الإعتداء على حراس الأقصى هو إعتداء على الأقصى

تاريخ النشر: 12/08/15 | 19:52

شهدت الأحداث الأخيرة وخصوصاً بعد انتهاء شهر رمضان المبارك، تصاعداً في حدة الاعتداءات على المسجد الاقصى المبارك من طرف الاحتلال الاسرائيلي وقواته العسكرية، وبدأت الأحداث في تصعيد متواصل ومستمر من أجل فرض واقع جديد على المسجد الأقصى المبارك بقوة الحديد والنار.
ورافق ذلك كله نشر أخبار في الصحافة العبرية حول تفاهمات أو اتفاق مع المملكة الاردنية الهاشمية حول السماح لليهود باقتحام المسجد الأقصى المبارك بما فيها المصليات المسقوفة (المسجد القبلي، قبة الصخرة والمسجد المرواني).
تمثل هذا التصعيد على وجه الخصوص بتكثيف الاقتحامات الى باحات المسجد الأقصى المبارك ومحاولة فرض تواجد طبيعي للمستوطنين. محاولة رفع العلم الاسرائيلي على يد الصهيوني الفرنسي والمدرب على فنون قتالية متقدمة، وبعد أن قام بالاعتداء على حراس وموظفي المسجد الأقصى، تدل بما لا يدع مجال للشك أن هذا عمل عدائي واستفزاز لمشاعر المسلمين، وتقف خلفه أجهزه الاحتلال وبالتنسيق التام مع شرطتها، لأن اقتحام المستوطنين والسياحة التهويدية من باب المغاربة لا تتم الا بعد تفتيش دقيق جداً – حسب زعم الاحتلال -على كل ما يثير الشغب داخل باحات المسجد الاقصى المبارك.
وكانت هذه الفعلة الشنيعة بداية لتصعيد جديد وخطير داخل المسجد الأقصى المبارك في الحرب على المشهد العام للأقصى وباحاته، ولولا يقظة حراس وموظفي الأقصى الأبطال لخسر العالم الاسلامي نقاط في الحرب على المشهد العام للمسجد. أما تصريح القنصلية الفرنسية بأن ما قام به هذه المعتوه هو شيء طبيعي، يجب أن نتوقف جميعاً عنده لأنه يعتبر تدخلاً سافراً في المسجد الأقصى المبارك ودعم لجريمة الاحتلال وجرائمه المستمرة ومؤشر خطير على ما ينتظر المسجد الاقصى المبارك في المستقبل القريب.
الاعتداء على حراس المسجد الأقصى المبارك والذين هم موظفين رسميين تابعين لدائرة الأوقاف الأردنية، يعتبر اعتداء على دائرة الاوقاف وعلى السيادة أو الولاية الأردنية الهاشمية، وهو عرقلة لعملهم ومنعهم من القيام بعملهم بالشكل المطلوب، ولا نتردد في القول أن ما قام به الحراس هو دورهم الطبيعي والمطلوب حسب المهمة التي أوكلت لهم وهو عمل بطولي يجب أن يكافؤوا عليه.
وفي المقابل يحق لنا أن نتساءل ما معنى أن يترك الحراس بلا راعي وبلا متابعة لا في الاعتقال في محطة الشرطة ولا في المرافعة في المحاكم؟! والذين قاموا بمهمة الدفاع والمرافعة عن الحراس هم محامو مؤسسه قدسنا لحقوق الانسان ومؤسسة الضمير.
ثم إن الأمر تطور وبدأت الاعتداءات على الحراس تتواصل وقامت قوات الاحتلال برش الغازات السامة والمؤذية عليهم حتى أن غاز الفلفل أصاب رئيس الحرس في المسجد الأقصى، (أحداث يوم ١٠/٨/٢٠١٥).
إزاء كل هذه الاعتداءات على حراس المسجد الأقصى المبارك وعلى موظفي الاوقاف كنا نتوقع إغلاق باب المغاربة أمام الاقتحامات وتوجيه رسالة قوية للاحتلال مفادها أن المس بالحراس هو مس بالسيادة الاردنية واعتداء سافر على المسجد، وهو غير مقبول بأي حال من الأحوال، ولأنه غير ذلك يبقى الاحتلال يشعر وكأن الامور طبيعية وأن الاعتداء على حارس المسجد الاقصى المبارك شيء طبيعي وكأن شيئاً لم يحدث، ولأنه لم توجه له أي رسالة لمسنا أن الاعتداءات على الحراس ما زالت مستمرة حتى هذه اللحظات.
ثم ان الاحتلال يريد ان يُحَوِل حراس المسجد الأقصى الى موظفين لا قيمة ولا وزن لهم وهو يريد أن يفرغ دورهم من أي مضمون ويريد أن يحولهم الى حراس بالاسم دون أن يكون لهم أي تأثير على الأحداث، بمعنى أخر يريد أن يخرجهم من دائرة الأحداث في المسجد الأقصى المبارك ويبقيهم حراس شكلاً لا مضموناً.
إن تحرك الحراس داخل المسجد الأقصى هو تحرك مبارك وهم يقومون بدورهم المطلوب منهم بصفتهم حراس للمسجد، وهم يقومون بهذا الدور ضمن صلاحياتهم التي أوكلت لهم، لأن مهمة حفظ النظام والأمن داخل المسجد الأقصى المبارك وباحاته هي من صلاحياتهم وان منع أي اعتداء على المسجد من طرف المستوطنين او السياح الصهاينة هو أيضاً ضمن صلاحياتهم، وان أي تدخل في عملهم من طرف قوات الاحتلال يعتبر اعتداء عليهم وعلى صلاحياتهم وعرقلة لهم ولسير عملهم الطبيعي.
حراس المسجد الأقصى يقومون بمهمة الدفاع وحراسة المسجد وهم يقومون بذلك رسمياً باسم المملكة الأردنية الهاشمية، ومعنوياً باسم الأمة الاسلامية والعالم العربي والشعب الفلسطيني.
لذا واجب الجميع أن يدعم حراس المسجد الأقصى المبارك ويدعم دورهم والوقوف الى جانبهم والمطالبة بعدم تدخل قوات الاحتلال في عملهم أو عرقلة عملهم لأن الأحداث القريبة ستشهد استهداف لدورهم ولهم شخصياً وسيتم التهديد بإقالتهم من عملهم إذا قاموا بدورهم الصحيح والحقيقي، وما نشر الإشاعات حول إقالة عدد منهم يعتبر توجيه ضربة معنوية لكل الحراس سيعاني منها المسجد الأقصى. فإياكم أن تتركوا هؤلاء الأبطال ليواجهوا الاحتلال وقواته وعنصريته لوحدهم.
أما رسالتنا لكم ايها الحراس الأبطال فإن حراسة وسدانة المسجد الأقصى المبارك في هذه الأيام العصيبة هو شرف ما بعده شرف وكرامة ما بعدها كرامة، وإننا نعلنها بالفم الملآن أن الاعتداء عليكم هو اعتداء على المسجد الاقصى المبارك.

بقلم المحامي خالد رمضان زبارقه -مختص في شؤون القدس والمسجد الأقصى

Untitled-1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة