إفتتاح موسم النبي موسى بعنوان "الطريق للقدس"
تاريخ النشر: 13/04/13 | 1:11الناصر صلاح الدين الأيوبي الغائب جسديا منذ قرون, والحاج أمين الحسيني الغائب منذ القرن الماضي, كانا حاضرين, وكذلك شهداء فلسطين ياسر عرفات وخليل الوزير وميسرة ابو حمدية, وصمود سامر العيساوي والأسرى وتذكرهما مئات الزوار الذين أموا مقام النبي موسى لحضور حفل انطلاق الموسم السنوي، بعنوان "الطريق الى القدس" والذي جرى، اليوم الجمعة، برعاية محافظي القدس الشريف وأريحا والأغوار، بالتنسيق مع منتدى شارك الشبابي
فالأيوبي حرر القدس إبان الغزو الصليبي, والحسيني لم يألو جهدا في الدفاع عن القدس في وجه الاحتلال البريطاني والإسرائيلي. وابو حمدية قضى شهيدا, والعيساوي يصارع الموت والحاضرون ماضون في طريقهم لتحرير القدس الشريف من براثن الاحتلال.
مقام النبي موسى يبعد عن طريق القدس-أريحا كيلو مترا واحدا في تلك البرية، ويبعد نحو 200 متر عن المنطقة العسكرية الاحتلالية المغلقة منذ عام 1967م، والتي تمتد من شمال البحر الميت إلى جنوبه على حدود أراضي عام 1948، وبعمق يتراوح ما بين 10-15 كلم.
ويعود تاريخ المقام، إلى عهد الناصر صلاح الدين الأيوبي، وليس له علاقة بالنبي موسى، الذي لا يعرف له قبرا وفقدت آثاره على جبل نبو في الأردن، وفقا للعهد القديم, وبأن القبر الموجود في صحن البناء هو قبر 'سياسي' بناه صلاح الدين الأيوبي عندما كانت الحرب بينه وبين الصليبين سجالا، وكان يطلب من المسلمين المكوث في هذا المكان شهرا وقت أعياد الفصح لدى المسيحيين، لصد أية هجمات يمكن أن يشنها الصليبيون، ولإظهار قوة المسلمين بعد تحرير القدس عام 1187م,
وقال محافظ القدس عدنان الحسيني: إن رمزية المكان تدل على وحدة الشعب الفلسطيني الجغرافية والدينية مسيحيين ومسلمين, وارتبط مقام النبي موسى بالأهداف الوطنية الفلسطينية، وبالزعيم الفلسطيني الحاج أمين الحسيني، حيث كان يقود المواكب التي تأتى من كل مناطق فلسطين وتتجمع في القدس نحو النبي موسى وتبقى الوفود هناك أسبوعا ثم تعود إلى القدس بموكب تنشد فيه الأناشيد الوطنية والدينية.
واضاف الحسيني ان القدس باهلها ومفدساتها تتهددها حملة شرسة من الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنيه تطال كل البشر والحجر والمقدسات وتحرم شعبنا وهاهلنا من ابسط حقوقه بان يمارس شعائره الدينية وحق بالوصول الى الاماكن الدينية فيها وان هذه الحشود اليوم رسالة للاحتلال لا اننا هنا في أرضنا وقدسنا لنا.
وتشير المصادر التاريخية الحديثة انه ومنذ عام 1919م، قررت قيادة الحركة الوطنية الفلسطينية استثمار احتفالات النبي موسى للتحريض ضد الاحتلال البريطاني الداعم للهجرة الصهيونية. وفي العام التالي 1920، خطب في الوفود القادمة من مختلف المناطق زعماء تلك الفترة أمثال موسى كاظم الحسيني وأمين الحسيني، وكان وصول وفد جبل الخليل إلى القدس، في ذلك العام كانت الشرارة التي أطلقت ما عرف في التاريخ الفلسطيني المعاصرة بثورة العشرين. وتوالت بعدها الثورات والهبات الشعبية ضد الظلم والاستبداد والذي يتعاظم هذه الأيام ضد الشعب الفلسطيني وضد أسرى الحرية .
الذين وصفهم المحافظ الفتياني بانهم الشهداء الأحياء قائلا ان العالم والمنظمات الحقوقية العالمية ومراكز صنع القرار تصم الاذان عن سماع اناتهم وعذاباتهم داخل عتمة الزنازين وظروفهم الصحية الخطرة, كما هي انات وصرخات حجارة القدس الشريف وأهلها المرابطون باكناف بيت المقدس, مؤكدا أنها أي القدس تحتل مكانة وقدسية في قلب ووجدان كل فلسطيني مسيحي كان أو مسلم, ناقلا للحضور من كل محافظات الوطن تحيات الرئيس محمود عباس, وإصرار وعزم القيادة على مواصلة درب النضال لانجاز المشروع الوطني، ومؤكدا على رمزية المكان الذي يعتبر مع مواسم أخرى مثل موسم النبي صالح في رام الله، وموسم المنطار في غزة، وموسم النبي روبين في الرملة، من المواسم التي استحدثت زمن صلاح الدين الأيوبي في نفس الفترة التي تقام فيها أعياد الفصح لدى المسيحيين . ومشددا أننا يجب ان نؤمن بالوحدة الوطنية طريقنا للاستقلال والتحرر, كما نؤمن بالتوحيد بالله عز وجل
وواصلت اليوم الجمعة الفرق الدينية والطرق الصوفية للإنشاد ومدائح الرسول عليه السلام كالبيارق من القدس, والخضر القادمة من جبل النار نابلس، وفرقة بيت المقدس القدس والمحمدية من نابلس . واصحاب الطريقة الرفاعية والصوفية الابتهلات الدينية ومدح الرسول طوال اليوم تخللها عروض كشفية لفرقة مجموعة اريحا الاولى الكشفية القادمة من أريحا, فيما عرضت وزارة السياحة الآثار فيلما وثائقيا عن أريحا, إلى جانب مشغولات فسيفساء.
ويرى وسام الشويكي ممثل منتدى شارك الشابي بالاحتفال ان الرسول الاعظم عليه السلام قال "نصرت بالشباب" وهم للعام الثاني على التوالي في منتدى شارك يساهمون في انشطوة وفعاليات موسم النبي موسى ويسهمون وفق الامكانات المالية والشابية المتاحة مؤكد اهمية ان يتسلح الشباب المنطلق لغد أفضل بتاريخه وتراثه وقيم وعادات المجتمع الفلسطيني.
. ولم يفت محمد جلايطة رئيس بلدية أريحا تأكيده أن البلدية لن تألوا جهدا في تقديم ما يلزم المقام ضمن اختصاصها والخدمات التي تقدمها,
وكان الشيخ نوح الزغاري مدير الأوقاف والشؤون الدينية في محافظة أريحا والأغوار أكد أهمية هذه المقامات الدينية لدى عموم المسلمين ورمزيتها وحرص وزارة الأوقاف على الحفاظ عليها وصيانتها وفق أقصى الإمكانات المادية والبشرية المتوفرة, واكد الزغاري في خطبة صلاة الجمعة والتي أقيمت في مقام النبي موسى على معاني الدين الحنيف وعلى قضية الأسرى وتضامن الشعب معهم، وان المواقع التاريخية والدينية ومسؤولية الحفاظ عليها، إلى جانب دور وزارة الأوقاف، تتطلب تضافر جهود الجميع.
ويضم مقام النبي موسى الآن إضافة للقبر والمسجد 360 غرفة وإسطبلات للخيل ومخبزا قديما، وتمتد في الخلاء حوله مقبرة، يدفن فيها من يوصي بذلك تقربا لله ولنبيه موسى، أكثر أنبياء الله ذكرا في القران الكريم، وعلى بعد كيلو مترا من المقام، يوجد بناء يضم قبر حسن أحمد خليل الراعي الذي خدم المقام وتوفي قبل نحو 300 عام ويعرف باسم (مقام الراعي).