من الواقع (12): الإنصاف
تاريخ النشر: 27/08/15 | 8:17أنصاف الـمتعلمين
أنصاف السياسيين
….
******
أعني بـ “الأنصاف” أولئك الذين حَظوا بقسط من التعليم أو السياسة أو الفكر أو الشعر …إلخ دون أن يكونوا مؤهلين للخوض في الميدان الذي درسوه أو عرفوا بعضه.
…..
يلاحظ هذه الأيام كثرة منافسة (الأنصاف) بل قُل مزاحمتهم، وأحيانًا مناكفتهم لمن هم أقدر وأجدر.
…..
أنصاف السياسيين يزاحمون من لهم سبق في النضال، ولهم تجربة في أكثر من سجال.
……..
أنصاف الفنانين يَدلّون بأنفسهم كأنهم هم العنوان، يزاحمون من هم أرسخ قدمًا وأكثر أصالة.
……
أنصاف الشعراء يزكّون بعضهم بعضًا، يكرِّمون ويكرَّمون، وذلك على أعين من لهم الصولة والجولة – إن لم يكن تجاهلهم-.
……..
أنصاف االلغويين يدلُون بدلائهم في موضوع يظنون أنهم يحسنون فيه قولا، فيذكرون معلومات جزئية أو مبتسرة، وذلك في حضرة من هم أعلم وأخبر، ولا من حياء!
…….
أنصاف المتدينين يفتون دون أن يطلعوا على كتب الفقه والاجتهادات وتباين الآراء، فيفتون رغم احتمال أن يكون مالك في المدينة.
….
على ذلك قس!
….
قال المتنبي عندما رأى كثرة المتشاعرين حوله:
أفي كل يوم تحت ضِبني شويعر *** ضعيف يقاويني قصير يطاول؟!
…
نعم، الأنصاف ضعاف يقاوون، وهم قصار في قيمتهم يطاولون، ولو أجزنا لأنفسنا لغيرنا كلمة (شويعر) بكلمة “مثقف”، أو “مسيّس” أو “محاضر” ، وذلك بين مزدوجين، وتبعًا لما نشكو منه.
….
هذا هو الحال، فبعض الأنصاف “يتقدمون” ويقدّمون أنفسهم هنا وهناك، مع أن شوطهم كان وراء خطو أولئك الخبراء الأجلاء -حتى ولو مشوا على مهل-،
ورحم الله الطُّغْـرائي!
بل رحم الله من عرف حده فوقف عنده!
ب. فاروق مواسي
عزيزي أبا السيّد، دعهم يخوضون ويسبحون كما يرتئون،
وتأكّد أن الأيّام والسنين القادمة ستنخّل وترغبل وتكشف
القمح من الزؤان!