عمليات حفر عميقة في ساحة البراق وتدمير آثار اسلامية عريقة
تاريخ النشر: 11/04/13 | 0:45تواصل أذرع الاحتلال الاسرائيلي أعمال البناء في مشروع مجمع " بيت شترواس" التهويدي في ساحة البراق غربي المسجد الأقصى المبارك ، وذلك بعد أن قامت قبل نحو شهر بهدم واجهات لمبانٍ عريقة تعود للوقف الإسلامي بهدف إقامة مخططات تهويدية عملاقة ضمن سلسلة مشاريع تنوي المؤسسة الإسرائيلية إقامتها في المستقبل القريب في مرحلة قال عنها المراقبون إنها تهدف إلى تغيير ساحة البراق بشكل جذري .
وقالت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" إن مقاولي مشروع " بيت شتراوس" انتقلوا إلى مرحلة الحفر داخل الأرض بواسطة معدات ضخمة وخاصة، بهدف إقامة أعمدة وأساسات للمبنى الذي سيقام في ساحة البراق وتلّة المغاربة ، وهي المرحلة الثانية التي تمهّد لبناء أربعة طوابق حسبما هو مخطط له .
وأكدت "مؤسسة الأقصى" أن هذه الحفريات وتوابعها ستؤدي الى تدمير بقايا الآثار الاسلامية من جهة، وستؤثر على المباني الأثرية الاسلامية العريقة من جهة أخرى، بل يمكن أن تأثر على مبنى المسجد الأقصى، بحث انها حفريات عميقة وقريبة من الجدار الغربي للأقصى، وترتبط بشبكات الأنفاق التي يحفرها الاحتلال الاسرائيلي أسفل وفي محيط المسجد الاقصى".
ويخطط الاحتلال في هذه الأيام لتنفيذ توسيعات ضخمة للمبنى القائم ، إضافة الى أقامة مبنى من طابقين – على مستوى الطابق الأول والثاني ، وبناء طابق إضافي فوق الطابق الثالث ، ليصبح المبنى ذو أربعة طوابق ، بالإضافة إلى عمليات ترميم وتوسعة في المبنى القائم ، بتكلفة 20 مليون دولار ، ويقوم بتنفيذ هذا المشروع ما يسمى بـ " الشركة لتطوير الحي اليهودي في البلدة القديمة" – وما يسمى بـ " صندوق من أجل إرث المبكى"- وهي شركة حكومية تابعة مباشرة لمكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية – ، المؤسسة الإسرائيلية الرسمية – وكلها أذرع احتلالية تتشابك فيما بينها لتنفيذ مخططات التهويد والاستيطان .
وبحسب الوثائق التي كشفت عنها "مؤسسة الأقصى" قبل نحو شهرين فان المبنى التهويدي سيكون متعدد الاستعمالات ، ويقع على بعد خمسين متراً عن المسجد الأقصى المبارك ، غرب حائط البراق ، ملاصقاً ليسار المدرسة التنكزية في الواجهة الشمالية لساحة البراق ، ويحوي هذا البناء المخطط على مدرسة دينية وكنيس يهودي ، ومركز شرطة عملياتي متقدم ، وقاعات للإثراء التهويدي حول ما يسمونه "إرث المبكى" ، قاعة استقبال كبيرة بفناء رحب، مداخل عريضة ومتعددة لزوار النفق الغربي ومركز الزوّار" قافلة الأجيال، عشرات الوحدات الصحية "حمامات عامة" ، وغرف التشغيل والصيانة.
وجدير بالذكر أن المبنى عبارة عن بناء حكومي إسلامي تاريخي وعقارات وقفية ، من الحقبة الإسلامية المتقدمة ومن الفترة المملوكية والأيوبية والعثمانية ، ، وقام الاحتلال بالاستيلاء عليه بعد الاحتلال عام 1967م وأطلق عليه اسم "بيت شطراوس " ، واستعمله كمدخل رئيسي لنفق الجدار الغربي وما يسمى بـ "مركز الزوار – قافلة الأجيال" ، ومكاتب لمؤسسات تهويدية – مكتب صندوق إرث المبكى ، ومكتب ما يسمى بـ " راب المبكى والأماكن المقدسة" .
وحذرت مؤسسة الأقصى من أن المسجد الأقصى المبارك يدخل مرحلة حرجة للغاية وذلك من خلال توسعة رقعة الاحتلال والتهويد الذي تقوم بها المؤسسة الإسرائيلية الاحتلالية بكافة أذرعها ، ودعت الجهات والهيئات العالمية الفاعلة لأخذ دورها بحماية الآثار الوقفية في محيط ساحة البراق ، ولفتت المؤسسة إلى انه في حال استمر الموقف العربي والإسلامي الخجول ازاء انتهاكات الاحتلال بحق الأقصى ، فان ذلك سيساهم في استمرار المؤسسة الاسرائيلية الاحتلالية باعتداءاتها على المسجد الاقصى ومحيطه، وتنفيذ كافة مخططاتها فيه.
أنس غنايم -"مؤسسة الاقصى"