العمل الطبي الثوري في سوريا تضحيات كبيرة لإنقاذ حياة المدنيين
تاريخ النشر: 14/08/15 | 17:09يعد العملُ الطبي الثوري واحدا من مستلزمات استمرار الثورة السورية التي تدفع كلّ يوم تضحيات كبيرة نتيجة همجية نظام الأسد و استهدافه للمدنيين والعسكريين على حد سواء، كيف تطور هذا العمل خلال سنين الثورة، يلخصه لنا تقرير محمد صلاح الدين من ريف دمشق.
مع مضي أربعة أعوام و أكثر على انطلاقة الثورة السورية لم يعد العمل الطبي في المناطق المحررة يقتصر على إسعاف الجرحى و تقديم الرعاية الأولية لهم، بل بات من الضروري تأمين مؤسسات طبية متكاملة تحل محل المشافي و المستوصفات و عيادات الرعاية التي توقف معظمها عن العمل متأثراً بالحرب التي يشنّها نظام الأسد على الشعب السوري الثائر فعمدت الكوادر الطبية الثورية على إنشاء مراكز طبية و مشافٍ و عيادات رعاية صحية تقدّم خدماتها لسكّان الغوطة الشرقية المحاصرة.
مركز إحياء النفس الطبي في زملكا بالغوطة الشرقيّة بات واحداً من نماذج عديدة انتقلت في عملها من مجرد أن تكون مشاف ميدانية و أصبح مركزاً تخصصيّاً يضم بين جنباته مختلف الاختصاصات الطبية الممكنة، و لعلّ ما يميز هذا المركز أنّه يقدّم الخدمات الطبية المتوفرة بالمجّان لسكّان زملكا و غيرها من مدن و بلدات الغوطة.
تمتاز الثورات دوماً بكونها تجعل من الصعب سهلاً، فبإمكانيات ضعيفة جداً استطاعت الكوادر الطبية في الغوطة الشرقية أن تخلق مناخاً طبيّاً يرقى لمستويات جيدة و تقوم على تخديم مئات الآلاف من السكّان رغم الحصار المفروض على الغوطة و عجز الأمم المتحدة و منظمة الصحة العالمية عن مدّ يد العون للمحاصرين.