عنصر المفاجئة . سيكون عنوان الضربة لسورية
تاريخ النشر: 30/04/13 | 3:33لا زلنا نراقب وبعين الدقة وبنوع من التركيز على ما يدور ويجري في الساحة السورية من إحداث جسام . دمرت الحجر والبشر في القطر العربي السوري . من تدخل بشؤون تلك الدولة وأيضا من تصدير كافة أصناف وأشكال الرعب والإرهاب المنظم من قبل دولة عربية كانت في يوم من الإيام أحد الحلفاء الرئيسسين لسوريا . لكنها زلزلت المعادلة عندما وضعت نفسها في الخط الاول المعادي لسوريا ولشعبها من خلال ماكينة التحريض المستمر المتمثل بقنوات فضائية كانت اليد الضاربة للدولة السورية ناهيك عن الدعم السخي من قبل تلك الدولة بالمال والسلاح الى مسلحي جبهة النصرة .
الجديد في الموضوع وبعد مرور 3 أعوام على الحرب على سوريا بمنظور الدولة السورية وعلى الثورة بمنظور الدول الداعمة للجماعات المسلحة . اليوم وبعد تلك الأعوام التي لم يمر يوم فيها الا وزادت قائمة القتلى والشهداء في الساحة السورية . التي بقية محافظة على توازن القوى في التصدي للمؤامرة وبقية أيضا تجابة الموت والإرهاب بنفس النسق والوتيرة العالية التي لا تكل الى يومنا هذا رغم إشتداد عصا الإرهاب الغليظة التي باتت تستهدف سوريا عشوائيا على نمط العراق سابقا وعلى غرار التفجيرات التي كانت تهز لبنان بين الفينة والأخرى .
اليوم وبعد تلك الأعوام العجاف . يبدوا أن المعادلة تغيرت وأن العالمقد إستفاق من كبوة الربيع العربي على فشل محقق في مواجهة سوريا والنيل منها على مدار أعوام ثلاث كانت كفيلة ان تسقط فيها دول وممالك من هول الحمل الثقيل الذي رمي على كاهل مواطنيها وجيشها من إرهاب وترهيب وتهريب وقتل وإختطاف وتدمير من قبل دول ومجموعات مسلحة لا تعرف جغرافيا سوريا المعقدة . لذا أخذ هذا العالم بتجريب المجرب وبإتباع السيناريوهات المحروقة والاوراق الساقطة في سبيل ان يحقق ولو واحد من اهدافة في العمر المتبقي وفي الزمن الضائع من عمر الثورة المزعومة . التي لم تحقق سوى تدمير المشهد الحضاري لدولة تاريخية ونقطة ارتكاز وصاحبة الموقع الاستراتيجي .
بدأ هذا العالم وفي عصر الحضور القوي لدبلوماسية جون كيري والارتباك الواضح لاحمد داوود اوغلو والفشل الذريع لحمد بن جاسم . بات من الواضح أنه على كل من يسيرون في هذا الفلك أن يعيدوا الحسابات جيدا لعلهم يعثرون على الرقم الصحيح والوصفة السرية للتعامل مع سوريا . ألا وهي وصفة العراق القديمة الجديدة . وكذبة الشعوب الغربية في مواجهة نظام الرئيس الراحل صدام حسين . حين جعل العالم من العراق بوابة الخطر ونفق جهنم من خلال الإدعاء بإمتلاك العراق للسلاح النووي والكيماوي وهي الشماعة التي غزت بها أمريكا وقوى التحالف هذال البلد العربي .
وسوريا التي تقاتل اليوم على جبهات عدة تبلع نفس الطعم وتستقبل نفس المصير لا لشي سوى لانها بدأت على ساحاتها تتكشف معالم الانتصارات التي يخوضها جيشها . وأيضا لان سوريا بدت قوية ومتماسكة رغم كل عمالية الانحلال والاغتيال والانشقاق والاختفاء. الا انها كانت تملك ترسانة محترمة من الشخوص الاحتياطيين الذي يخدمون وطنهم في الوقت والمكان المناسب. وهذا ان دل فقط فهو يدل على حنكة القيادة في القطر السوري .
وأيضا ظهر جليا ان سوريا قد تعلمت الدرس جيدا من أحداث ليبيا والحرب على العراق من قبلها . وأنها إستطاعت أن تمتص الصدمة على دفعات ومراحل . جعلت من تلك الدولة مرجعا لمحاربة الارهاب والقضاء على الجماعات التي كانت عدوا لامريكا في يوم من الايام واليوم نراها الصديق الوفي لتلك الدولة . وحتى انها تأتمر بأوامرها وبينهم عراب خليجي يدعم يالمال .
وبعد الشماعة المتواصلة في الحديث عن استخدام سوريا للسلاح الكيماوي ضد جماعة القاعدة والنصرة . يبدو ان سوريا على اعتاب ضربة عسكرية اسرائيلية كانت معدة مسبقا لايران لكنها اليوم غيرة وجهتها من خلال جلسات الكابينت الاسرائيلي واجهزة مخابراته في حين باتت توجه أجنحة طائراتها لدمشق والمدن السورية الاخرى . وحين يدور ويكثر الحديث عن السلاح الكيماوي في داخل الاروقة الاسرائيلية فهذا يعني وبدون ادنى شك أن اسرائيل باتت تملك المبرر الكبير والذريعة المناسبة لمهاجمة سوريا في ليلة هادئة وبصمت . متبعتا عنصر المفاجئة من خلال المراقبة على الحدود . كما كانت في حربها مع غزة ولبنان .
وحين يبدأ الحديث بكثرة عن السلاح الكيماوي الذي تمتلكة سوريا ومؤسسة الجيش . فعلى سوريا ان تأخذ ما يكتب بعين الجدية وبات الحديث واضحا وعلى لسان اهل الحرب والسياسية في اسرائيل حيث أنوزيرالأمنالاسرائيليالأسبق.بنيامينبناليعازر تحدثان "عمليةنقلسلاحكيماويالىحزباللهقدبدأت . وكذلك عندما تأتي الاشارات من قادة المعارضة عن إمتلاك النظام لـ 1200 طن من السلاح الكيماوي . فهنا إسرائيل ستبدأ في عد العدة لشن حرب او لربما غارة كبيرة على سوريا . تجهظ فيها الانتصار المحقق .وتفتح الطريق للجماعات المسلحة لكي تبسط سيطرتها على المناطق الاستراتيجية . ولربما تذهب الى ابعد من ذلك . في توجية ضربات لمؤسسات سيادية سورية في قلب دمشق . في الوقت الذي تختارة والذي تقول كل المؤشرات انه أقرب من من أي وقت مضى .
ولا بد أيضا من مراقبة تهديدات إسرائيل لقطاع غزة المتواصلة بوجوب القيام بعمل عسكري ضد القطاع وذلك ردا على صواريخ اطلقت على ايلات والنقب . فالتهديدات لم تأتي من فراغ ولن تدخل إسرائيل في حرب مع غزة وهي تعلم أنها ستكون محرجة وهي ترى الصواريخ تعود من جديد الى وسط تل ابيب . لكنها سياسة المكر والكرة في الشباك . فهي تريد أن توهم حارس المرمى أنها ستسدد الكرة في الزاوية اليمنى من خلال أنظارها . وفي عينها طمع بالزاوية اليسرى حتى تظلل وتخدع الحارس وتسدد هدفها .. وبهذه القاعدة تتعامل مع سوريا … تهدد غزة بضرية عسكرية والضربة لن تكون معدة ومجهزة إلا لسورية وفي ليلة صامتة .يتفجر فيها هدوء دمشق النسبي . بعدما أصبح خيار العالم إتجاه سوريا هو خيار الحرب والضربة العسكرية .
لكن ما يؤخر تلك الضربة والتردد في تسديدها هو من يبدأ ومن يبادر ومن أين وكيف .. لكن إسرائيل ستتظاهر للعالم وستخرج من بين المجتمعين على أنها اخذت على عاتقها تلك المهمة الثقيلة في تسديد ضربة مفاجئة لسوريا . قد تكون ضربة قوية تكسر الظهر أو تشل حركة ما في القطر السوري تكون مقدمة لإنهيارات متتالية للنظام وللدولة التي هي أقرب للخروج من الأزمة ومن الوحل الذي دخل فيها أناس من كل جنسيات الأرض . تحت قاعدة تجارة الدم والجهاد . وبهذا تكون إسرائيل قد أشبعت غريزتها وسدت الشهوة إتجاه التهديد والوعيد المتواصل ضد الجمهورية الاسلامية . بقصف احد اهم حلافئها سوريا على مرأى ومسمع من العالم . الذي سيبارك لاسرائيل هذا الفعل الجريئ .