أبو خليل ووجع العمال !!

تاريخ النشر: 26/04/13 | 23:40

لطالما أدهشني ونال اعجابي هيئة المقاول "ابو خليل "في منظره القديم ،فهو من قام بتعمير وانشاء معظم البيوت في القرية ، فمسكته "لايد الشاكوش " لا تهزها الجو "الخماسيني " او لهيب الشمس الحارقه ، ولا توقف ضرباته للمسامير الامطار في البرد ، او عمله تحت الغيم والمطر. في اول يوم عمل معه ،صافحني ((ابو خليل ))، وشد على زندي وكاد يكسره لو أنني لم اجابر على نفسي وافلت يدي منه بحركه "اكروباتيه" لكنت أعاني حتى ألأن من اعاقة دائمة ، وفهمت لاحقاً ان كان يفحص جاهزيتي وتحضيري للعمل في اول يوم لي في البناء،فقال لي بكل لطف ،وقد أشعل "سيجارته " ونفخ دخانها في وجهي ، اشرب كأس" الشاي" وألحقني ،،! طالباً مني " حل ايديك "من بعض ، لكي يفتح الله علينا الشغل كما يدعي، شعرت بتعجرفه الزائد ، كأنني اكتشف شخصية أخرى مغايةه عن تلك التي بنيتها له في مخيلتي ، لكن مشهده عندما وضع "حُرجة" المسامير على خصره ، ويدخل الشاكوش في جناد "الحُرجة" بحركة سريعة قافزاً بين الخشب، زاد من لهفتي ،ليذكرني بأبطال "الكاوبوي" عندما يطلقون النار على الخصم ثم يضعون المسدس في بيته الجلدي المتدلي على خصورهم ، فكان يضرب المسمار ضربة وضربتين وكاد يدخله في الخشب ، كان مماطلاً ، ومتعدد الطلبات بنفس الوقت ،لا يعجبه العجب ، كل خمس دقائق ينادي علي!! ، سجل عندك : ( باكيتين مسامير 6، اسلاك تربيط 2، واحد مسامير 10 !! أساور حديد، !ثم ينظر الي بغضب ،،!! لاتنسى ايضاً حلقات حديد ، قضبان 6 ميل".

تعديل المسامير!

وفوق كل هذا لا يعرف معنى الإستراحه او الوقوف ،فهو لا يأكل ولا يشرب ، ولا يشرب الماء البارد ، ولا يرد على التلفونات… وعندما شعر بضجري وتذمري ، واستراحتي وانتبه لطول صلاتي وكثر تسبيحي ، قرر قراره الصعب فقد اشغلني " بتعديل المسامير"،واشار لي بعد ان حك رأسه من تحت طاقيته ، بترتيب كل الخشب …. حتى تورمت كل أصابعي من كثر تعديل المسامير وتشققت أصابعي العشر من كثره الطبش ،،!! وبينما حان وقت صلاة العصر ، ارتميت أرضاً منهكاً ومتعباً نظر الي وقال بكرا حضر حالك في عنا "صبه باطون ،،!! وانا ساكت وبالع "غصتي " واهز برأسي مصطنعاً ابتسامتي !!

سلام للعمال

الشاهد : سلام على العمال ضمير المتعبين ،القابضين على سكين الكرامة ذي الحدين ، حد الجوع وحد الكرامة ، سلام على الكادحين ، المرابطين ، المجاهدين للبحث عن لقة العيش بكرامة ،الذين تورمت اصابعهم من كثير تعديل المسامير ، وسكوتهم من أجل لقمة الفقير ، لهؤلاء الذين يتحملون كل شيء فقط لكي يعودوا بكيس خبز حلال لأبنائهم في المساء،يبلعون غصاتهم لأجل توفير كل مستلزمات البيت ، والاولاد ، ومن أجل تعليمهم في الجامعات ، ويا اسفاه على بعض من ألأبناء وشباب اليوم فهم حتى لا يفهمون معنى العمل الشاق و لا يستطيعون العمل لانه كل شئ لهم يأتي على الجاهز و يتخيلون انهم خلقوا ليكونوا اسيادا و الاباء خلقوا ليكون عبيدا لهم يحرسهم و يلبي حاجاتهم . فلا عطلة لعمّال يضحكون عليهم بيوم في السنة…

فالكل له إجازة وله عيد إلا صاحب العيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة