مسجد حسن بك الشامخ في يافا ..!

تاريخ النشر: 19/04/13 | 3:20

عندما نزور يافا عروس البحر والساحل الفلسطيني، وعاصمة فلسطين الثقافية بدون منازع قبل النكبة الفلسطينية ، نبدأ بتمرير شريط طويل من الذكريات ، ونستعيد كل ما قرأناه وسمعناه وشاهدناه وعرفناه عن هذه المدينة الفلسطينية التاريخية العريقة .. عن امجادها وازقتها واحيائها وشوارعها وآثارها الخالدة ومينائها واسواقها وبيارات برتقالها وصحفها ومجلاتها ومثقفيها وشخصياتها الادبية والفكرية وانديتها الثقافية . بالاضافة الى حي العجمي وبرج الساعة او ساحة الشهداء ، هذا البرج الذي يعود تاريخه للحقبة العثمانية في فلسطين وغيرذلك من اماكن ومعالم محفورة في قلب ذاكرتنا الوطنية وروايتنا الشفوية الفلسطينية .

وفي يافا يوجد العديد من المساجد ، التي تم تحويل بعضها الى محلات تجارية وبيوت للقمار ومنتديات ليلية كجامع السبيل وجامع المحمودية في حي المنشية.

ومن مساجدها الجامع الكبير،وجامع البحر، وجامع الشيخ رسلان ، وجامع الدباغ ، وجامع السكسك، وجامع البركة، وجامع ارشيد، وجامع العجمي، وجامع الجبلية . اما جامع حسن بيك فيعتبر اشهر مساجدها ، وقد صمم هيكله المهندس اسماعيل بك ، واستغرق بناؤه على يد مسلمي يافا حوالي 18 شهراً ، استشهد حوالي 78 شخصاً منهم خلال عملية البناء الشاقة والمضنية ، التي كانت تبدأ مع بزوغ الفجر وتنتهي مع مغيب الشمس ، ومنذ تدشينه كان هدفاً للمنظمات الاستيطانية الصهيونية في فلسطين.

وفي هذه الايام النيسانية الزاخرة بالذكرى الحزينة ، ذكرى الأحداث الفلسطينية الكثيرة ،نستحضر ما جرى لمئذنة مسجد حسن بك في نيسان العام 1983 . ففي وقت كان فيه الوسط الشعبي الفلسطيني يقف مذهولاً تجاه موجة التسمم الجماعي والقنابل الموقوتة في مدارس الضفة الغربية وجامع القزازين في خليل الرحمن ومحاولة اقتحام باحات المسجد الاقصى في القدس الشريف ، واذا بنشرات الاخبار تنبئنا ان مئذنة حسن بك انهارت في الساعة الثالثة من الفجر اثر تقجير مروع دوى صوته في ارجاء يافا والمنطقة .وهكذا انهارت المئذنة ، التي يصل ارتفاعها الى ثمانية امتار تحت جنح الظلام وتحولت الى كومة من الحجارة.

ولم يكن مسجد حسن بك اول بيوت اللـه ، التي تعرضت الى الهدم والاعتداء والتشويه والتخريب من قبل الاوساط اليمينية المتطرفة ، وانما سبقه هدم مسجد الشيخ مؤنس ، الذي اقيم على انقاضه مبنى جامعة تل ابيب ، وكذلك جامع قيسارية الذي تحول الى مطعم وخمارة وغيرهما.

ورداً على هذه العملية الاجرامية الوحشية قام ابناء يافا المسلمين وشعبنا في الداخل الفسطيني باعادة ترميم المسجد واقامة الصلوات فيه .

وفي النهاية يبقى مسجد حسن بك شاهداً على عمق جذورنا الفلسطينية في يافا الممتدة منذ آلاف السنين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة