قبائل العرب وقبلة الحضارة

من باب الحوار والعمل الاجتماعي وحفاظا على ثوابتنا الأصيلة نخوض واياكم في احد الجوانب وتحولاتها العصرية بعد ان تمسكنا بالجانب السياسي للعائلية وتنازلنا عن جوانبها الاجتماعية والتكافلية الا قليل منها.
فرغم التقدم والنمو السريع والتزايد في الحصول على الشهادات العلمية وتنوع المهن وتعدد الاختصاصات والسعي لاتمام الفرائض الدينية الا ان اثر الجاهلية لا يزول.
يختلف الأمر من بلد لبلد من قرية لقرية و مبنى العائلة بمفهوم القبيلة الحمولة مر ويمر في تحولات اجتماعية ربما تكون مميزة لدى مجتمع عرب الداخل عن غيرها من الدول العربية.
قال تعالى في كتابه العزيز:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) ۞
نبذ الاسلام التعصب العائلي وأسس للتكافل الاجتماعي وقدسية الأسرة والعمل الجماعي.
التكافل الاجتماعي الاقتصادي وسلامة الاسرة وضمان الامن والامان في المجتمع كان من اهم جوانب وحسنات النظام العائلي الحمائلي لكنه تلاشى كثيرا ولم يتمسك الناس في مجتمع عرب الداخل الا بالجانب السياسي ينعكس في الانتخابات للسلطات المحلية بشكل بارز اكثر من الانتخابات للبرلمان الكنيسيت. وكما تكونوا يولى عليكم.
كيف نفسر هذه المفارقة؟ما هو التفسير لهذه المفارقة او التحول السريع؟
احترام كبير السن او شيخ القبيلة والمشورة به كان امرا مهما وضروري في ضبط الامور واليوم نفتقدها ونحن اليها في زمن الانفراد في تصرفات غير مسؤولة في زمن الأنفلات.
هل العائلة هي الفصيلة التي تأويه؟ فهل هذا هو التفسير لبقاء التجمع العائلي سياسيا ومحليا؟
هل انتماء الفرد لمجموعة عائلية تمنحه الشعور بالأمن والقوة؟ ولماذا هو بحاجة لهذا الشعور؟ خوفا من النظام الحاكم
او خوفا من عائلة اخرى او خوفا من اي يكون فردا مواطنا انسانا متواضعا مسالما او ماذا؟ او ربما لا تفسير لذلك الا انه عربي شرقى مخلص لأسوأ عادات اجداده من قبل هدي الرسول العدنان. ربما ذلك.

وفقنا الله جميعا ودمتم بالف خير.
اخوكم المحامي محمد غالب يحيى
ديوان لعداسة / كفر قرع