هل الارض تدور حول الشمس؟
تاريخ النشر: 08/08/15 | 15:05الشيخ عبد الرؤوف ابو شقرة يرد على من قال ان الارض لا تدور حول الشمس كما يظهر في المقطعين ادناه:
الحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد ..
1- هذه المسألة علميّة أكثر منها شرعيّة، فالأصل أن تُبحث بالأدلّة العلميّة والواقعيّة والمشاهدة، ثمّ إنّ هذه المسألة لم تُطرح في القرن الأخير عند وصول الإنسان إلى القمر، بل أثبت ذلك بالأدلّة والبراهين والأقيسة والمشاهدة.. فعدم مركزيّة الأرض مثبتة متداولة منذ 500 عام على أقلّ تقدير من ظهور كوبرنيكوس إن لم يسبقه المسلمون بذلك.
2- ثانيًا لو ثبت لنا نصٌّ قطعيّ الدّلالة بمركزيّة الأرض، لقلنا حينها بالنّصّ، ونضرب بعرض الحائط كلّ الأدلّة والبراهين ولو رأيناها بأمّ العين..
ولكن دلالة النّصوص الّتي سردها ظنّيّة الدّلالة تحتمل عدّة وجوه، والأصل إن توهّمنا تعارض العقل مع النّقل، فلا نقدّم العقل ولا النّقل كما أصّله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، لأنّ العقل والنّقل لا يتعارضان، ولكن يُقدّم قطعيّ الدّلالة وقطعيّ الثّبوت منهما على الظّنّيّ، وهذا ما لم يحصّله الشّيخ -غفر الله له فيما طرحه- .
3- استدلاله بقوله تعالى (أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ) لا يصحّ لأنّ سياق الآية لا يتحدّث أصلًا عن ثبوت الكرة الأرضيّة، بل ثبوت القشرة الأرضيّة أن تميد بنا بتثبيتها بالرّواسي وهي الجبال كالأوتاد، قال سبحانه (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) فالحديث هنا عن القشرة الأرضيّة بدليل اتباعها بالحديث عن الأنهار والسّبل وليس الحديث عن مجمل الكرة الأرضيّة.
4- استدلاله بقوله تعالى (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَـا) لا يصحّ له، بل هو موافق للنظريّات العلميّة الّتي تتحدّث عن دوران الأرض، وجريان الشّمس في المجموعة الشّمسيّة، وجريان المجموعة الشّمسيّة في المجرّة، وجريان المجرّة مع أعداد هائلة من المجرّات حول مركز الكون ..
أمّا ثبوت الأرض في نقطة واحدة، ودوران الشّمس حولها لا يدلّ على جريانها إلى مستقرّ لها، بل على بقاء في حلقة واحدة لا تحيد عنها، ففهمه للآية يعارض (لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَـا).
5- واستدلاله (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) لا يناقض النّظريّات العلميّة بل يثبّتها ويؤكّدها، فكلّ شيء في هذا الكون يسبح في مجرى دائم له ..
6- وأمّا قول إبراهيم عليه السّلام للنّمرود (فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ)
فليست قطعيّة الدّلالة على ثبوت الأرض، فالشّمس لا تأتي لا من المشرق ولا من المغرب إنّما يهيّأ لنا ذلك لدوران الأرض حول نفسها، فالآية تتحدّث بالمعنى المجازيّ وهو كثير في القرآن وبحسب ما نراه.
7- إن كانت الشّمس هي الّتي تدور حول الأرض كما هو متوهّم، فيلزم الشّيخ أن يقول بدوران النّجوم والأفلاك والمجرّات حول الأرض، لأنّنا للنظر للنّجوم في اللّيل ثمّ نتركها ساعة فنجدها على نفس التّرتيب والنّظام إلّا أنّها مائلة جهة المغرب، فهل كلّ الكون يدور حول الأرض أم الأرض تدور حول نفسها ؟
8- أمّا الاستدلال بوقوف الطّائرة أو توجّهها نحو الصّين فمن العجب العجاب ..
الطّائرة في داخل المجال الأرضيّ، وكلّ ما هو داخل الغلاف الجويّ للأرض يدور بدورانها حتّى هواؤها، فما يقف في الهواء سيدور بدوران المجال الأرضيّ، بينما من يقف خارج الغلاف الجويّ فإنّ الصّين حينها ستدركه ..
مثال ذلك لو دخلت ذبابة إلى سيّارة، والسّيّارة تسير بسرعة كبيرة، فإنّك تجد الذّبابة تطير من الأمام إلى الخلف ومن الخلف إلى الأمام، لا لأنّ الذّبابة تسير بسرعة السّيّارة، بل لأنّ للسّيارة مجال جوّيّ داخليّ يأخذ معه كلّ ما في داخلها..
من جهة أخرى الطّائرة المتوجّهة إلى بلد ما، إن كانت حركة الأرض بنفس حركة الطّائرة فلا يلزم أن لا يدرك تلك البلد إلّا إن تساوت سرعة الطّائرة والأرض، أمّا إن كانت الطّائرة أسرع -وهذا هو الواقع- فستصل الطّائرة وبكلّ أريحيّة ..
10- وأمّا البيت المعمور، فهو أمر غيبيّ، ولا يصحّ محاكمة المخلوق الغيبيّ لأسس وقواعد المخلوق المشاهد، فنحن لا نفقه من هذا الكون إلّا أبعاد ثلاثة، ولا يُطيق العقل غيرها، ولا نفقه شيئًا من غير مكان ولا زمان، مع أنّ المكان والزّمان مخلوقان، وقد يخلق الله كونًا من غير زمان ولا مكان، فيكون فوق قدرة العقل الدّنيوي على تصوّر وإدراكه..
لذا فوقيّة البيت المعمور أمر مجهول نؤمن بالنّصّ ولا نحاكمه لقوانيننا الدّنيويّة، فبهذا وقع المتكلّمون في مسائل الأسماء والصّفات وإثبات العقائد، وبهذا ردّ عليهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ..
وللعبد الفقير في هذا الباب مقال أو أكثر لم يُنشر بعد نسأل الله أن ييسّر خروجها..
هاي هي مشكلة الامه العربيه والاسلاميه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟