200 ناشط عربي ويهودي يزور دوما تضامناً
تاريخ النشر: 16/08/15 | 13:00قام وفد ضخم من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والحزب الشيوعي والشبيبة الشيوعية، امس السبت، بزيارة تضامنية الى قرية دوما المنكوبة بحريق عائلة دوابشة، وشارك في الوفد ما يزيد عن 200 ناشط من العرب واليهود من شتى المناطق، وكان في استقبالهم حشد كبير من أهالي القرية، وممثلو الفصائل الفلسطينية، في ساحة المدرسة حيث عقد مهرجان سياسي كبير، شدد فيه الخطباء على خطورة الذروة الجديدة لارهاب المستوطنين المدعوم من حكومتهم، وعلى ضرورة تصعيد النضال الفلسطيني، ونضال قوى السلام الاسرائيلية الحقيقية، من أجل اقتلاع الاحتلال وكافة مستوطناته، وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وبدا الوفد زيارته للقرية بمسيرة من مدخل القرية الى مدرستها، تقدمها سكرتير عام الحزب الشيوعي عادل عامر، وأعضاء الكنيست الجبهويين عايدة توما ودوف حنين ويوسف جبارين، وسكرتير الجبهة الديمقراطية منصور دهامشة، ورئيس لجنة المراقبة المركزية للحزب نكد نكد، ورئيس حركة “ترابط” الشريكة في الجبهة الديمقراطية البروفيسور غادي الغازي، وعدد كبيرة من اعضاء قيادتي الحزب والجبهة قطريا ومن المناطق المختلفة، وأطلقت في المسيرة الهتافات الثورية والكفاحية تظللها الأعلام الفلسطينية والأعلام الحمراء.
وكان في استقبال الوفد في ساحة مدرسة القرية عدد كبير من ممثلي القرية وممثلي الفصائل الفلسطينية، على وقع الأناشيد الوطنية الفلسطينية، ومنها ما كان للشهيد الرضيع ابن القرية علي سعد دوابشة، وكان بين الحاضرين في المهرجان عائلة دوابشة، ووالد الشهيد الفتى المقدسي محمد أبو خضير، والاسير المحرر خضر عدنان.
وعقد مهرجان خطابي، افتتح بالنشيد الوطني الفلسطيني ودقيقة صمت اجلالا لشهيدي القرية الرضيع علي ووالده سعد دوابشة، وشهداء الشعب الفلسطيني.
والقى أمين سر حركة فتح في اقليم نابلس جهاد رمضان، كلمة رحب فيها بوفد الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية، مشددا على هول الجريمة الارهابية التي شهدتها دوما، وقال إنها واحدة من مسلسل جرائم وارهاب لا يتوقف، ويتم تحت رعاية ودعم جيش الاحتلال، الذي يمتنع عن ملاحقة الجناة الارهابيين.
والقى السكرتير العام للحزب الشيوعي عادل عامر، كلمة قال فيها، إن هذا الوفد يأتيكم من الجليل والمثلث والنقب، ولكن ايضا من قلب تل أبيب، فبيننا العشرات من ناشطي السلام، والقوى الحقيقية في مناهضتها للاحتلال وارهابه، وشدد على أن الشعب الفلسطيني لا يمكنه الوقوف مكتوف الأيدي أمام استمرار الاحتلال وسرطان الاستيطان وتصاعد ارهاب المستوطنين، وقال إننا شعب واحد نحمل الهم الواحد، وعلينا تصعيد النضال كل بوسائله المتاحة من أجل كنس الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس المحتلة وعودة اللاجئين.
والقى رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف قال فيها إن استهداف قرية دوما لم يكن صدفة، بل هي تقع ضمن خطين يطمح الاحتلال الى اقتلاع الفلسطينيين منهما على وجه الخصوص، في اطار مخطط استراتيجي، الأول هو خط “ألون” بمعنى افراغ غور الأردن من أهله الفلسطينيين، والثاني مد حزام استيطاني من مدينة كفر قاسم المحاذية للضفة، وصولا الى الغور، يكون حزاما يفصل شمال الضفة عن باقي المناطق. وقال إن هذه البؤر الاستيطانية ليست عشوائية، بل يتم اختيار مواقعها على أساس نقاط جغرافية استراتيجية، لمنع قيام دولة فلسطينية.
وحيا الحضور ممثل الرابطة لشؤون عرب يافا عمر سكسك، معبرا عن استنكاره لهذه الجريمة الارهابية الوحشية، وقال إنه حتى قانون الغاب لا يسري على هذه الجريمة، فالحيوانات المفترسة تقتل حينما تجوع، بينما شرهة الارهاب الصهيونية لا حدود له.
وكانت الكلمة لرئيس حركة ترابط، وعضو قيادة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة غادي الغازي، الذي قال، إن الجيش وعصابات المستوطنين يعملون بتنسيق تام، فالجيش يقتحم المدن الفلسطينية التي لا تستطيع عصابات المستوطنين دخولها، من أجل ارتكاب الجرائم، بينما يرتك القرى الصغيرة لارهاب المستوطنين. وشدد الغازي على أنه لا يمكن أن يكون هدوء واستقرار في المنطقة، طالما أن الضفة وقطاع غزة واقعين تحت حكم أجنبي استبدادي.
والقى سكرتير الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة منصور دهامشة كلمة، قال فيها إن الهم واحد، والألم واحد، فأنتم ونحن في شطري البرتقالة نواجه العنصرية والواحدة والاستبداد الواحد، كل مع ظروفه وواقعه، ولكن هذا لا يمكن أن يضعفنا بل نحن مصرون على النضال حتى اقامة دولة فلسطيني المستقلة، وضمان حق عودة اللاجئين الى وطنه، ليعيش شعبنا بحرية وكرامة في وطنه.
والقى عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي عوفر كسيف كلمة حذر فيها من دعم حكومة التطرف بزعامة بنيامين نتنياهو لارهاب المستوطنين، وقال إن هذه العصابات تشعر أن يدها طليقة في ظل حكومة عنصرية شرسة كهذه.
وقالت النائب عايدة توما في كلمتها، حقا أنا هنا لأنني فلسطينية، ولكن ايضا أنا انسانة شيوعية وهنا بمعية رفاقي من اليهود والعرب، جئنا لنقول أن شركاء في النضال لقلع الاحتلال، ومن حق الشعب الفلسطيني أن يمارس كل وسائل النضال المتاحة بما يفيد ويدفع باقتلاع الاحتلال من دولة فلسطين.
وقال النائب يوسف جبارين في كلمته، إننا من مدرسة القائد الراحل توفيق زياد، صاحب مقولة كأننا عشرون مستحيل في اللد والرملة والجليل، ونحن نقول لأبي الأمين إننا اليوم ايضا عشرون مستحيل في دوما ونابلس ورام الله، وقال إنه لا مناص للشعب الفلسطيني من مواجهة المحتل ومقاومته لطرده والتخلص من ارهابه. وشدد جبارين على ضرورة تكثيف النشاط التضامني مع الأسير محمد علان، الذي يخوض اضرابا عن الطعام من أجل الحرية، ويصارع الخطر على حياته.
والقى الأسير المحرر خضر عدنان صاحب الاضراب البطولي عن الطعام في سجون الاحتلال كلمة، عبر فيه عن تضامنه ووقفه الى جانب الاسير محمد علان، وقال إن علان يصارع اليوم الموت من أجل الحياة بحرية وكرامة، ووجه تحياته للوفد مشددا على أهمية نضالهم من موقعهم، كما وجه تحية خاصة الى النائبين عايدة توما ويوسف جبارين، والى كافة الشخصيات التي وقفت الى جانبه خلال اضرابه عن الطعام في جولتين.
والقى كلمة الفصائل الفلسطينية الرفيق نصر أبو جيش، الذي حيا رفاق الحزب الشيوعي والجبهة، مثمنا دورهم في مواجهة السياسة الاسرائيلية في عقر دارها، وقال إنكم تسيرون على درب الاوائل رفاقنا توفيق طوبي وتوفيق زياد واميل حبيبي واميل توما.
وبعد المهرجان زار الوفد بيتي عائلة دوابشة المحترقين وشاهدوا آثار الجريمة عن كثب.