كآبة ما بعد الولادة
تاريخ النشر: 04/10/15 | 0:39دخلت عائلة الصيدلية أم ،أب و 4 أطفال واضح أن الفارق العمري بين الأطفال سنة لا أكثر.. زوج عصبي المزاج ينظر بغضب لأطفاله ،عمر أكبرهم لا يتجاوز 4 سنوات وأصغرهم بضعة شهور تحمله أمه شاحبة اللون, نحيله الجسد يخيل لك أنها ستقع في أي لحظة مغمى عليها من الإعياء والتعب, تتقدم نحوي ببطء، زوجها يلحق بطفليه اللذين انطلقا يركضان في أرجاء الصيدلية ،وطفل آخر في عربة الأطفال يغط في نوم عميق،تركه والده بجانب أمه حتى يلحق إخوته،مدت يدها لحقيبتها تناولت الوصفة الطبية أعطتني إياها بسرعة وأعادت يدها على ظهر طفلها الرضيع, وألقت نظرة سريعة على عربة طفلها أم عربية، عمرها 24 ربيعا نظرت للوصفة” مش سهل أعيش مع أربع أطفال وكلهم على روس بعض سنتك سنتك”..قالت الأم بصوت ضعيف حينما قرأت اسمي. ابتسمت لها قائله (..هذا يدل على وعيك للكآبة ما بعد الولادة, واحترمك جدا.. الكثير من حالات الاكتئاب غير المعالجة تنتهي بقتل الأطفال…ضرب..طلاق..انتحار.. وللأسف نجد وعي أكثر لهذه الحالات في الوسط اليهودي..ومعدومة عندنا)…أحضرت الدواء قالت لي وعيناها تبحثان عن شيء ( أرجوك ..أعيدي ما قلته بحضور زوجي..فهو دائما يتهمني بالجنون وتناول أدوية المجانين ويسخر مني ليل ونهار)..عاد الزوج إلينا يمسك بيد ابنه وابنته قال بنفاد صبر وغضب (خلصيني عاد( قلت له : لدينا مشكله في الحاسوب الآن فقط عاد ليعمل! نظرت إليها …عيناها في الأرض لا تقوى النظر إلى احد,سمعت صمتها يصرخ يستنجد . قلت لها بصوت عال هذا الدواء يعطى لمعالجة الكآبة ما بعد الولادة أنا جدا احترمك واحترم زوجك على وعيكما لهذه الحالة التي ستعالج خلال أشهر قليل وهكذا تمنعان حدوث كارثة..والله يكثر من أمثالك. ابتسمت الأم, أخذت دواءها واستودعتني وزوجها يتقدمها مسرعا نحو الباب وواضح لم يتأثر بما قلت.
سامح الله زوجها فرغم ما تعانيه يزيد همها هم وطبعا لا اقصد هنا جميع الزواج فمن الأزواج من يكون خير معين لزوجته ويساعدها في شؤون البيت والأطفال . وكل ما تحتاج إليه فحينها نفسية الأم تكون بحالها الجيد مما يساعدها أن تمنح أطفالها الكثير من الحب والرعاية والحنان. نرى كثرة هذه الأمراض اكتئاب الحمل أو ما بعد الولادة والأمراض النفسية عامة ! من الناس من يتعامل مع هذا الأمر بشكل طبيعي ويعرض نفسه للمختصين والأطباء وشراء الأدوية ،ومن الناس إن أراد/ت شراء دواء للكآبة يلجأ المريض لصيدليات في بلدات يهودية مجاورة لبلده هذا طبعا في الحالات الممتازة إذا لجأ بالأصل لطبيب نفسي وشكى من أعراض. لأننا وللأسف الشديد مع تطور الإنسان والحياة يرى البعض استشارة طبيب نفسي أمرا مخجلا وعارا!! حتى المرأة حين تلد وتتابع عند الممرضات الأغلب يخجل من الاعتراف بضيق أو حزن أو البكاء والضغط من الوضع الجديد. إن من الضروري جداً العلاج النفسي والدعم من قبل الزوج والأهل. وضرورة إقامة حملات توعية للنساء بشكل خاص ولمجتمعنا العربي عامة حتى نتفادى ونمنع تعذيب الأم لنفسها أو أطفالها…نمنع قتلها لأطفالها أو حتى الخلافات الزوجية النابعة من الكآبة والتي بالأغلب تؤدي للطلاق.
أيها الزوج : ساعد زوجتك، قف معها، هي تحتاجك لتربي جيلاً نافعاً، أولادك يحتاجونكما الاثنين، يريدون أب وأم، كن لأسرتك خير معين , مهما واجهتك ضغوطات العمل لا تدعها تؤثر سلبياً على زوجتك وأولادك.