تذكير لغوي (11)
تاريخ النشر: 05/08/15 | 12:00عَـديّ وليس عُـديّ
بفتح العين لا بضمها
الاسم هو بفتح العين (عَـدِيّ)، ومعنى الاسم جماعة القوم يَـعْـدون للقتال، فهو على وزن فَـعِيل من الفعل (عدا).
ممن سموا به عَدي بن كعب من قريش (ينسب إليه الخليفة عمر بن الخطاب- الفاروق)،
وعَدي بن زيد (ت. 590 م)- شاعر جاهلي من نصارى الحيرة من بني تميم، له ديوان مطبوع.
وعَدي بن حاتم الطائي (ت. 687 م) صحابي كان رئيس طَـيِّـئ في الجاهلية والإسلام، وكان من أنصار علي -كرم الله وجهه-،
وعَدي بن ربيعة هو المهلهِـل،
وعَدي بن الرِّقاعِ (ت. 714 م) شاعر أموي،
ورابعة العَدوية صوفية تُنسب إلى عَدي….إلخ
أما (عُـديّ) فهي تصغير (عَـديّ)، وكذلك فهي تصغير (عدوّ).
وأيًا كان التصغير فلا ضرورة له، خاصة وأنه تصغير لعدو، فمن ذا الذي يرضى أن يكون له عدو صغير في بيته؟!
..
لقد أشاع الرئيس صدام حسين الاسم، فابنه كان يُلفظ (عُدي) بضم العين كما في اللهجة العراقية، وأنا أرى أن نفتح عيوننا فنفتح العين،
فعلى كثرة ما قرأت من أسماء (عَديّ) في التراث فإن الفتح هو الأصل، ولم أجد إلا اسمًا مغمورًا يخرج عن الفتح، وذلك في معجم (تاج العروس)، حيث يذكر:
“وقال ابن حبيب كل شيء في العرب عَدي بفتح العين إلا الذي في طيئ وهو عدي بن ثعلبة بن حيان بن جرم ….”.
إذن لنعوّد ألسنتنا ونقول: أبو عَديّ!
عَدِيّ، والنسبة له عَدَويّ.
في الشعر القديم أكثروا من الشواهد، ومنها قول جرير:
يا تيمَُ تيمَ عَدي لا أبا لكم *** لا يوقعنَّكم في سَوءة عمرُ
والشاهد هو في جواز الضمة أو الفتحة على (تيم الأولى) ، ووجوب النصب في (تيم) الثانية.
(للتوسع: انظر مثلاً: كتاب “نحو اللغة العربية” لمحمد النادري، بيروت: المكتبة العصرية- 1994- ص 727.)
ويحضرني كذلك قول المعري:
وتمنت في سماء بني عَـديٍّ *** نجوم ما يغيّـبها عَـنانُ
في هذا السياق:
حفيدي الأكبر اسمه (عَدي) يدرس الطب، كنت كتبت له قصيدة، ومنها:
عَـدِيّ
يا حبيبي يا عَديُّ *** أيها العطرُ الشذيُّ
أنت آيات حياتي ***أنت ماءُ المزنِ رِيُّ
كلَّ صبحٍ أنتَ صبحٌ *** من بهاهُ ضاءَ حيُّ
كلَّ ليلٍ أنت نجمٌ *** مستنيرٌ وهديُّ
يا حفيدي يا عَــــــدي *** بالسنا أنتَ السَنِيُّ
فاروق مواسي