"قائمة بأسماء عملاء الموساد".. الحقيقة الكاملة..
تاريخ النشر: 16/04/13 | 13:10لا يخفى على أحد أحداث مثيرة جرت مؤخراً رافقها تغطية إعلامية واسعة ولاقت إهتمام وسائل الإعلام العربية والعبرية في البلاد، وهي الحملة الإلكترونية التي شنتها مجموعة من النشطاء الفلسطينيين حول العالم وعدد من المناصرين لقضايا الشعب الفلسطيني في أرجاء متفرقة من العالم، وقد نجحت هذه الحملة في التشويش على عمل الشبكات الإسرائيلية، وبشكل خاص أدت إلى قطع الإتصال بين إسرائيل والعالم عبر الإنترنت وذلك لأن إسرائيل قررت في هذا اليوم منع أغلبية الإتصالات القادمة من الخارج (خرج الدولة) كإجراء إحتياطي قد يؤدي إلى خسارة مادية معينة، ولكنه سيضمن عدم وقوع إسرائيل بمطب قد يكون محرج في حال تم إختراق موقع أمني أو إقتصادي هام بالدولة، فكان خيار فصل إسرائيل عن العالم لمدة يوم هو الخيار الأقل ضراراً لإسرائيل.
وخلال الأيام الماضية تناقلت وسائل الإعلام المختلفة الكثير من التحليلات والتقديرات في محاولة لإستقصاء مدى الضرر الذي نجم من جراء هذه الهجمة التي يمكن تسميتها بالشرسة على بعض المراكز الإلكترونية الهامة بالدولة، ولكن المفاجأة الحقيقية كانت عندما قامت إحدى فرق المجموعات المهاجمة (من الهاكرز) بالإعلان عن نجاحها بإختراق موقع الموساد وسحب أكثر من 34 ألف إسم من قاعدة بيانات الموساد لما يفترض أن يكون أسماء لعملاء موساد حول العالم. في الحقيقة هذا الخبر "من العيار الثقيل" ومن المؤكد بأن أمر من هذا النوع سيكون بمثابة ضربة نوعية للموساد سيدخل دولة إسرائيل في حرج وبلبلة كبيريين وقد يؤدي إلى فضح العديد من الأحداث التي جرت أو تجري تحت إشراف أو تدخل الموساد.
للصراحة أقول لكم، بأن هذا الخبر أثار إهتمامي وفضولي إلى حد كبير، وخلال تجوالي بالشبكة العنكبوتية (الإنترنت) وقع بين يدي "الملف" الذي يفترض أن يحتوي على قائمة بأسماء عملاء الموساد المفترضين، وهو ملف كبير إلى حد ما ويصل عدد الأسماء به إلى أكثر من 34 ألف إسم، ولكن خلال معاينتي للملف ومروري السريع على القوائم تأكد لي بأن هذا الملف لا يمكن أن يكون ملف مأخوذ من موقع أمني ولا حتى من قسم شرطة. وذلك لعدة مميزات تتعلق بالملف، منها: (وأنا هنا لا أكشف سراً فهذه معلومات متداولة تعرفها كل دول العالم)
-
أن الملف يحتوي على تفاصيل عامة هي أقرب لما يكون عنوان للمراسلة البريدية لا أكثر، وهي تفاصيل متوفرة للعديد من المؤسسات مثل شركة الكهرباء، شركة بيزك، شركات الخليوي وغيرها… ولكن أيضاً هذه القوائم ليست مأخوذة من هذه الشركات الهامة لأنها تفتقد للكثير من التفاصيل الهامة الموجودة لدى هذه الشركات.
-
ثانياً، إن مؤسسة مثل الموساد تمتلك عملاء موزعين حول العالم، وتقريباً هم موجودون في أغلبية دول العالم، وهم يقومون بعملهم من مواقعهم المختلفة هناك، وهذه القائمة كلها لأسماء أشخاص إسرائليين (عرب ويهود) ويمتلكون عناوين سكن ثابتة في إسرائيل، فالموساد لا يقوم بإرسال المجموعات الإستخباراتية مباشرة من إسرائيل لتنفيذ أعمال تخص الموساد.
-
طريقة عمل الموساد بشكل عام تتم بالإعتماد على عملاء محليين في كل دولة، أو تجميع "فرق عمل" تأتي من مناطق متفرقة من العالم في ذات الوقت، وتلتقي لتنفيذ هدف محدد، ويكون لكل مجموعة دور خاص بها ولكن دون الحاجة أن تقوم هذه الفرق بالإتصال المباشر بينها خلال تنفيذ المهمة. وبعد تنفيذ مهمتها تقوم هذه الفرق بالعودة بلا تزامن (ليس دفعة واحدة) كل يعود للمكان الذي جاء منه أو لنقطة عبور مؤقته ومنها يعود لموطنه الأصلي.
-
أبرز ما يميز الموساد هو أنه لا يستعمل أسماء ولا عناوين حقيقية لعملاءه، فكل من يعمل بالموساد يتم منحه إسم جديد يعمل به، وكذلك تنوع الجنسيات الذي يصعب عملية التعقب أو إيجاد الخيوط التي تربط بين الأشخاص (العملاء) خلال تواجدهم بالمكان المستهدف.
-
إذاً، إن قائمة بأسماء لعملاء الموساد حول العالم يجب أن تضم أسماء أشخاص من جميع دول العالم، ومن ضمنها الدول العربية، وكما وقائمة لعملاء الموساد يجب أن تتوفر بها تفاصيل معينة عن "العميل"، مثل الوحدة التي يعمل بها، رتبته بالمؤسسة، المجموعة التي يعمل معها، الأسماء التي يستخدمها، تفاصيل الإتصال والمقابلة خارج الدولة، فكما هو معلوم أغلبية عملاء الموساد الموجودين بالعالم لا يزورون دولة إسرائيل بشكل عام ولا يترددون عليها، وذلك لقطع أدنى طرف خيط قد يؤدي لكشف حقيقة عملهم مع الموساد.
-
أن إختصاص عمل الموساد هو في الامور الإستخباراتية الخارجية (خارج الدولة)، أي في الدول العدوة و/أو الصديقة، ولا يوجد للموساد أي عمل أمني على الأراضي الإسرائيلية (بشكل عام)، لأن المخول في العمل داخل الدولة هي أذرع مؤسسة الأمن العام (الشاباك). لذا، لا يحتاج الموساد إلى هذا العدد الهائل (34 ألف شخص) للعمل داخل الدولة.
-
من ضمن الأسماء الموجودة بالقائمة أسماء لأطفال، شباب صغار السن وأسماء لمحلات تجارية ومصالح عامة لا يمكن أن تكون طرف في أي عمل أمني داخل أو خارج الدولة.
-
لقد قامت المجموعة التي نشرت القائمة (مجموعة سيكتور 707) بنفسها بالتصريح بأن هذه القائمة ليست إلا أسماء زبائن من موقع تسوق إسرائيلي، وطلبت الإعتذار ممن أدرجت أسمائهم بالقائمة.
لقد صادفت بالقائمة أسماء لشخصيات معروفة ومعلومة ولا يمكن لأحد أن يقبل أن هؤلاء الأشخاص لهم علاقة ما بالموساد أو غيره من الأجهزة الأمنية. ولقد أحببت كتابة هذه السطور لما تمليه علينا أمانة الشهادة بالحق وذلك لأن عدد كبير من الناس قد تنطلي عليه هذه الكذبة الأمر الذي قد يشوه سمعة اناس عاديين لا جرم لهم ولا ذنب إلا أن مجموعة من قراصنة الحاسوب (الهكرز) قرروا أن يضعوهم في قائمة تحمل إسم عملاء للموساد، ولو أن هناك شك بنسبة واحد بالمئة بأن هذه القائمة تعود لعملاء بالموساد لما كتبت هذا المقال، لا بل على العكس، ربما كنا طلبنا من عامة الناس توخي الحيطة والحذر من هؤلاء إحتياطاً. ولكن، هي كما قلت سابقاً قائمة لزبائن تم سحبها من موقع تجاري (مشتريات) موجود على الإنترنت، وهذا الملف لا يحمل أي قيمة أمنية ولا غيرها.
مشكور للتنبيه, واضيف ايضا ان ارقام الهواتف في الملف قديمه جدا. “ان بعض الظن اثم”