نقابة التصوير الطبي الفلسطينية تنظم مؤتمرها الرابع
تاريخ النشر: 15/08/15 | 17:07نظمت نقابة التصوير الطبي الفلسطينية مؤتمرها العلمي الرابع بالشراكة مع الجامعة العربية الامريكية وعلى مدار يومين، تحت عنوان “تكنولوجيا التصوير الطبي”، وذلك تحت رعاية رئيس دولة فلسطين محمود عباس “أبو مازن”، بهدف التعرف على أبرز التطورات في مجال التصوير الطبي، ومناقشة الصعوبات التي تواجه المهنة.
شارك في افتتاح المؤتمر، رئيس الجامعة العربية الامريكية الأستاذ الدكتور محمود أبو مويس، وممثل رئيس دولة فلسطين وزير الصحة الدكتور جواد عواد، ونائب محافظ جنين كمال أبو الرب، ومسؤول الملف الصحي في مكتب الرئاسة الدكتور مدحت طه، ونقيب التصوير الطبي الأستاذ منصور غانم.
بحضور مسؤولي اقسام التصوير الطبي في عدد من الجامعات الفلسطينية والمشافي الحكومية والخاصة والعاملين فيها والأكاديميين، ومشاركة رؤساء الأقسام في الجامعات والمشافي في قطاع غزة عبر الفيديو كونفرنس.
وافتتح وزير الصحة الدكتور جواد عواد المؤتمر بكلمة نقل فيها تحيات الرئيس محمود عباس ودولة رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله متمنيا نجاح المؤتمر العلمي، وأعرب عن استعداد وزارة الصحة دراسة التوصيات العلمية التي تخرج عن المؤتمر والاستجابة لما يتجاوب منها مع توصيات منظمة الصحة العالمية من معايير علمية دولية تساهم في خدمة المواطن لتقديم الأفضل من الخدمات الوقائية، وأشاد بموقف منظمة الصحة العالمية لحوض بحر المتوسط المهني العلمي لاستنكارها قانون التغذية القسرية الإسرائيلي بحق الاسرى البواسل.
واكد على العمل الجاد وبكل الإمكانيات المتاحة لمواكبة التقدم العلمي من خلال التوقف عن استخدام التحميض في المستشفيات والاستعاضة عن الالام بالصور المحوسبة لزيادة الرقابة النوعية وتحسين الأداء الفني.
بدوره نقل رئيس الجامعة العربية الأمريكية الأستاذ الدكتور أبو مويس تحيات رئيس مجلس الأمناء الدكتور محمد اشتيه واعضاءه، ورئيس مجلس إدارة الجامعة الدكتور يوسف عصفور وأعضاءه، ، وقدم شرحا وافيا عن مراحل تطوير الجامعة التي أنشئت عام 2000 بفكرة أبناء مدينة جنين وبقرار من الرئيس الرمز الشهيد ياسر عرفات، واكمل المشوار رجال اعمال فلسطينيين أرادوا الخير لأبناء شعبهم في تحويل الفكرة الى حقيقة تطبق على ارض الواقع لتصبح منارة علمية يفتخر بها كل الشعب الفلسطيني، وأوضح ان عدد الطلبة الملتحقين بالجامعة اكثر من 9 الاف طالب ثلثهم من أبناء فلسطين التاريخية.
واكد على أهمية مؤتمر التصوير الطبي والذي يحمل عنوانا مشرقا، مشيرا الى ان الجامعة تولي اهتماما كبيرا بالتخصصات الطبية، مثمنا دور نقابة التصوير الطبي الفلسطينية، وأشاد بدور قسم التصوير الطبي في الجامعة العربية الامريكية متمنيا النجاح للمؤتمر بان يضيف الكثير من المعلومات القيمة يستفيد منها المتخصصين والعلماء والمرضى أيضا.
بدوره أكد نائب محافظ جنين كمال أبو الرب على أهمية هذا المؤتمر الذي يطلع الاخرين على اخر المستجدات الطبية وخاصة في تخصص التصوير الطبي، مشيدا بدور الجامعة العربية الامريكية على المستوى الوطني والتعليمي، مثمنا دور نقابة التصوير الطبي الفلسطينية.
بدوره تطرق نقيب التصوير الطبي الأستاذ منصور غانم الى الإنجازات التي قامت بها النقابة مؤخرا حيث أشار انه تم إنعاش وحدة الاشعة التي كانت مغيبة بشكل كامل، وتوفير كل وسائل الحماية والضرورية للعاملين في هذا القطاع من اجل الوقاية من التعرض المباشر للأشعة، وانهاء ظاهرة أجهزة البورتابل في العيادات وانهاء ظاهرة الممرضات العاملات على أجهزة تصوير الثدي وتعيين فنيات اشعة بدلا منهن، وغير ذلك من الإنجازات، مشيدا بالجامعة العربية الامريكية التي خرجت ثلة من الزملاء في التصوير الطبي متميزين يشار إليهم بالبنان، مؤكدا ان هذا الصرح العلمي اصبح منارة للعلم تعج بالحياة.
بعد الافتتاح قدم المختصون والعلماء اوراقهم البحثية العلمية حيث قدم مدير عام الصحة والرعاية الأولية في وزارة الصحة الفلسطينية الدكتور اسعد رملاوي دراسة بعنوان “سياسات وزارة الصحة والتحديات التي تواجهها”، اكد فيها على ان وزارة الصحة استطاعت السيطرة على كافة الامراض المعدية في فلسطين، مشيرا الى ان فلسطين مثلا خالية من مرض شلل الأطفال حيث ان الوزارة قامت بتوفير طواقم مدربة ومتمرسة قادرين على التغلب على كل الامراض المعدية بالإضافة الى قدرتهم على إعطاء الطعومات المطلوبة، وفيما يتعلق بمجال التصوير الطبي أشار الرملاوي الى ان وزارة الصحة سعت الى توفير الفحوصات الوقائية للكشف عن سرطان الثدي وذلك من خلال توفير جهاز “تصوير الثدي الاشعاعي- ماموجرافي” في المشافي والمراكز الطبية التابعة للوزارة.
اما رئيس جامعة فلسطين الاهلية الأستاذ الدكتور غسان أبو حجلة قدم دراسة بعنوان “التشوهات الخلقية أسبابها وطرق الوقاية”، أشار فيها انه من خلال التثقيف الصحي الاولي للأطباء والمجتمع المحلي يمكن السيطرة والقضاء على الكثير من الامراض وخاصة في التشوهات الخلقية، بالإضافة الى تلافي الكثير من المسببات وبالتالي عدم حدوث هذه التشوهات.
المختص في التصوير الطبي الأستاذ سامر أبو زر من غزة قدم دراسته عبر الفيديو كونفرنس أشار فيها الى مدى التسرب الاشعاعي من غرف الاشعة في بعض المشافي في القطاع الى الغرف المجاورة وخاصة غرف الانتظار، حيث لاحظ من خلال بحثه ان غرف الانتظار في بعض المشافي مشبعة بالإشعاعات مما يؤثر بشكل سلبي على المرضى بالإضافة الى تأثيره على العاملين في مجال التصوير الطبي، متطرقا الى وجود 6 غرف للتصوير الاشعاعي غير مطابقة لمواصفات المقاييس العالمية المتبعة، مطالبا بضرورة مراقبة مراكز الاشعة في غزة وقياس مدى التسريب الاشعاعي وصيانة الواقي الرصاصي لمنع هذا التسرب بالإضافة الى توفير سبل حماية العاملين في قطاع التصوير الطبي.
اما الدكتور ياسر العجارمة من غزة والحاصل على دكتوراه في التصوير الطبي قدم دراسة بعنوان ” مدى ضبط الجودة لجهاز الاشعة في مستشفى ناصر عن طريق مراقبة kvP, mAs, and collimation”، أشار فيها الى ان هذا الجهاز يخرج اشعة اقل من المطلوب وبالتالي يضطر الفني الى إعادة التصوير مرات عدة وهنا يستقبل المريض كمية اشعة عالية، موضحا انه وبعد ضبط الجودة في الجهاز تبين انه يحتاج الى بعض التعديل في المحول الكهربائي الرئيسي، مؤكدا على ضرورة انشاء لجان من وزارة الصحة مسؤولة عن مراقبة الأجهزة ومدى كفاءتها لتقليل كمية الاشعة على المرضى والعاملين في قطاع التصوير الطبي.
الأستاذ المساعد في قسم التصوير الطبي في جامعة القدس الدكتور حسين المصري قدم دراسة حول الدقة في إعادة بناء وتشكيل موصل الجرعة الشعاعية المتوافق مع التصوير الطبقي وتصوير الرنين المغناطيسي لعلاج سرطان الرحم حيث تمحورت دراسته حول الفروقات في الجرعة الشعاعية المستخدمة لعلاج سرطان الرحم عن طريق brochytheropy.
اما رئيس قسم التصوير الطبي في الجامعة العربية الامريكية الدكتور محمد الجمل قدم دراسة بعنوان “بناء المسارع الفوتوني الاشعاعي عن طريق monte carlo simulation حيث قال الباحث ان monte carlo simulation يعتبر وسيلة دقيقة لقياس الجرعة الاشعاعية خلال علاج مريض السرطان ومن الممكن القدرة لاستخدامه بشكل أساسي لتوقع كمية الاشعة الممتصة من قبل المريض.
وتحت عنوان “تطوير فانتوم من الخشب منسوج مع مادة الصمغ العربي وتطبيقها على Pet-CT scan”، دراسة قدمها المحاضر في قسم التصوير الطبي في جامعة فلسطين الاهلية الدكتور علي أبو عرة، والتي تمحورت حول خصائص المادة الخشبية الممزوجة بالصمغ العربي وقياس الجرعة الاشعاعية لسطح الفانتوم المحاكي لجسم الانسان مشيرا الى ان المادة الخشبية تعطي مادة جديدة في صناعة الفانتوم وتكون اقل تكلفة بالإضافة الى سهولة تشكيلها، موضحا ان هذه المادة أكثر امانا من بعض المواد المشعة التي تعطى لمريض السرطان.
اما مسؤول فنيي الاشعة في مستشفى النجاح الأستاذ عمارة عبد القادر قدم دراسة بعنوان “نصائح في التصوير الطبقي وتقنيات خاصة”، خاطب فيها الفنيين العاملين في التصوير الطبقي على كيفية إنتاج صورة شخصية بأفضل التقنيات واقل خطر في التعرض الاشعاعي.
المحاضر في قسم التصوير الطبي في الجامعة العربية الامريكية الدكتور عبد الناصر عاصي قدم دراسة بعنوان “Hippocompus وعلاقة الحجم مع ذاكرة الانسان عند الكبر” حيث تطرق الى تطوير البروتوكول لقياس حجم Hippocompus والحجم الكلي للدماغ مقدما شرحا وافيا حول طريقة العالم كالاري لقياس احجام Hippocompus غير المنتظمة، وقدم مقارنة بين مجموعة لا تعاني من خلل في الذاكرة مع مجموعة تعاني من هذا الخلل حيث أشار ان حجم Hippocompus في المجموعة التي لا تعاني من خلل في الذاكرة اكبر من المجموعة التي تعاني مما يؤكد على علاقة هذا الجزيء في الذاكرة.
المحاضرة في قسم التصوير الطبي في الجامعة العربية الامريكية وإحدى خريجات الجامعة الأستاذة افيتان الحاج يوسف قدمت دراسة بعنوان “الكشف عن سرطان الثدي باستخدام الاشعة تحت الحمراء ” اشارت فيها ان بهذه الطريقة يمكن الكشف عن المرض حيث تعتمد على مقدار تغذية الأنسجة في الدم، وتختلف عن الطريقة المتعارف عليها عالميا التي يتم التعامل بها منذ عشر سنوات.
بينما قدم رئيس قسم التصوير الطبي في الجامعة العربية الامريكية السابق الدكتور احمد أبو عرة دراسة بعنوان “الية تأثير المادة المقارنة المستخدمة في التصوير الطبي داخل الجسم” حيث أشار الى تركيبة المادة المقارنة وانواعها ونظريات التأثير داخل الجسم، وتطرق الى كيفية تحضير المريض نفسيا لإجراء الفحوصات اللازمة له.
استشاري جراحة الدماغ والاعصاب والعمود الفقري الدكتور عماد تلاحمه قدم دراسة بعنوان “النظر في الانسان من الداخل”، والتي تمحورت حول ما يريد الطبيب من التصوير، موضحا مدى العلاقة التكاملية بين الأطباء وفنيي الاشعة من اجل خدمة المريض.
خرج المشاركون في مؤتمر التصوير الطبي الرابع بعدة توصيات ابرزها ضرورة اعتماد أوراق البحث والدراسات التي تم عرضها في المؤتمر وتطبيق التوصيات على ارض الواقع وتثقيف العاملين في اقسام التصوير الطبي في المشافي والمراكز حول كيفية الوقاية من الاشعاعات، وضرورة إيجاد سبل التعاون بين المؤسسات الاكاديمية والنقابية للحد من البطالة في صفوف الخريجين من قطاع التصوير الطبي ، كما اكدوا على ضرورة تنظيم ورشات عمل لزيادة الوعي في مجال الوقاية الشعاعية للعاملين في اقسام التصوير الطبي وتوعية المواطنين بذلك، وضرورة إيجاد سبل التواصل مع قطاع غزة لتطوير تقنيات التصوير الطبي المختلفة لتقليل المخاطر الاشعاعية على المرضى وفنيي التصوير الطبي، ودعوة الى إقامة مؤتمر التصوير الطبي الخامس في حرم الجامعة العربية الامريكية لقدرتها على توفير المستلزمات اللوجستية المناسبة والتقنية العالية لتنظيم مثل هذه المؤتمرات العلمية عدا عن تميز الجامعة في تقديم الأبحاث والدراسات العلمية المتميزة.
وفي نهاية المؤتمر وجه رئيس قسم التصوير الطبي في الجامعة العربية الامريكية الدكتور محمد الجمل في كلمته الختامية الشكر الى كل من ساهم في إنجاح المؤتمر من إدارة الجامعة ونقابة التصوير الطبي الفلسطينية مشيرا الى ان المؤتمر سلط الضوء على ما يهم ويخص طواقم التطوير الطبي والاستفادة من اصحاب الخبرات في القطاعين الطبي والصحي واكد على التواصل مع الجامعات الفلسطينية ومع اقسام التصوير الطبي في المشافي الحكومية والأهلية والخاصة، وتم الاختتام بتكريم المشاركين في المؤتمر العلمي.