إرتفاع وفيات الرضع بغزة لأول مرة منذ 50 عام

قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، التابعة للأمم المتحدة، إن الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، المفروض منذ عام 2007، تسبب بارتفاع نسبة الوفيات في صفوف الرضع للمرة الأولى منذ خمسين عاما.

وقال سامي مشعشع، الناطق الإعلامي باسم “أونروا”، إن دراسة أعدها برنامج الصحة في الوكالة، كشفت عن ارتفاع نسبة وفيات الرضع في قطاع غزة للمرة الأولى منذ خمسين عاما.

وأضاف مشعشع،، إن الدراسة كشفت عن تزايد ملحوظ خلال السنوات الأخيرة في نسبة وفيات الأطفال الرضع في قطاع غزة.

وتقول الدراسة الأممية اليوم الاثنين إنه في 1960 كان يموت 127 طفلا في غزة قبل إنهاء عامهم الأول من أصل كل ألف مولود، وفي 2008 تراجع هذا العدد إلى 20.2 رضيعا من كل ألف.

غير أن آخر إحصاء قامت به وكالة الأونروا في 2013 كشف أن نسبة الوفيات في صفوف الأطفال الرضع ارتفعت إلى 22.4 رضيعا، كما ارتفع عدد الرضع الذين يموتون قبل أسبوعهم الرابع من 12 لكل ألف في 2008 إلى 20.3 لكل ألف في 2013، بحسب آخر بيانات الوكالة التي تقوم بإحصاء كل خمس سنوات.

ونقلت الدراسة على لسان اكيهيرو سايتا مدير برنامج الصحة في وكالة “أونروا” أن “نسبة وفيات الرضع هي أحد أفضل المؤشرات الصحية لكل شعب”، وتابع :”من الصعب تحديد الأسباب الدقيقة لوفاة رضع لكني أخشي أنها تندرج في إطار ظاهرة أوسع في قطاع غزة”.

وأضاف:” التقدم في مستوى تحسن وفيات الأطفال عند الولادة لا يشهد عادة أي تراجع، كما أن هذا التراجع المسجل يبدو غير مسبوق”، مؤكدا أن “الأمثلة الوحيدة الأخرى التي تحضرني هي لدول أفريقية شهدت وباء الإيدز”.

وأعربت “أونروا” عن “قلقها البالغ من التأثير البعيد الأمد للحصار الإسرائيلي على البنى التحتية الصحية، والتزود بالأدوية والمعدات الطبية في غزة”.

ويشكل عدد الأطفال في قطاع غزة دون سن 14 عاما 45% من عدد السكان، وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني (حكومي).

ويقول أشرف القدرة، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة بغزة، إن الحصار الإسرائيلي خلف آثارا صحية كارثية على سكان قطاع غزة، وفي مقدمتهم الأطفال.

وأضاف القدرة لوكالة الأناضول، إنّ الحرب الإسرائيلية الأخيرة تسببت بمقتل 578 طفلا (أعمارهم من شهر إلى 16 عاما).

وأكد القدرة، أن الحصار المستمر للعام التاسع على التوالي، وما خلفته الحروب الإسرائيلية الثلاث في ست سنوات أدى إلى تدمير المقومات الصحية، وخلف الكثير من الأمراض.

وتابع:” الإحصائيات والأرقام الصادمة تتكشف يوما بعد آخر، وهناك مأساة تزداد في كل ساعة مع تردي الأوضاع الصحية”.