برواس حسين: هويّتها الكرديّة وموهبتها جعلتاها نجمة قبل الفوز –
تاريخ النشر: 15/04/13 | 5:17أثارت الشابة العراقية الكردية، برواس حسين، اهتمام الشارع العراقي من خلال مشاركتها في برنامج "Arab Ido"، ونالت استحسانًا كبيرًا على ما قدمته على الرغم من غنائها باللغة الكردية، ووجد كثيرون فيها صورة معبّرة عن الشباب العراقي في الزمن الجديد، مؤكدين أنها تستحق أن يصوت لها الجمهور لتنجح وتكون أول عراقية كردية تفوز ببرنامج عربي.
خامة صوتيّة راقية أعرب الملحن العراقي، طارق الشبلي، عن إعجابه بصوتها قائلاً: "سمعت برواس حسين مرّة واحدة، ومنها حكمت عليها فهي تملك خامة صوتية رائعة وراقية على الرغم من أنها لا تتكلم اللغة العربية بشكل جيّد، لكنها تغني بطلاقة وهذا بحد ذاته ابداع، والدليل أنها تميّزت عن غيرها وأرجو لها النجاح الذي تستحقه عن جدارة".
من جانبه، أكّد الفنان، محمد رضا، أستاذ العود في معهد الدراسات الموسيقية، قدرتها على الفوز وقال: "هي مطربة ممتازة لأن خامتها نظيفة والدخولات لديها جيّدة وتتحكّم جيّدًا بصوتها من خلال استخدام العُرب الموجودة في حنجرتها، وطبعًا هذه من مميزات الأصوات في المناطق الجبلية، ومن الممكن أن تفوز إذا استمرت باختياراتها الجيدة لأغانٍ تظهر من خلالها إمكانياتها الصوتية".
إلى ذلك أشاد الملحن العراقي، مفيد الناصح، بصوتها، وقال: "سمعت صوتها وهو جميل ولا بأس به، لكنّ هناك في المسابقة أصواتاً أفضل مثل المتسابق السوري عبد الكريم حمدان الذي يتمتع بصوت جميل جدًا، ولكن مازال الوقت مبكرًا فلربما تكون هناك مفاجآت".
فنّانة واعدة ومشروع نجمة أمّا الفنان والباحث الموسيقي، ستار الناصر، فقد أبدى إعجابه بها وبما قدّمته، وقال: "الصوت من الناحية الفنية مدرب، وأنا أدعوها إلى ضبط استخدام النفس، لأن الخلل البسيط الذي فيه ربما سببه الإرتباك، هي صوت نسائي تتجسّد فيه قوة الإستعداد الصوتي وجمالية الاختيار، المشهد الموسيقي الغنائي الكردي بحاجة إلى تجارب مماثلة، ويمكنها أن تحقق حضورًا ملموسًا في المشهد العربي الذي يعاني من التكرار الممل، واتمنى لها النجاح لا لكونها عراقية كردية بل لأنها فنانة واعدة".
فيما قال الفنان محمد زبون إنها مطربة مكتملة ومشروع نجم عراقي عربي لو وجدت من يمدّ لها يد العون بإخلاص وأمانة وبعيدًا عن المراهقة وجمال الشكل، ويضيف: "برأي أصغر المشاركين أفضل بكثير من راغب علامة ونانسي عجرم وأحلى من أحلام والمصري حسن الشافعي". وأضاف: "أعتقد ان الجمهور العراقي سيصوّت لها بكثافة، منهم من سيصوّت لجمالها ومنهم ستأخده الغيرة العراقية ومنهم حبًا بصوتها، وكذلك سيصوّت الأكراد بكثرة لها لانحيازهم لها كمواطنة كردية".
أما الاعلامي نبيل وادي فقال: "لها شخصية آسرة وما يحفى بها من ابتهاج بوصول فتاة كردية للمرّة الأولى إلى البرنامج، وهي عوامل تضاف إلى صوتها الطريّ المهذّب الذي ساعدها في الحصول على هذا الإهتمام الكبير، ولكني أخشى من حبائل السياسةأان تدخل الى الموضوع فتجرّ الشابة الى مناطق لم تحسب لها حسابًا ولم تفكر بها جدّيًا".
سرور ماجد ورأي مغاير أمّا الملحّن، سرور ماجد، فقد اعترف بأنه لم يستمع لها بشكل كبير وجيّد، ورأى أن اللجنة تعاطفت معها كثيرًا، وعند سؤالنا له عن توقعاته بشأن التصويت لها، فقال ممازحًا: "من الأكيد أن الجمهور سيصوّت لأن عدد الشعب الكردستاني كبير ومتمكّن مادياً ولا يهمّه الرصيد، لكن لو كان الأمر يعنيني لا أصوّت لها لأن إمكانيتها بسيطة، بينما المتسابق السوري عبد الكريم حمدان أجدر منها بالفوز، ولو غنى لغير صباح فخري لتوضّحت إمكانياته الصوتية لأن غناء صباح فخري محفوظ عن ظهر قلب للمطربين.
والحقيقة أني توقفت عن متابعة البرنامج لأني أرى ان اللجنة غير مؤهّلة لتقييم المتسابقين، بدا التقييم مرهونًا بمزاجهم وعواطفهم ولم يتم بطريقة علمية، وأكثر من أزعجني في اللجنة الفنانة أحلام". دعوة للتصويت لها من جهة أخرى، كان الجمهور العراقي يتابعها باهتمام ويؤكّد حضورها الجميل من خلال صوتها المعبّر، فقال علي سعد طالب جامعي: "بالفعل كانت هذه الشابة موهبة ومتميّزة في البرنامج على الرغم من أنها تغني باللغة الكردية، لكن صوتها سحرنا، وشخصيًا أعتز بها لإنتمائها للعراق ولاتزانها ولحضورها القوي المؤثر، وأتمنى أن يصوّت لها العراقيون بمختلف شرائحهم لأنها تمثل بلدهم".
أما سناء سالم طالبة جامعية، فقالت: "أحببتها منذ الحلقة الأولى لعفويتها وصوتها الساحر، صحيح هي كردية لكنها عراقية، ولا نندهش إذا وجدناها لا تتكلم العربية فربما المعاناة السابقة تركت صعوباتها عليها، أنا أدعو للتصويت لها والوقوف إلى جانبها، لأنها دليل على جمال العراق". أما فاضل حسين فقال: "لابد أن نشجّع برواس لأنها تمثل كل العراق وهي تستحقّ ذلك كونها تملك مواصفات جميلة نفتقدها في الغناء العراقي الذي هو الآن بلا اصوات نسائية حقيقية، أنا سأصوّت لها ليس لأنها كردية فقط بل لأنها عراقية وصوت جميل ومميّز بين الأصوات العربية الأخرى".
رائعة وملاحظات أخرى أمّا عبر الفيس بوك فقد جاءت العديد من التعليقات التي تشير إلى هذه الشابة بكلمات جميلة، اخترنا منها إثنين: دوّن الكاتب إياد الزاملي: "أنا استمع إلى برواس، هذه العراقية الكردية الجميلة أخذني صوتها وكأنني في جنة خلد إسمها العراق. من الخراب، من الرماد، من بؤس السياسيين ووجوهم المكفهرة الكالحة تخرج لنا برواس لتقول لنا العراق جميل، جميل بشماله وجنوبه ووسطه وغربه، جميل بكل شيء.
أترككم مع ببرواس التي ستعيد إلى العراق جماله ورونقه، عراق الحب والثقافة والفن والجمال. كلنا يجب أن نقف مع برواس هي ليست كردية فحسب بل عراقية بنت الرافدين.
لك مني يا برواس تحية حب وإعجاب فقد شرّفت العراق كما شرفت أهل قومك".
أما الكاتب أحمد سعداوي فكتب: "الرائعة والخلّابة برواس حسين الكردية العراقية المشاركة في آراب آيدول صوت ملؤه الإحساس".
ولا بأس بالملاحظات التالية: ستتحوّل برواس من خلال هذا البرنامج، حتى وإن لم تحصل على اللقب الى نجمة غنائية، ولكنها لن تكون نجمة غناء عربي وانما كردي، فهي بالكاد غنت الأغنيات العربية بإجادة متوسطة، بينما حلّقت بالأغنيات الكردية إلى حدّ أثارت إضطراب لجنة التحكيم وجعلتهم يبالغون في ردّة فعلهم. وهذا مثل نوعاً من الخرق لقاعدة "آراب آيدول"، وسيظل خرقاً الى النهاية برغم من استمتاعنا به.
في كل الفواصل الإعلانية والدعائية التي تدعو بها برواس جمهورها للتصويت لها على رقم 6 لم تذكر أنها عراقية، ولم تقل أنها من كردستان العراق.
كانت تكتفي إما بكردستان أو تتجاهل موضوع البلد كلّه منعاً للحرج ربما. بينما ظلت المطربة احلام تهتف أن برواس من العراق من بابل الجنائن المعلّقة، وبرأيي أن وجود برواس أخذ جانباً من الإضطراب العراقي السياسي والثقافي، ونقله الى فضاء برنامج عربي لديه أفكار مسبقة عن هوية العراق.
جزء من الاضطراب العراقي هو أن كردستان، من خلال برواس وما هو أبعد، راغبة على ما يبدو، بالإنفتاح على العالم العربي، فلا مشكلة لها معه، مشكلتها هي مع "عرب العراق" وليس مع "عرب آيدول".