الأردن ينجرّ أكثر فأكثر نحو الصراع السّوري
تاريخ النشر: 18/04/13 | 8:40يرى محللون ان الاردن ينجر اكثر فاكثر الى الصراع السوري مع تحذيرات سورية من امتداد الحرب الى المملكة، فيما يتوجه افراد من القوات الاميركية الى عمان لاحتمال التدخل لتامين مخزون الاسلحة الكيميائية في سوريا.
وحذر محللون اردنيون من مواجهات "وشيكة" عقب اعلان الولايات المتحدة تعزيز وجودها العسكري في المملكة لتدريب الجيش الاردني واحتمال التدخل لتامين مخزون الاسلحة الكيميائية في سوريا.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي لبيب قمحاوي لوكالة فرانس برس انه "من الواضح ان الاردن حسم امره ويسير باتجاه التعاون مع النوايا العسكرية والهجومية على سوريا".
واضاف ان "التدخل العسكري الاميركي في سوريا بات بحكم المؤكد، وهذا التصعيد هو في اتجاه تدخل عسكري وشيك".
ورأى قمحاوي ان "هناك تصعيدا يأخذ الآن الصفة العلنية. فالمملكة كانت منذ بداية الأزمة في سوريا تحاول ان تتعاطى معها بهدوء، لكن هذه السياسة انتقلت الى تصعيد علني وتوجه نحو الصدام".
واشار الى ان الاردن الذي يعاني مأزقا اقتصاديا "خضع بعد ضغوط كبيرة مورست عليه منذ فترة طويلة. نحن وضعنا في مأزق بحيث اصبح الشعب الاردني مهدد في قوت يومه. الاقتصاد هو وسيلة الاخضاع الاهم والاقوى".
واعلنت واشنطن الاربعاء انها ستعزز وجودها العسكري في الاردن لتدريب جيش الاردن واحتمال التدخل لتامين مخزون الاسلحة الكيميائية في سوريا التي تشهد قتالا منذ اكثر من عامين بين الجيش والمعارضة المسلحة الساعية لاسقاط نظام الرئيس بشار الاسد.
ونشرت الولايات المتحدة بالفعل في تشرين الاول/اكتوبر الماضي نحو 150 من جنود القوات الخاصة في الاردن في اطار هذه المهمة.
واوضحت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) ان الجنود الاميركيين سيساعدون خصوصا في "اقامة قيادة عامة" لادارة العمليات المتعلقة بسوريا.
من جانبه، قال وزير الدولة لشؤون الاعلام وزير الشؤون السياسية والبرلمانية الناطق الرسمي باسم الحكومة الاردنية محمد المومني لفرانس برس ان "ارسال افراد من القوات الاميركية للاردن يأتي ضمن التعاون المشترك بين القوات المسلحة الاردنية والجيش الاميركي".
واضاف ان "هناك تعاونا وتنسيقا مستمرا بين الجانبين خاصة في المجالات العسكرية بهدف تعزيز القدرات التدريبية والدفاعية للقوات المسلحة الاردنية في ضوء استمرار تدهور الاوضاع في سوريا".
واشار الى ان "هناك اتصالات بين المسؤولين في البلدين بخصوص ارسال 200 جندي اميركي ضمن هذا التعاون والتنسيق المستمر".
من جهته رأى عريب رنتاوي مدير مركز القدس للدراسات السياسية، ان "الاردن يقترب أكثر فأكثر من النار السورية".
وقال لفرانس برس ان "هناك تقارير صحافية واعلامية غربية تؤكد سماح الاردن بدخول مقاتلين ودخول سلاح وبالامس الرئيس الاسد تحدث عن آلاف المقاتلين الذين عبروا الحدود الاردنية السورية بسلاحهم، والحكومة تنكر هذه المعطيات".
واضاف "من الواضح ان هناك تغيرا في الموقف الاردني في هذا المجال استدعى ردة فعل سورية غاضبة ومحذرة ان لم تكن مهددة بشكل او آخر".
وحذر الاسد من امتداد الحرب المستمرة في سوريا منذ اكثر من سنتين الى الاردن، وذلك في مقابلة استمرت ساعة بثت مساء الاربعاء عبر قناة "الاخبارية" السورية.
وقال ان "الحريق لا يتوقف عند حدودنا، والكل يعلم ان الاردن معرض كما هي سوريا معرضة له". واعتبر الرنتاوي ان "الاردن يتعرض لضغوط نجح في مقاومتها لاكثر من عامين لان انخراطه اكثر في الازمة السورية ميدانيا لن يكون لصالحه خصوصا في ظل معطيات تشير الى ان الازمة السورية لن تشهد حلا قريبا".
واكد ان "سياسة الحذر والنأي بالنفس التي اتبعها كانت سياسة صائبة رغم كلفتها العالية والضغوط القطرية السعودية المالية والاقتصادية".
لكنه رأى ان "الاردن اخترق خطوط الحذر والتحفظ لأكثر بسبب الضغوط الاقتصادية والخشية من تحول مناطق جنوب سوريا لملاذات آمنة للجهاديين".
واشار الى ان "الادارة الاميركية حذرة في موضوع التدخل العسكري في سوريا، وحتى الآن الاجراءات احترازية لا اكثر".
الا ان الاردن الذي يستضيف نحو نصف مليون لاجئ سوري، اكد الخميس موقفه "الثابت" الرافض لأي تدخل عسكري في سوريا والمؤيد لحل سياسي للازمة.
وقال المومني لفرانس برس ان "موقف المملكة مما يجري في سوريا لم يتغير وهو ثابت ضد اي تدخل عسكري ويدعو لحل سياسي شامل يوقف دوامة العنف والدم هناك".
من جهة اخرى، اعتبر المحلل العسكري اللواء المتقاعد مأمون ابو نوار ان تعزيز القوات الاميركية في الاردن يستفز النظام السوري.
وقال ابو نوار لفرانس برس ان "حشد قوات اميركية في الاردن والتحضير لعمل عسكري من الطبيعي ان يدفع النظام السوري الى ضربات وقائية، ومن المحتمل بشكل كبير ان يستخدم اسلحة كيماوية".
واعتبر ان "الاردن اضطر لذلك نتيجة ضغوط ابرزها الضغوط الاقتصادية من قبل السعودية وقطر ليكون له دور اكثر انحيازا بعد ان كان ينأى بنفسه ويحرص على عدم التدخل في الشأن الداخلي السوري".
واضاف ان "السياسة المعلنة لازالت عدم التدخل بالشأن السوري لكن السياسة الحقيقية باتت مختلفة فالمملكة بدأت التجاوب مع الضغوط نتيجة لاعتبارات كثيرة".
وحذر الرئيس الاميركي باراك اوباما غير مرة دمشق من استخدام اي اسلحة كيميائية ملمحا الى ان استخدام هذه الاسلحة او ووقوعها بأيدي مجموعات مسلحة قد يدفع الى تدخل عسكري اميركي.
الا ان ابو نوار رأى ان "الولايات المتحدة غير مستعدة لتدخل عسكري واسع كون القوات الاميركية انهكت في افغانستان وفي العراق، والشرق الاوسط لا يحتمل حربا جديدة".