"القدس المفتوحة" تنظم مهرجانا تضامنيًّا مع الأسرى بأريحا
تاريخ النشر: 14/04/13 | 2:22 تحت رعاية المهندس عدنان سمارة رئيس مجلس أمناء جامعة القدس المفتوحة، ووزير شؤون الأسرى عيسى قراقع، نظمت جامعة القدس المفتوحة في أريحا بالتعاون مع وزارة شؤون الأسرى مساء يوم امس السبت مهرجانا تضامنيا لمناسبة يوم الأسير الفلسطيني ، في قاعة الملعب البلدي بالمدينة، بحضور عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير د. صائب عريقات، وماجد الفتياني محافظ محافظة أريحا والأغوار، ورئيس جامعة القدس المفتوحة أ. د. يونس عمرو، ورئيس بلدية أريحا محمد عيد جلايطة، ورئيس نادي الأسير قدورة فارس، ووالدة الأسير البطل سامر العيساوي، وعائلته، والوفد الصربي.
وفي بداية المهرجان، رحب رئيس مجلس أمناء جامعة القدس المفتوحة المهندس عدنان سمارة، بالحضور، وقال إن جامعة القدس المفتوحة ليست فرعا علميا وحسب، بل هي صرح أكاديمي يمتد على مساحة الوطن في 22 فرعا، وهي جامعة وطنية تنظم فعاليات اقتصادية وثقافية وسياسية.
واستذكر المهندس سمارة الشهيدين الأسيرين ميسرة أبو حمدية وعرفات جرادات اللذين استشهدا في الأسر، مستذكرًا القادة الشهداء الذين سقطوا في شهر نيسان، وعلى رأسهم خليل الوزير "أبو جهاد"، وشهداء الحركة الوطنية كافة؛ وكل الأسرى الأبطال الذين ضحوا في سبيل وطنهم وقضيتهم، الذين تحدوا المحتل، مثل الأسير البطل سامر العيساوي الذي لقن الاحتلال درسًا كبيرًا في الفداء، معاهدًا الأسرى على بذل الجهود ليتحرروا ويساهموا في بناء الوطن، موجهًا التحية للأسيرين مروان البرغوثي وأحمد سعدات.
من جهته قال وزير شؤون الأسرى عيسى قراقع: "إن قضية سامر العيساوي الذي يخوض إضرابا أسطوريا ومعجزا منذ تسعة شهور تشغل بال القيادة الفلسطينية وشرائح المجتمع كافة، ولا أحد يفعل شيئًا رغم كل التعاطف والجهود، وسامر يعيش وضعًا صحيًّا خطيرًا حسب أطبائه، فهل قدرنا أن نستقبل أسرانا شهداء، وأن ننتظر الأسوأ دائما".
وتابع قراقع أن إسرائيل تتحدى العالم، ولا تستجيب لكل الجهود الدولية، وأن سامر يستحق أن يعود إلى القدس، وإلى عائلته، بعد رفضه البطولي لكل الضغوط والعروض، متسائلاً: "ألا يستطيع العالم كله وقف جريمة الاستمرار في اعتقال الأسير سامر الذي يضع سجانيه في أكبر مأزق إنساني، فوضعه يعذب الجميع، وإذا انتصرت إسرائيل على سامر، فإنها تكون انتصرت على الأمم المتحدة والمجتع الدولي الذي لم يتمكن من إطلاق سراحه"، متوجهًا بالتحية لموقف الرئيس الذي يرفض العودة للمفاوضات إلا بحل ملف الأسرى، ضمن عدة التزامات على إسرائيل الانصياع لها.
من جانبه، وجه ممثل الرئيس محمود عباس، رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير د. صائب عريقات، الشكر لجامعة القدس المفتوحة على تنظيم هذا المهرجان، مؤكدا أن الكل الفلسطيني في خدمة الأسرى، مرحبًا بوالدة الأسير سامر العيساوي ووالده، وأهالي الأسرى في المحافظة.
وقال عريقات: "عندما سأل الرئيس الأميركي باراك أوباما الرئيس أبو مازن خلال لقائه عن القضية التي يريد مساعدته فيها، فقال الرئيس: فقط الأسرى".
وحول ما تردد عن حسن نية أو مبادرة إنسانية قد تقدمها سلطات الاحتلال، بإطلاق سراح 107 أسرى اعتقلوا قبل 1994، قال عريقات إن الاتفاقات تطالب إسرائيل بالإفراج عنهم، أي ان هذا التزام. كما أن هناك 1000 أسير آخرين اتفق الرئيس مع رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت على الإفراج عنهم على أربع دفعات، إضافة إلى محرري صفقة شاليط الذين أعادت سلطات الاحتلال اعتقالهم، والإفراج عن هؤلاء متطلب رئيس للعودة إلى المفاوضات.
وتابع: "قضية الأسرى هي المعيار الذي طلبه الرئيس محمود عباس، إضافة إلى قضايا الاستيطان وغيرها من الالتزامات التي تشكل العلاقة بيننا وبين الجانب الإسرائيلي، ومؤخرًا، لم نعد نتحدث مع الجانب الإسرائيلي إلا عن الأسرى".
ووجه عريقات حديثة لأم الأسير البطل سامر العيساوي، باسم الرئيس عباس: "لم نقم بشيء مع الجانب الإسرائيلي مؤخرًا إلا الحديث عن الأسرى وعلى رأسهم سامر، وفي لقاءات الرئيس الأربعة مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، كانت قضية سامر والأسرى على رأس الأولويات".
وتحدث عريقات عن لقاء وزير الخارجية الكندي مع الإسرائيليين في القدس الشرقية، وقال: "إنه خرق لكل المواثيق والأعراف الدولية، وقد أرسلنا لهم رسالة بهذا الخصوص، فهذا العمل تساوق مع الاحتلال الإسرائيلي". وتابع: "أسرانا لم يذهبوا إلى الأسر إلا من أجل القدس عاصمة لدولتنا المستقبلبة، ولا تنازل عنهم وعن الإفراج عنهم، فقضية الأسرى هي الشغل الشاغل للقيادة الفلسطينية خلال الفترة الماضية".
من جانبه، قال رئيس نادي الأسرى الفلسطيني قدورة فارس، إن قضية الأسرى هي قضية الشعب الفلسطيني كله، ولها الأولوية، موجهًا التحية لعمداء الأسرى، ولأسرى محافظة أريحا والأغوار.
وقال إن أسرانا لم يستسلموا ولم ينكسروا، وأن الاحتلال يحاول مساومة الأسير البطل سامر العيساوي الذي لن يلين ولن يستسلم، وسينتصر على السجان، راجيًا أن يزف خبر الإفراج عن أسرانا البواسل، مؤكدًا أن الشعوب الحرة ستقف إلى جانب شعبنا في مطالبه المشروعة بالحرية والاستقلال.
أما والدة الأسير سامر العيساوي، فقد شكرت كل من نظم هذا الاحتفال، ووجهت الشكر للرئيس والحكومة لجهودهم في الإفراج عن ابنها الأسير سامر، الذين يخوض معركة طويلة، منذ 265 يومًا، وقالت إن سامر كان يطالب بمتابعة الأسرى المرضى الذين يواجهون الموت في كل لحظة. وقالت إن الأسرى يمثلون الشعب الفلسطيني، وهم يطالبون بالتفاعل معهم.
وختمت حديثها بقولها: "سامر يقول دائما: الكرامة لا مساومة عليها. وهو يرفض كل العروض بالخروج إلى أي دولة، ويقول إننا نريد أن نعيد اللاجئين لا أن نزيد عددهم".
وتخللت المهرجان الذي تولى عرافته عوني القدومي فقرات فنية لفرقة ميجانا الفلكلوية التابعة لجامعة القدس المفتوحة التي قدمت لوحة راقصة، ووصلتين غنائيتين لكل من عدي الريماوي وحسن الرجوب ودعاء، كما القت الطالبة نداء نجوم قصيدة أهدتها لشقيقها الأسير