“صوت غزة” كتاب يكشف للعالم وقائع عدوان ٢٠١٤ وتفاعلاته
تاريخ النشر: 14/08/15 | 7:29“صوت غزة” لا يمكن خنقه، حتى بعد سنة من أطول عدوان حربي إسرائيلي على القطاع الضيق المكتظ باللاجئين الفلسطينيين. هذا ما تؤكده روح الكتاب الجديد الصادر في الولايات المتحدة تحت عنوان “صوت غزة” أو (Gaza unsilenced) الذي حرره كل من رفعت العرعير وليلى الحداد.
ويتضمن الكتاب الذي نشرته دار “جَسْت وورلد بوكس” في فيرجينيا الأمريكية، مساهمات لكل من رفعت العرعير، وليلى الحداد، وعلي أبو نعمة، ورمزي بارود، وديانا بوطو، وجوناثان كوك، وبلال دبور، وريتشارد فولك، وكريس هدجيز، وحاتم كناعنة، ورشيد الخالدي، وإيمان محمد.
ويجسِّد هذا العمل الواقع في أكثر من ثلاثمائة صفحة الحركة التوثيقية المتصاعدة لفصول العدوان الحربي الإسرائيلي على قطاع غزة. ويتميّز الكتاب بأنه يستحضر السياق التاريخي للحدث منذ نشاط العصابات الصهيونية المسلحة واعتداءاتها الدموية على الفلسطينيين قبيل نكبة ١٩٤٨.
وتتوزع مواد الكتاب على أكثر من ستين مقالة وقطعة فنية من كتاب مرموقين، أغلبهم فلسطينيون، وقد جاءت النصوص في ستة فصول ومقدمة وخاتمة.
ويبتدئ الكتاب بمقدمة مطولة تستعرض مسار الاعتداءات والانتهاكات وتطورات الأحداث التي سبقت عدوان صيف ٢٠١٤.
ثم يأتي الفصل الأول مخصصاً لاستهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي البشر فرادى وجماعات، وتعمده استهداف الأطفال والأسر لإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا والجرحى. ويتيح هذا الفصل للقراء حول العالم اكتشاف بعض الوجوه والأسماء القابعة خلف إحصاءات الشهداء من خلال تناول قصص بعضهم.
ويتجه الفصل الثاني بعد ذلك إلى تسليط الضوء على السياسة الإسرائيلية في تدمير البنية التحتية ومرافق الحياة المدنية الفلسطينية، من مدارس وجامعات ومصانع وحقول زراعية وغيرها، وهو ما ينعكس على الواقع اليومي للفلسطينيين في الجوانب كافة.
ثم يرصد الفصل الثالث ردود الفعل التي أبداها الشعب الفلسطيني في شتى مواقع انتشاره.
أما الفصل الرابع فيستعرض الأصداء العالمية والتفاعل المندد بالعدوان الإسرائيلي على غزة، بينما يتناول الفصل الخامس الردود الإبداعية على العدوان التي تخللت استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والرسوم والشعر والتصاميم للتعريف بجرائم الحرب.
ثم يسلِّط الفصل السادس الأضواء على مرحلة ما بعد العدوان الحربي من خلال استعراض الوقائع على مدى سنة شهدت استمرار الحصار ومنع إعادة الإعمار وسياسات الخنق الشامل المفروضة على قطاع غزة.
ومِثل غلافه الذي يصوِّر وجه طفلة غزية شوّهها القصف، فإنّ مضامين كتاب “صوت غزة” مؤثرة للغاية، رغم وفرة السرد وحشد الشواهد والوقائع فيها، وتتجسّد العاطفة شاخصة أمام عيون القارئ في نص الإهداء التي صدّر بها رفعت العرعير وليلى الحداد هذا الكتاب، فهو للشهاء الذين مضوا والأحياء الذين بقوا وللأطفال الذين لم يُولدوا بعد وهو أيضاً إهداء إلى الجريء وإلى الشجاع وإلى الإنسان.