تعرف علي فوائد الزوجة النكدية
تاريخ النشر: 27/04/13 | 5:55قد يتصور البعض أن العنوان للسخرية ، لكن الحقيقة أنها دراسة أكدها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في مصر عن فوائد الزوجة النكدية ومزاياها الكثيرة ، تتطرق الدراسة إلي المزايا الكثيرة التي يجنيها الزوج في حال كانت زوجته نكدية
ورصد لنا المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية هذه الظاهرة والتي تتخلص في عدة نقاط هامة حول فوائد الزوجة النكدية كما هو سائد بين العديد من الرجال ، علي عكس ما هو شائع فمن يعتقد ان الزوجة النكدية ليس لها فوائد فهو مخطئ
فوائد الزوجة النكدية
فالزوجة النكدية فوائد كثيرة ومن أهمها تجعل لسانك رطب بذكر الله(طول النهار الرجل يدعى حسبى الله ونعم الوكيل) ، كما أن الزوجة النكدية تساعده علي غض البصر لأن الرجل يكره الستات كلها علي يد زوجته، كما أنها تجعله يحافظ دائما علي صله الرحم لأنه على طول هربان عند امه، المرأة النكدية تحافظ علي الوزن لأن الرجل عادة لا يكون لديه نفس للأكل بسبب الخناق والمشاجرات بينهما . كما أنها دائما ترفع نسب الاشياء فى الحياه لأنها ترفع الضغط وترفع المصاريف وتزود ايام حبسك فى السجن
وأخيراً ،تجعل من زوجها رجلاً عظيماً فبسبب نفوره منها ، سوف يقضي وقتا ً أطول في العمل
مما يجعله إنسانا ً ناجحاً في عمله .
وقد تم رصد هذه الظاهرة الخطيرة حول الأسباب الحقيقة التي أدت إلي انتشار مثل هذه الرسائل والاستهتار بالحياة الزوجية ، علماء الإجتماع اتفقوا علي أن هذه الظاهرة تعد مؤشر حقيقي علي سوء الأوضاع التي تسود في المجتمع المصري ، وأن المرأة تحولت من كائن حنون طيب وعطوف إلي شخصية نكدية في كثير من الأحيان ينفر منه الأزواج
فعادة يشكو الرجل من أن زوجته نكدية وأن بيته قطعة من الجحيم. يعود إلى بيته فتداهمه الكآبة، إذ يطالعه وجه زوجته الغاضبة الحاد النافر المتجاهل الصامت. بيت خال من الضحك والسرور ويغيب عنه التفاؤل مثلما تغيب الشمس عن بيته فتلتهمه الأمراض. يقول في بيتي مرض اسمه النكد. ويرجع السبب كله إلى زوجته ويدعي أنه لا يفهم لماذا هي نكدية لماذا تختفي الابتسامة من وجهها معظم الوقت ويحل محلها الغضب والوعيد؟ ولماذا هي لا تتكلم ؟ لماذا لا ترد ؟ والحقيقة أن هذا الزوج لا يعرف أن زوجته بصمتها الغاضب إنما هي تدعوه للكلام.
صوت الكآبة
تعلق د. نادية رضوان – أستاذ علم الاجتماع جامعة قناة السويس- إن الحياة الزوجية لم تعد كما كانت من قبل ، بل أصبحت معانيها تندثر وسط مشاكل الحياة ، مما يجعل الزوجين يعيشا دائما تحت ضغط هذه الحياة فيتحول كلاهما إلي أشخاص نكدين يفكرون دائما في كيفية التغلب علي هذه المشاكل.
وتضيف رضوان أن المرأة تتحول إلي نكدية لعدة أسباب إما لعدم إحساسها بالراحة مع زوجها لأنه من الممكن أن يكون خائن بطبعه وبالتاي يحولها إلي إمرأة نكدية بسبب شكوكها الدائمة بأنه يخونها ، كما أن المرأة قد تتحول إلي نكدية لأن زوجها يعاملها معاملة سيئة يضربها ويسيء معاملتها مما يهدد حياتهما سويا ، أو في حال آخر إذا شعرت هذه المرأة بأنها تعيش حياة لا يشوبها الحنان والعطف ولا تسمع أي كلمة حلوة من الطرف الآخر
فالمرأة النكدية تبعث رسالة حقيقية سلبية بين الزوجين ولكن هذه طريقتها لأنهما لم يتعودا معاً – الزوج والزوجة – على طريقة أكثر إيجابية في التفاهم. ويقلق الزوج. يكتئب هو أيضاً . ثم يغلي في داخله . ثم ينفجر . وتشتعل النيران وبذلك تكون الزوجة قد نجحت فقد استفزته إلى حد الخروج عن توازنه . لإنها ضغطت على أهم شيء يوجع رجولته وهو التجاهل . أي عدم الاعتراف بوجوده . أي اللامبالاة. ولكن هذه ليست حقيقة مشاعرها فهي تغلي أيضاً لأنها غاضبة . غاضبة من شيء ما . ولكنها لا تستطيع أن تتكلم فهذا هو طبعها وربما يمنعها كبرياؤها فهذا الزوج يخطئ في حقها وهو لا يدري أنه يخطئ وأن أخطاءه ربما تكون غير إنسانية . ربما يتجاهلها عاطفياً ، ربما يتجاهلها فراشياً . ربما بخله يزداد . ربما بقاؤه خارج البيت يزداد من دون داع حقيقي . ربما أصبح سلوكه مريباً .. ربما وربما وربما وهناك عشرات الاحتمالات. ولكنه هو لا يدري أو هو غافل . أو يعرف ويتجاهل . وهو لا يدري أنها تتألم . أي أنه فقد حساسيته. ولكنها لا تتكلم.
تحول مجتمعي
بينما تري الدكتورة سامية خضر – أستاذ علم الاجتماع جامعة عين شمس – أن هذا التحول المجتمعي الذي نعيشه حاليا بسبب انهيار العادات مما جعلنا دائما ما نسخر من الحياة الزوجية ونستهن بكل قيمها ومعانيها ، لأن النبت من البداية كان خاطئا ولم يسعي إلي تحمل مسئولية مؤسسة الزواج والأسس السليمة للزواج ، فالحياة الزوجية تتلخص في قيم ومبادىء ومعاني حلوة استهترنا بها علي رسائل الموبايل ، فضاعت كل هذه القيم
وتضيف أن المرأة النكدية ليست تحب النكد بطبعها ولكنها تقع تحت ضغوط عصبية ونفسية تجعلها تتحول إلي إمرأة نكدية ، فالمادة وضيق العيش أحد الأسباب الرئيسية لنجد الزوجات ، كذلك استهتار الزوج ومعاملته السيئة لها تجعل الحياة بينهما صعبة ومريرة
فالمرأة عادة لا تفصح عن مشاعرها الغاضبة. وربما لأنها أمور حساسة ودقيقة ربما لأن ذلك يوجع كرامتها ربما لأنهما لم يعتادا أن يتكلما. ولهذا فهي لا تملك إلا هذه الوسيلة السلبية للتعبير وهي في الوقت نفسه وسيلة لعقاب التجاهل.
وإذا بادل الزوج زوجته صمتاً بصمت وتجاهلاً بتجاهل فإن ذلك يزيد من حدة غضبها وربما تصل لمرحلة الثورة والانفجار فتنتهز فرصة أي موقف وإن كان بعيداً عن القضية الأساسية لتثير زوبعة لقد استمر في الضغط عليها حتى دفعها للانفجار. فضغط عليها بصمته وتجاهله رداً على صمتها وتجاهلها وتلك أسوأ النهايات أو أسوأ السيناريوهات فهي – أي الزوجة – تصمت وتتجاهل لتثير وتحرق أعصابه وتهز كيانه وتزلزل إحساسه بذاته ليسقط ثائراً هائجاً وربما محطماً.
وهنا تهدأ الزوجة داخلياً ويسعدها سقوطه الثائر ، حتى وإن زادت الأمور اشتعالاً وشجاراً تتطاير فيه الأطباق وترتفع فيه الأصوات وهذا هو شأن التخزين الانفعالي للغضب . وتتراكم تدريجياً مشاعر الغضب حتى يفيض الكيل وتتشقق الأرض قاذفة بالحمم واللهب فتعم الحرائق.
الزوج النكدي
يقول الدكتور أنورعطية – أستاذ علم الإجتماع جامعة بني سويف – أن النكد ليس منبعه الزوجة فقط بل الرجل أيضا بتصرفاته وأفعاله نحو هذه المرأة ، وبالتالي فلا يجب إلقاء اللوم علي المرأة فقط ، مشيرا إلي أن الرسائل التي يتم إرسالها علي الموبايل حول فوائد الزوجة النكدي هي نوع من الكبت المجتمعي الذي يتم التعبير عنه من خلال الرسائل للتفريج عن ذلك الكبت .
ويضيف أن الحياة الزوجية لا يجب الاستهانة بها وبكل معانيها ، لأنها رباط مقدس يجمع بين الزوجين أختار أن يعيش كل منهما مع الآخر
وفي دراسة علمية حديثة تكشف أن الزوج العدواني حاد الطباع والمزاج، قد يدفع بزوجته نحو الإصابة بالاكتئاب ، فعدائية وحدة طباع الأزواج ارتبطت بشكل واضح بتزايد أعراض الاكتئاب بين الزوجات ،فكلما تزايدت حدة طباع الزوج وسلوكياته المعادية للمجتمع، كلما ازداد اكتئاب الزوجة.
وتشير النتائج إلى أن معاملة الأزواج لزوجاتهم تنعكس بقوة على نفسياتهن، وأن للسلوك العدائي أو الطباع الحادة، تأثير دائم على الزوجين يستمر طيلة فترة الزواج.
وفي المقابل، لم يجد الباحثون أدلة تربط بين سلوكيات الزوجة الحادة وإصابة الزوج بالاكتئاب، بحسب الدراسة،
وتصنف منظمة الصحة العالمية الاكتئاب على أنه رابع أكبر مسبب للانقطاع عن العمل في العالم، وهي ترجح أن يصبح ثاني أكبر مسبب في عام 2020.
عوامل جينية
ويعتبر الطب الحديث أن أسباب الاكتئاب الأساسية تتوزع بين عوامل جينية وأخرى اجتماعية، فقد يرث المرء من أهله استعداداً جينياً مسبقاً للإصابة بهذه المرض، فتظهر عوارضه لديه لدى تعرضه لأي حادث أو عائق في الحياة.
فالخطأ الأكبر الذي يقع فيه الزوجان أن يجعلا المشاكل تتراكم من دون مواجهة. بدون توضيح بدون حوار بصوت عال هادئ بدون أن يواجه كل منهما الآخر بأخطائه أولاً بأول . بدون أن يعبر كل منهما عن قلقه ومخاوفه وتوقعاته وآلامه وهمومه ..
يجب أن يرفع كل منهما شكواه إلى الآخر بكلمات واضحة وصوت مسموع ونبرة ودودة ويجب الاستمرار والمثابرة والإلحاح في عرض الشكوى حتى تصل إلى ضمير الطرف الآخر
تقول د.مديحة الصفطي – أستاذ علم النفس بجامعة الاسكندرية – أن المودة والرحمة شعار الزوجين لا يجب أن يتخلي كلاهما عن ذلك الشعار المقدس بينهما ،فلا يجب الاستهتار بالحياة الزوجية إلي حد رسائل موبايل والحفاظ علي ذلك الكيان الذي دعانا الله سبحانه وتعالي للحفاظ عليه
فالزوجين اللذين وصلا إلى هذه المرحلة من الاستفزاز المتبادل يكون قد غاب عنهما تماماً المعنى الحقيقي للمودة والرحمة.
والحقيقة أن أي إنسان مقدم على الزواج – رجلاً أو امرأة – يجب أن يكون متفهماً وبعمق وبقلبه وعقله وروحه المعاني الحقيقية لأعظم كلمتين : المودة والرحمة..