من آداب النصيحة
تاريخ النشر: 10/08/15 | 18:21ياسيدي عندنا خطيب كثير اللحن فهل يجوز انتقاده وبيان خطئه بين الناس حتى أن اللحن يفسد المعنى في بعض المواضع؟
أخي الكريم؛ مما لاشك فيه أنَّ السؤال مرتبط بالنصح, لكنْ للنصح شروطٌ أهمُّها عدمُ التشفي بالتشهير, وعدمُ التنقيص من الشخص في التحذير ما يؤول بالناصح إلى القصد المذموم المنهي عنه, وعليه فأقول:
أولاً؛ ننصحه منفرداً. ثانياً؛ نتأدب في النصح بعدم الاستخفاف أو الاحتقار. ثالثاً؛ نلفت نظره إلى المسائل بنهضة الوجدان خطاباً لمؤمن يعمل من أجْلِ الله تعالى فهو يخافه ويخشاه ولا يرجو سوى عفوه, عالماً أنَّ حكمَ الله تعالى الذي يَبُثُّه بين الناس, أو الدليلَ من آية أو حديث أمانةٌ ستُحمل عنه والتبعة عليه. رابعاً؛ رفعُ الشكوى إلى أصحاب القرار في حالَ إبائِه, أو اليقينِ بعدم الأهلية. خامساً؛ التحذيرُ من أخطائه الشرعية إنْ أصرَّ على الخطأ, فإن رجع وصحَّح فَبِها ونِعْمَتْ, وإلا فلابد من الحزم. وخُلاصة القول؛ فالمدار في الأمر على النصح الخالص الذي يُراد به وجهُ الله تعالى لا شهوةُ النفس التي كثيراً ما تدفعُ المرءَ صاحبَ الحق إلى التعسُّف في استعمال الحق. وعليه؛ فاحرص على أنْ يكون العملُ خالصاً سليماً من الغايات والحظوظ الشخصية تَنجُ من مَغِبَّةِ الآثام الظاهرة والخفية. وفقك الله تعالى ورعاك وسدَّد خطاك ولا تنس أن تخصني بصالح دعواتك.