهم للعيش في ظروف صعبة لعدم قدرتهم المادية على استئجار منزل جديد أو إعادة بناء، وبالتالي عمد العديد منهم بنصب خيامهم قرب منازلهم المهدمة مما جعلهم يعيشون في مخيم على أنقاض بيوتهم , كان طلب الاستغاثة المادية هو المطلب الأول لمعظم الذين يتم هدم بيوتهم , حيث أن معظمهم يعانون أصلا من وضع اقتصادي صعب وربما عمل 20 عاما من أجل رفع هذا البناء الذي ينتهى بالهدم بعد ساعة .
يقول المقدسيون الذين تم مقابلتهم من أصحاب البيوت المهدمة إن طلب المساعدة لهم لم يلقَ أذنا صاغية من المؤسسات الرسمية وغير الرسمية ، الأمر الذي يفضي بهم إلى أبواب مغلقة , فلم تستطيع المؤسسات الفلسطينية بالقدس بإعادة بناء البيوت التي هدمها الاحتلال , ولا تقديم منزل بديل ولا حتى تقديم مساعدات مالية بسبب شحّ التمويل المقدّم للقدس من قبل المجتمع الدولي , وتقتصر المساعدات على خيام ومواد عينية محدودة إن وجدت .
إن حجم الحملة الإسرائيلية يفوق طاقة المؤسسات المقدسية والسكان ، والسلطة الفلسطينية التي تمنع من العمل داخل القدس حسب اتفاقيات أوسلو زاد من المعاناة ، ومناشدة العالم الإسلامي أخذ دوره في حماية المقدسيين ومساعدتهم على الصمود لم تعد سوى شعارات في القمم العربية ، وإعادة بناء بيوت المقدسيين ليس بالأولوية بعد احتدام الصراع ألفصائلي ونسيان القدس .
إن الحرب المعلنة ضد الشعب الفلسطيني وسكان القدس خاصة هدفها اقتلاع الفلسطينيين من القدس وإحداث توازن ديموغرافي وفق رؤية الاحتلال . إن الحاجة الماسة لدعم صمود المقدسيين بكل الوسائل المتاحة الممكنة تتطلب العمل الفوري وتظافر الجهود العربية والإسلامية "لأن السنوات القادمة ستكون صعبة بالنسبة للمواطنين المقدسيين حسب المخططات الإسرائيلية" التي بدأ تنفيذها بشكل يبعث إلى القلق , لان التاريخ سوف لا يرحم من يقف متفرجا على أطفال ونساء القدس تحت جرا فات الاحتلال .
إن من النماذج التي شاهدتها في منطقة القدس هي (عائلة كستيرو) المقدسية كانت آمنة مطمئنة في منزلها الذي دفعت كل ما تملك من اجل بنائه , لكن وخلال ساعة واحدة أصبح المنزل أطلالا والحلم سرابا على ركام من الاسمنت . لم يعد لأطفالهم أحلام سوى أن يعيشوا كما يعيش أطفال العالم , ولم تسعفهم خطابات الدعم للقدس ولا المليار دولار , اليوم هم لاجئون في مدينتهم . فإلى متى يبقى الصمت والتملّق بالكلمات من دعم للقدس وأبناء القدس ؟ ".
وجدير بالذكر ان المؤسسة أعدت شريط فيديو يظهر عملية هدم لعائلة "كستيرو" المقدسية
بقلم جهاد الزغير