لقاءات زعبي مع مسؤولين في الأحزاب الايطالية
تاريخ النشر: 28/04/13 | 0:30كان مخطط برافر، بالإضافة إلى مجمل السياسات العنصرية في إسرائيل وعملية قوننة العنصرية وتحويلها إلى إجماع إسرائيلي، أكثر ما شددت عليه النائبة زعبي خلال لقاءاتها المتعددة مع مسؤولين ونشطاء ايطاليين، وذلك ضمن دعوتها من قبل بلدية شيرفتري والجالية الفلسطينية في إيطاليا . وفي أعقاب اللقاء الذي أكدت زعبي فيه أن الدولة ما زالت تتعامل مع الأرض كمشروع للتهويد والسيطرة، قرر رئيس بلدية شيرفتري عقد توأمة مع القرى الغير معترف بها في النقب. وتخللت الجولة لقاء مع السكرتير العام للحزب الشيوعي الايطالي، السيد باولو فيريرو، ومع مسؤول قسم الشرق الأوسط في الحزب الديمقراطي، الذي يتمتع ب 492 مقعدا في ا البرلمان و112 مقعدا في مجلس الشيوخ والذي يتوقع للحزب ان يشكل الحكومة قريبا، السيد جاكومو فيلبيك، كما ضمت الجولة نقاشا في مكتب رئيس بلدية باري بحضور كل من المسؤول الثقافي ورئيس مجموعة الحزب الديمقراطي في البلدية، ولقاء آخر مع الناطقة الرسمية لمقاطعة بولونيا في جنوب أيطاليا، ولقاء واسعا مع المتضامنين الايطاليين ومع الطلاب الفلسطينيين، في قاعة المجلس البلدي وبدعوة من رئيس الجالية الفلسطينية السيد باسم جربان. بالإضافة إلى تلك اللقاءات تم دعوة المطران كابوتشي والسيدة زعبي لافتتاح لقاء لإعادة تنظيم المهندسين الفلسطينيين في ايطاليا، والذي عقد في السفارة الفلسطينية في ايطاليا، واختتمت اللقاءات بنشاط ضخم عقدته بلدية شيرفيتري ضم رئيس البلدية وعددا كبيرا من المسؤولين والمتضامنين.
وفي جميع لقاءاتها أكدت زعبي على أن أوروبا لا تستطيع أن تدعي النزاهة في القضية الفلسطينية، عندما تقوم بتعزيز علاقاتها مع إسرائيل، أو حتى عندما تقوم بالحفاظ عليها دون قيد أو شرط. وأشارت زعبي أن الكثير من إتفاقيات التعاقد التجاري أو الاقتصادي تحوي شرط الحفاظ على حقوق الأقليات واحترام حقوق الإنسان، ورغم الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة لحقوق الفلسطينيين على جانبي الخط الأخضر، إلا أن أوروبا توقع على تلك الاتفاقيات إرضاء لإسرائيل خارقة شروط وضعتها هي. وأكدت زعبي أن تلك الاتفاقيات لا تعزز فقط العلاقات الاقتصادية والسياسية بين الطرفين لكنها تقوي أيضا ثقة إسرائيل بنفسها وتعزز سياساتها القمعية على حد سواء.
وطالبت زعبي المسؤولين الايطاليين بعدم التعامل مع الفلسطينيين والإسرائيليين كطرفي صراع، بل كمحتل وكرازح تحت الاحتلال، وأكدت أن الثوابت الفلسطينية تتعدى مطلب السيادة على دولة، وأن القضية هي ليست صراعا على حدود بل هي قضية نضال عادل في وجه مشروع صهيوني يريد محو وجود الفلسطيني ومؤشرات سيادته ووجوده، من أرض وهوية وقوة سياسية، وأكدت أن "التضامن الحقيقي مع الشعب الفلسطيني يعني أولا التضامن مع نضاله، حيث لا قيمة حقيقية في التضامن مع شعب دون التضامن مع نضاله، كما ويعني مسؤولية دولية عينية في محاسبة إسرائيل على سياساتها وقوانينها ومشروعها العنصري".
من جهتهم أكد المسؤولون الايطاليون على عدالة القضية الفلسطينية، وأبدوا عدم قناعاتهم بالإدعاءات الإسرائيلية تجاه "السلام"، لكن من الجهة العملية الأخرى، بدا واضحا، دون تصريحات مباشرة، شعورهم بالضعف "الأوروبي" تجاه الضغوطات بل حتى الابتزازات الإسرائيلية، وأن الجهات الرسمية الإيطالية لا تعبر حقيقة عن قناعات سياسية، بقدر ما تعبر عن "ضعف أوروبي"، وعن قراءة "إسرائيلية" للمصلحة الأوروبية. وكرر المتضامنون والمسؤولون الايطاليون المحاولات الإسرائيلية مؤخرا في المطابقة ما بين العداء للسامية والعداء للصهيونية. وفي هذا الصدد أكدت النائبة زعبي أن المطابقة ما بين العداء للسامية والعداء للصهيونية هو عداء للسامية، إذ تؤدي هذه المعادلة إلى المطابقة ما بين السامية والعنصرية.
وصرحت زعبي في معرض تعليقها على الدور الأوروبي، أن "أوروبا لن تستطيع أن تكون فلسطينية أكثر من الفلسطينيين، إذ أن تضامن الأوروبيين معنا، يحتاج لوضوح في مشروعنا الوطني الفلسطيني ولوضوح في قناعاتنا تجاه حقنا في النضال، وهذا يخالف ما يحدث على أرض الواقع حيث يؤكد الخطاب الفلسطيني الرسمي يوميا على "الإفلاس في الخيارات" وعلى المطابقة ما بين المقاومة والعنف”.
هذا وكان واضحا خلال اللقاءات والاتصالات المنظمة والعفوية مع الشتات الفلسطيني، أن الشتات الفلسطيني يعكس حالة من الإحباط واللاوضوح العام التي تسيطر على المشهد الفلسطيني العام، بالإضافة إلى سيطرة الانتماءات الفصائلية حتى على واقع الشتات. بالتالي تركزت اللقاءات والحوارات مع الجالية الفلسطينية على ضرورة المطالبة والمساهمة بإعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني الجامع، الذي بوسعه إعادة الهيبة للنضال ولوحدة القضية الفلسطينية وعلوها على سائر المصالح والرؤى الفئوية.
من جهة أخرى، ربما تكون هي نقطة الضوء في الأفق، برز في تلك اللقاءات حماس الشباب الفلسطيني، ووعيهم النقدي، واستعدادهم وقناعاتهم بضرورة التغيير، وعدم ايمانهم بثقافة "اللا حيلة" و"انسداد الأفق" التي أنتجتها أوسلو.