الإعتداء على أرض ملاصقة لمقبرة شرق الأقصى
تاريخ النشر: 16/08/15 | 14:08إقتحم موظفو سلطة الطبيعة الاسرائيلية تحت حراسة قوات الاحتلال، صباح اليوم الأحد، أرض ملاصقة لمقبرة باب الرحمة شرقي المسجد الأقصى، تعود لعائلتي الحسيني والأنصاري، وقاموا بوضع سياج حديد حول جزء منها.
وقال بشر الحسيني متولي أرض عائلة الحسيني: “تم إبلاغنا صباح اليوم في الساعة السابعة والنصف أنه يوجد من يعمل بأرضنا، فتوجهت مسرعا للمكان، إلا أن شرطة الاحتلال منعتني من دخول المقبرة. وعندما سألت الشرطي عن الأمر قال إن موظفي سلطة الطبيعة يضعون سياجا في الأرض، فاتصلت مع المحامي لمتابعة الأمر قانونيا”.
ونفى الحسيني أن تكون سلطة الطبيعة قد أبلغت العائلة بوضع أسلاك شائكة لمنع تمدد القبور في الأرض، وأشار إلى أن الموظفين وضعوا اليوم سياجا متعرج بمسافة تبلغ حوالي 800 متر في أرض الحسيني والأنصاري.
واستنكر الحسيني هذا الإعتداء والحجز على حرية التصرف بالأرض، وأكد أنه ستتم متابعة الأمر قانونيا لإزالة هذا السياج من أرضهم.
أما بهائي الأنصاري متولي الوقف ومتولي أرض الشيخ مصطفى عبدالله دنف الأنصاري التي تبلغ مساحتها 114 دونم، أوضح أنه ليس الاعتداء الأول على هذه الأرض من قبل الاحتلال الإسرائيلي، فقد تم الاعتداء عليها مرتين قبل ذلك وصادروا قبل نحو 15 عاما أكثر من دونمين منها لتوسيع الشارع الرئيسي لسلوان، المحاذي لمقبرة باب الرحمة.
واستنكر الأنصاري الاعتداء على أرض العائلة وقال: “لم يتم إبلاغنا أبدا بقرار وضع السياج من قبل سلطة الطبيعة في أرضنا، وهي عبارة عن وقف ذري وأملاك خاصة، ولا يحق لأحد الاعتداء عليها من قبل سلطة الطبيعة أو غيرها، وسنتابع الأمر قانونيا”.
وأوضح المحامي محمد وليد عليان من مكتب سامي إرشيد أن ما جرى اليوم هو اعتداء من قبل سلطة الطبيعة على أرض تعود لعائلتي الحسيني والأنصاري وتبلغ مساحتها نحو 7 دونمات، حيث لم تقم سلطة الطبيعة بإبراز أمر محكمة يعطيها الشرعية أن تصادر أو تشيك أو تسيج بعض الأملاك الخاصة لوقف الحسيني والأنصاري، وهذا يعتبر اعتداء على أملاك خاصة ولا يوجد له معنى آخر.
وقال المحامي: “لغاية الآن سيجت سلطة الطبيعة دونم واحد من 6 دونمات تعود لعائلة الحسيني دون إبراز أمر محكمة، وقد توجهنا للمحكمة المركزية منذ الصباح الباكر من أجل إدعاء وجود قرار لدى سلطة الطبيعية لإبطاله، ولغاية الآن لم يتم إبراز القرار”.
وأضاف: “لقد تمكنا من إيقاف العمل بعد وضع السياج حول دونم من الأرض، بعد الحاح من شرطة الاحتلال الاسرائيلية الموجودة بالمكان على عدم إكمال التسييج بدون أمر، حيث طلبنا منهم إبراز قرار يعطيهم شرعية العمل فخرجوا من المكان، علما أنهم كانوا يريدون تسييج أكثر من دونم “.
من جانبه أوضح رئيس لجنة رعاية المقابر الاسلامية في القدس المهندس مصطفى أبو زهرة أن هذه الأراضي مخصصة للمقبرة، وهي أرض وقفية ذرية لآل الحسيني ومساحتها تبلغ نحو 5 دونمات وعائلة الأنصاري ومساحتها 114 دونم، وتعتبر أراضي وقف ذري تابعة لمقبرة باب الرحمة، حيث يدفن المسلمين فيها منذ 1400 عام، وفيها قبور للصحابة والشهداء والعلماء بينهم الصحابيان عبادة بن الصامت وشداد بن أوس.
وأكد أبو زهرة أن ما جرى اليوم هو اعتداء صارخ على مقبرة المسلمين وتعدي واضح بحجج لا نعلم بها على الإطلاق، وهو عبارة عن مكر وتآمر وفرض أمر واقع على مقبرة المسلمين الرئيسية التي ندفن فيها.
وقال: ” لا يوجد لدينا سوى 3 مقابر – الساهرة واليوسفية والرحمة – التي يدفن فيها 360 ألف مسلم بالقدس موتاهم، هم ينازعونا على أجزاء غير مستغلة بدعوى أنها لسلطة الطبيعة”.
وأشار إلى أن مقبرة باب الرحمة هي الحاضنة الشرقية للمسجد الأقصى المبارك، وهي تحت الأسوار الشرقية لمدينة القدس المحتلة.
كما نوه إلى أن التعدي مستمر وهي حلقة من سلسلة حلقات الإعتداء والإغتصاب ونهش أراضي الوقف الاسلامي التي هي حاضنة للمسجد الأقصى المبارك، وقد تم إغتصاب الجزء الجنوبي من المقبرة بطول 80 متر وعرض 25 متر بادعاءات مختلفة، ما يسمى مقبرة السلاونة ومنع المسلمين من دفن موتاهم في هذه المقبرة.
وأوضح أنه قبل 15 عام قامت بلدية الاحتلال بتوسعة شارع سلوان وإقتصاص مساحة كبيرة من أرضي الحسيني والأنصاري المحاذية للشارع.